جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

اللاجئون.. سورية والمشهد الإقليمي | بقلم: مازن بلال
اللاجئون.. سورية والمشهد الإقليمي



بقلم: مازن بلال  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
30-09-2015 - 4375

 عندما بدأت مسألة اللاجئين السوريين بالتصاعد كانت الأزمة السورية تأخذ مساحة مختلفة، وربما غير مألوفة، تحاول نقل الصراع الإقليمي باتجاه التركيز على القضية الإنسانية، ورغم أن حركة اللاجئين استطاعت استقطاب حراك أوروبي غير مسبوق، ودفعت بعض الدول، مثل بريطانيا إلى التحرك من جديد على خط الأزمة، إلا أن هذا «التطويق» الإعلامي للمسألة السورية يبدو خارج السياق السياسي، فالهجرة غير الشرعية لم تتوقف وكانت «قوارب الموت» تؤرق السوريين دون أن تظهر على صفحات الإعلام الأوروبي، فعلى خلفية اللجوء تظهر مسألتان أساسيتان؛ الأولى رسم محاور سياسية جديدة في سورية تستند أساساً إلى إيجاد سيناريو بديل للمبادرات التي يتم طرحها اليوم، والثاني إضافة العامل الإنساني ليصبح المحرك الأساسي في البحث عن حلول سياسية توجد وصاية أممية في أي حل قادم للأزمة السورية.عملياً تبدو الخلفية السياسية لمسألة اللجوء نقطة ارتكاز محورية لخلق عملية فرز داخل الصراع في سورية، وإعادة تشكيل العلاقات الإقليمية، وهو محور يهدف إلى شد القوى المحلية والإقليمية في مواجهة سياق آخر يرتسم ما بين طهران وموسكو، ويكون حلقة مهمة نحو الوصول إلى جنيف3، ويمكن هنا قراءة التكوين السياسي الذي تسعى بعض الأطراف إلى رسمه وفق ملاحظتين أساسيتين:
الأولى : إن القضية الإنسانية لم تعد هامشاً داخل الأزمة السورية؛ فمن المفترض أن تصبح مسارا أساسيا ضمن الحل السياسي، وهذا الأمر يفترض بالدرجة الأولى تبديل العلاقات الإقليمية القائمة اليوم وإزاحة إيران بالدرجة الأولى؛ لتصبح تركيا نقطة الاستقطاب كون الهجرة تنطلق منها....عملياً فإن محاولة إزاحة إيران ليست جديدة، لكنها تستند اليوم إلى آلية مختلفة، فيتم التركيز على مسائل التباعد الجغرافي والاهتمام بالحزام التركي؛ الذي يعتبر أكثر من نقطة عبور للاجئين لأنه يشكل حدود الصراع مع داعش وفق التصور الغربي، وفي المقابل يستند طرح المسألة السورية على خلفية من القضايا الإنسانية بإعادة رسم «المنطقة الآمنة»، أي تشكيل الصراع مع داعش وفق سياق يتجاوز الدولة السورية وعلاقاتها الإقليمية المستند اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى التحالف مع طهران والمقاومة اللبنانية.
الثانية :  نوعية الضغوط التي تمارس على سورية عبر البحث عن «انقلاب في المشهد»، فمسألة اللاجئين وتجدد الحديث عن المناطق الآمنة على لسان رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، هو عملياً إعادة رسم حصار جديد على الدولة السورية، وإظهارها كـ«دولة فاشلة» وكسر احتمالات تعزيز علاقاتها القائمة اليوم، فهل يمكن اعتبار ما يحدث محاولات لكسر قوة الدور الإيراني إقليميا عبر استهداف ينطلق أساساً من تغيير معايير الأزمة السورية؟ ...