جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

روسيا وإيران وسورية: مثلث إرساء التوزان الدولي والقلق الأميركي | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
روسيا وإيران وسورية: مثلث إرساء التوزان الدولي والقلق الأميركي



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-09-2015 - 5782

رغم ما كان عليه العالم من تجاذب وتوتر أحيانا أثناء الحرب الباردة، فقد كانت الساحة الدولية تنعم بقدر من الأمن نتيجة التوازن الذي كان قائما يومها بين معسكرين غربي تقوده أميركا (الحلف الأطلسي) وشرقي يقوده الاتحاد السوفياتي (حلف وارسو،) نقول رغم التجاذب في العلاقات الدولية فان العالم كان يشعر بأمن لم تكن تخرقه ألا إسرائيل في حروبها على العرب. ولكن ما أن انهار الأحاد السوفياتي وتفكك حلف وارسو حتى استفردت أميركا بالساحة الدولية وسخرت لنفسها كل شيء بما في ذلك الحروب ومجلس الأمن والقانون الدولي الذي استباحته من اجل إقامة نظام عالمي لا يعترف لغيرها من الدول بصفة القوة العظمى بما في ذلك حلفاؤها في الأطلسي فضلا عن روسيا والصين. فأميركا تصرفت منذ العالم 1990 بانها هي السيد العالمي الأوحد الذي لا يقيده قانون، ويعطي لنفسه الحق بالتدخل في كل شيء، لان كل شيء في العالم بنظرها بتصرفها لأنها كما قال بوش "اختارها الله لتقود العالم". لقد عانى العالم و لا يزال ، من السياسة الأميركية فوق ما يمكن أن  يتصور احد ، خاصة و أن هذه السياسية الاستعلائية التدميرية قادت  في اقل من أربعة عقود  إلى ست  حروب تقليدية أضيفت  اليها حرب هي الأفظع و الأكثر أجراما تمثلت بالحريق العربي الذي تقوده و تديره أميركا منذ خمس سنوات تقريبا ، حروب ذهب ضحيتها حتى الأن مليونا قتيل و ثلاثة ملايين جريح و 25 مليون مهجر ، كل ذلك حدث و أميركا تدعي إنها تريد أن تنشر الحرية و الديمقراطية ومفاهيم حقوق الأنسان الخ ... المعزوفة التي اتخذتها أميركا لحنا تتراقص السنة نار حروبها على انغامه . في مواجهة ذلك اختارت دول العالم بمعظمها الانحناء والتسليم لأميركا بما ليس لها، اتقاء لشرها، وقلة كانت القوى التي تمسكت بحقوقها ورفضت الخضوع، وكانت سورية وإيران في طليعة تلك القوى التي شكلت نموذجا مميزا لكل متمسك بحقوقه الوطنية من سيادة واستقلال. واستمرت الدولتان في تعزيز تحالفها الاستراتيجي في إطار محور المقاومة الذي يضم اليهما حزب الله في لبنان. وكان الرد الأميركي عليهم ملاحقة ومكائد ودسائس لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار فيهما وجاءت بالأمس وثيقة ويكليكس الأخيرة لتفضح السياسة الأميركية ضد سورية خاصة منذ العام 2006 وتكشف خططها للضغط عليها لترويضها، لكن سورية ومعها حلفائها في محور المقاومة استمرت على صلابتها متمسكة بحقوقها ولم تنجح حرب إرهابية شرسة قادتها أميركا ولا تزال منذ 5 سنوات في أسقاطها.و مع الصمود السوري و محور المقاومة تحركت روسيا التي لم تتنكر لعلاقاتها التاريخية مع سورية واستمرت وفية لتعهداتها و موجباتها العقدية معها خاصة في المجال العسكري على وجهيه التجهيزي و التسليحي كما و التدريبي و الخبراء ، و رغم ظروف الميدان القاسية التي أنتجها العدوان ، فقد استمر ذلك ضمن وتيرته العادية تقريبا إلى أن جاءت لحظة مفصلية خرج السلوك فيها عن المألوف في العلاقات العسكرية بين الدول ، و اتجهت روسيا إلى المجاهرة بهذه العلاقات و الإصرار على القيام بكل الالتزامات أولا ثم الاستعداد إلى رفع مستواها  أيضا  بما في ذلك  التلويح بإرسال قوات عسكرية روسية إلى سورية للمساهمة