جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

وهج العقلانية العربية ممكن عودته | بقلم: الدكتور علي محمد فخرو
وهج العقلانية العربية ممكن عودته



بقلم: الدكتور علي محمد فخرو  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
19-07-2018 - 1517

في قلب الكثير من مشاكل الأمة العربية موضوع ثقافي يتعلق بمدى وجود العقلانية ومقدار ممارستها في الحياة العربية.
نحن هنا لا نتكلم عن العقل، فهو موجود في الإنسان العربي بنفس القدر ونفس الإمكانيات الموجودين في البشر الآخرين. وكل حديث عن نواقص تركيبية ذاتية في العقل العربي هو تمييز عرقي منحاز وحقير.
أما العقلانية فإنها معنية بمرجعيات العقل الفكرية والثقافية، وبمدى وجود حرية استعماله دون قيود عقدية وسلوكية وتشريعات قانونية وعادات خاطئة.
وليس أفضل، لفهم تلك الظاهرة في الحياة العربية، من تتبّع مسيرتها في التاريخ العربي، خصوصاً وأن مناهج التاريخ والدراسات الإنسانية في مدارسنا وجامعاتنا
لا تعطي المقدار الكافي من الأهمية لهذا الجانب من تكوين ثقافة وسلوكيات ونمط حياة هذه الأمة، وذلك لسبب حساسية الموضوع عند البعض، واختلاط مفاهيمه، وارتباطه بمحاولات استعمارية و«إسرائيلية» لتحقير هذه الأمة.
هذا موضوع يجب أن يناقش على نطاق واسع، مرّات ومرّات، إلى أن يستقر على أسس موضوعية رزينة وصادقة مع النفس، وإلى أن تصبح العقلانية منهجية حياة وميزان قياس لكل نشاط.
من الضروري أن يدرك الشباب أن غياب العقلانية هو انطفاء مؤقّت لنور أضاء جزءاً من تاريخ أمتهم، ثمّ انطفأ لأسباب مجتمعية لا دخل لها بالإمكانيات الذاتية لعقل الإنسان العربي.
بداية، مجّد القرآن الكريم استعمال العقل وممارسة التفكير الحر المستقل غير الخاضع للعادات والأعراف القديمة. لكن الخلافات والصراعات السياسية، بعد موت النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم )، أضعفت الوهج القرآني، بما فيه عقلانيته، لحساب أقوال وحكايات نسبت للرسول ولآل بيته وأصحابه، من أجل ترجيح كفّة هذه الجماعة أو تلك.
وشيئاً فشيئاً ألبست الأقوال والسّير والتفسيرات والاجتهادات ثياب القدسيّة حتى تبّرر وتتعايش مع كل أخطاء وخطايا الملك العضوض. وهكذا ران خمول فكري، وصعدت الممارسة السّلفية الخاضعة لتقاليد وأفهام وأقوال الماضي.
لم يدُم ذلك طويلاً، إذ بعد عقود قليلة ظهرت أولاً مدرسة القدرية ( من قدرة الإنسان) التي تعلي من شأن إرادة الإنسان الحرّة التي يتطلب وجودها استعمال العقل. وكامتداد لها وتعميق جوانبها الفكرية، ظهرت حركة المعتزلة.
هنا منح استعمال وتحكيم العقل أولوية على النّقل السّلفي الأعمى من أجل التأكيد على إن الإنسان لابدّ أن يكون مخيّراً ومسؤولاً عن نتائج أعماله، إذا كان سيحاسب على تلك الأعمال من قبل القدرة الإلهية.
لقد وصلت حركة المعتزلة، الرافعة لشعار أن تكون العقلانية هي مرجعية فهم النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وصلت إلى ذروة انتشارها وهيمنتها في عصر المأمون العباسي. ولو لم تقحم حركة المعتزلة نفسها في إشكالية محنة «خلق القرآن» أو «وجوده منذ الأزل»، مع كل ما صاحبها من تخمينات وممارسات عبثية، ثم دخولها في ممارسة الاستبداد ضدّ المخالفين لما ترفع من شعارات، ثم التصاقها بصراعات سياسية لا دخل لها بالفكر والفهم الديني... لو لم تقحم نفسها في كل ذلك، لاستمرّت المدرسة العقلانية في فهم الدين، ومن ثمّ فهم السياسة والاجتماع والسلوك الإنساني، ولما دخلت الحضارة العربية - الإسلامية في خريفها العقلي.
كرّد فعل للمبالغات والتعصّبات المعتزليّة ظهرت مدرسة الإمام أحمد بن حنبل الفقهية السلفية المتشدّدة، مدرسة المحدّثين، أي الآخذين بالأحاديث والفقه المتزمّت العنفي. ثم ظهرت المدرسة الفقهية الأشعرية التي بالرغم من ادعائها بالوسطية بين المدرسة الحنبلية المتشدّدة والمدرسة المعتزلية، إلا أنها كانت معادية بعنف واجتثاث للمدرسة المعتزلية، أي لشعار استعمال العقلانية في فهم الدين والحياة.
وبعدها توالت الإحن والمحن على المدرسة المعتزلية العقلانية. فالإمام الغزالي بهجومه العنيف على الفلسفة هاجم العقلانية بصورة مباشرة، واعتبر العقل العدو الأول للإسلام. وابن تيمية رفع شعار الابتعاد عن ممارسة المنطق بقوله الشهير «من تمنطق فقد تزندق».
ومن أجل إيقاف تلك الصراعات صدر قرار غلق باب الاجتهاد، أي استعمال العقل والمنطق في تجديد فهم الدين.
وبالرغم من محاولة ابن رشد لردّ الاعتبار لمكانة العقل، إلا أن محاولته فشلت وأحرقت غالبية كتبه. ومع الأسف فإن الغرب هو الذي استفاد من عقلانية ابن رشد وأخذ بها، كجزء من نهضته وأنواره، بينما دخلت المجتمعات العربية في ممارسة فقهية لاعقلانية عنيفة وصلت الآن إلى ذروتها في مسميات «القاعدة» و«داعش» وأخواتهما.
كانت نهاية مأساوية، بدأت برفض قدرة العقل على فهم الدين، وانتهت شيئاً فشيئاً إلى عدم استعمال قدرة العقل في فهم الواقع وتغييره وتجديده.
فمثلما استطاع الغرب أن يخرج من فترة تاريخه اللاعقلانية في العصور الوسطى إلى رحاب نهضته الحديثة، فإن العرب يستطيعون ممارسة ذلك الانتقال والتحوّل.
ذلك أن وهج العقلانية في تاريخ هذه الأمة يؤكّد قدرة عقل إنسانها على ممارسة كل متطلبات العقلانية في كل مناحي الحياة العربية.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


رسالة عاجلة للسيد عبد الملك الحوثي ومهدي المشاط رئيس المجلس السياسي
بقلم: حميد عبد القادر عنتر

مقدّمات الحرب الأميركية/ الصهيونية على سوريا
بقلم: د. ساسين عساف



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور علي محمد فخرو |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//