يطرح السؤال السابق مستويين لخلفية المشهد السياسي السوري، الأول مرتبط بالعلاقة السورية– الإيرانية التي يمكن اعتبارها «بنيوية»، أي إنها تحاول استكمال قوس جغرافي فاصل ما بين الدور التركي والدور السعودي، وضمناً الدور الأردني، وهو ما يجعل دمشق تتعامل ضمن خيارات مفتوحة مع طهران دون أي خوف على سيادتها، وما يمكن وصفه بـ«التحالف» انتقل عبر سنوات الأزمة إلى علاقة تتجاوز البنية الإقليمية السابقة لـ«محور المقاومة» ليصبح دوراً جيوستراتيجياً يتجاوب مع طبيعة الحرب المفتوحة اليوم على طول الجغرافية الممتدة من الحدود الإيرانية العراقية إلى ساحل المتوسط....هذه العلاقة البنيوية تفسر الدور الإيراني في بعض المفاوضات المحلية؛ حمص سابقا وكفريا والفوعة في المرحلة الحالية، تلك المفاوضات التي يدخل فيها الأتراك كطرف وسيط مع الجهات التكفيرية والإرهابية، فهي ربما تأخذ بعدا إنسانيا مهما لكنها في الوقت نفسه تؤشر على طبيعة العلاقة «البنيوية» بين طهران ودمشق، ورغم أنها لا تأخذ بعدا إعلاميا نظراً لارتباطها بالواقع العسكري، إلا أنها تؤثر بشكل عام في بناء الدور الجيوستراتيجي للمحور الصاعد اليوم الذي سيؤثر بعمق في بنية الشرق الأوسط القادم.
المستوى الثاني مرتبط بطبيعة العلاقة السورية الداخلية، حيث لا يوجد سيناريو متكامل يمكن التعامل معه نتيجة الاشتباك الإقليمي على الأرض السورية، وتتفق موسكو وإيران على ضرورة المرونة في أي سيناريو داخلي يكسر حدة الطروح المعارضة المستندة إلى قضايا مطلقة أو «انقلابية»، فالمسألة ليست مرتبطة حصرا بإعادة هيكلة النظام السياسي، بل اعتماد آليات قادرة على التعامل مع ظاهرة انتشار التنظيمات التكفيرية من جهة والحفاظ على وحدة البلاد من جهة أخرى، فالشرعية الداخلية هي التي تقرر في ظل الحوار والمشاركة السياسية طبيعة المرحلة، وليس البحث عن بديل سياسي جاهز تقرره السياسات الخارجية....ما يجمع طهران وموسكو داخل الأزمة السورية هي نوعية المخاطر القائمة من اختصار العملية السياسية بما يطلق عليه «الحكومة الانتقالية»، بكل ما تحمله من خلافات في تفسير محتواها، لأنها تحاول خلق بديل سياسي جاهز في وقت أثبتت وقائع الأزمة أن الصراع الإقليمي والدولي هو عامل أساسي في أي تصعيد حاصل، وتحويل الأزمة إلى قضية لاجئين هو جزء من الالتفاف على الفشل في إسقاط الدولة السورية، فالتركيز الإعلامي على العامل الإنساني يحاول سحب الشرعية من الدولة، والتركيز على «الغطاء الدولي» لبديل سياسي افتراضي ربما يتشكل ببطء في ظل استمرار المجموعات الإرهابية كـ«داعش» وغيرها....ِربما تطفو مسألة اللاجئين على السطح الإعلامي، لكن التحول السياسي في الشرق الأوسط أعمق من العناوين والصور، وهو في الوقت نفسه أوجد واقعاً من الصعب تجاوزه عبر التركيز على قضية واحدة، فهناك مرحلة إقليمية جديدة ومسار علاقات إقليمية ودولية لسورية يصعب إلغاؤها، وهذا الأمر هو الذي يجعل التعامل مع الإرهاب في سورية قضية ربما تطول.


لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الجعفري: القراءة الروسية دقيقة فلا يمكن محاربة الإرهاب دون التنسيق مع الجيش السوري
بقلم:

مصر "الكبيرة".. وحلم العودة
بقلم: عبده قناوي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب مازن بلال |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//