مباشرة في معركة الدفاع عن سورية في وجه العدوان الذي تقوده أميركيا . أن التصرف الروسي السابق والحالي حيال سورية، أنما هو تصرف يستجيب لقواعد القانون الدولي العام التي تضمن للدولة المستقلة السيدة القيام بما تشاء تحت سقف القانون هذا، وأن كل ما ذكرنا من أمور خفية كانت أو معلنة أنما يندرج في إطار الحق السيادي لكل من الدولتين في تنظيم علاقاتهما كما يشاءان، دونما الأضرار بحق أحد، خاصة إذا كانت هذه الأعمال تقع في دائرة الأعمال الدفاعية ولكن رغم ذلك " تعلن أميركا عن قلقها " وانزعاجها “من هذا الأمر فلماذا؟ أن مرد القلق أو الانزعاج الأميركي من السياسة الروسية حيال المنطقة عامة وسورية خاصة عائد كما نعتقد إلى ما يلي:
1-  عدم تقبل أميركا استعادة روسيا لعنوان فقدته بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ورفضها أن تستعيد روسيا صفة "قوة دولية عظمى " فأميركا تريد أن تكون القوى العظمى الوحيدة في هذا العالم الذي تحدد هي له قوانينه وقواعد سلوكه.
2- عدم تقبل أميركا استمرار نجاح سورية في معركتها الدفاعية ضد العدوان مع ثباتها على مبادئها التي تجاهر بها. وتعلم أميركا أن دخول روسيا وبالشكل الجديد العلني الذي تجاهر به للدفاع عن سورية أنما يقضي على ما تبقى لديها من آمال ضئيلة من تحقيق أهدافها العدوانية في سورية.
3- خشية أميركا من افتضاح خداعها في حربها المزعومة على "داعش" ورفضها أن يأتي من يشارك ويدعم حربا جدية وحقيقية ضد الإرهاب ويقدم للجيش العربي السوري ما يمنحه إمكانات إضافية للانتصار في هذه المواجهة.
4- عدم تقبل أميركا رؤية مثلث سوري إيراني روسي ينسق سياسته الدفاعية بشكل تكاملي لا يتيح لاحد إفساده أو إثارة الخلافات فيه، وأن انضمام روسيا إلى البنية الدفاعية لمحور المقاومة سيكون له بالغ الأثر على الساحة الدولية.
5- عدم تقبل أميركا ببساطة أن تنازعها روسيا قيادة العالم خاصة من بوابة الشرق الأوسط الذي أرست استراتيجيتها كلها على فكرة كونه مستعمرة أميركية، فثبات سورية في موقعها بعد نجاح إيران في الاحتفاظ بطاقتها النووية السلمية مع المحافظة على استقلاليتها واستمرار حزب الله على سلاحه المقاوم، كل ذلك يقلق أميركا وينبؤها بان مشروعها الشرق أوسطي قد فشل رغم حجم التدمير الهائل الذي أحدثه عدوانها. ....
إن أميركا لا تتقبل كل ذلك بسهولة لان تحققه سيعيد إلى النظام العالمي توزانا فقد منذ ربع قرن ، و هي ترفضه رغم علمها اليقيني بان روسيا و سورية تمارسان في علاقتهما و معهما ايران حقا تضمنه كل الشرائع و المواثيق  لكن أميركا لا تأبه لكل ذلك لأنه ترى أن مصالحها هي التي ترسم حدود القوانين، لكن ذلك ورغم الرفض أو القلق الأميركي سيحصل خاصة و انه امر يتصل وثوقا بحق الدفاع المشروع عن النفس الذي لا يمكن أن يساوم عليه عاقل ...انه سيحصل و يقود إلى عودة التوازن في العلاقات الدولية و سيكرس نهائيا فشل العدوان الإرهابي الذي تقوده أميركا على سورية و فشل الأحادية القطبية، و هو يشير بوضوح اكبر إلى اقتراب الحل في  سورية مع فشل حرب الاستنزاف الأخيرة و استبعاد خطر المواجهة العسكرية بين روسيا و أميركا كليا و اضطرار أميركا لكسر المقاطعة العسكرية مع روسيا و القيام بالحوار المتوازن معها و مع محور المقاومة في نهاية المطاف لتأمين خروج آمن من الأزمة.

 


لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مصر وسوريا والمصير المشترك
بقلم: علي محمود

تحالف «4 + 1» لمواجهة الإرهاب
بقلم: ابراهيم الأمين



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//