جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ألمانيا، وما أدراكم | بقلم: تييري ميسان
ألمانيا، وما أدراكم



بقلم: تييري ميسان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-07-2018 - 1570

انطلقت في شهر كانون ثاني-يناير 2015، مسيرة للتسامح في برلين، ضمت سياسيين ألمان وزعماء من المسلمين، رداً على تفجير شارلي إبدو في باريس. كانت ميركل تسير شابكة ذراعها مع أيمن مزيًك، الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين. لكنه على الرغم من إدعائه قطع علاقته مع جماعة الإخوان المسلمين، وانتهاجه خطابًا منفتحا، إلا أن السيد مزيًك يؤوي داخل منظمته "ميلي غوروس" (المنظمة العنصرية التابعة لرجب طيب أردوغان) والإخوان المسلمين ( رحم المنظمات الجهادية، التي كان يرأسها عالميا محمود عزت، الذراع الأيمن لسيد قطب).
استردت وكالة المخابرات المركزية، إبان الحرب الباردة، عدداً من خيرة الضباط النازيين، وجندتهم في صراعها ضد الاتحاد السوفييتي. وكان من بين هؤلاء غيرهارد فون ميند، الذي نجح بتجنيد عدد كبير من المسلمين السوفييت ضد موسكو. مثلما نجح عام 1953 بتوطين زعيم جماعة الإخوان المسلمين خارج مصر، سعيد رمضان، في مدينة ميونيخ. كما كانت وكالة المخابرات المركزية ترسل في الفترة نفسها الضباط النازيين إلى جميع أنحاء العالم، لمناهضة الموالين للاتحاد السوفييتي. منهم على سبيل المثال أوتو سكورزيني في مصر، فضل الله زاهدي في إيران، و ألويس برونر في سورية.
عمل جميع هؤلاء على تنظيم أجهزة المخابرات المحلية على غرار الاستخبارات الألمانية، الغستابو. ولم يُلق القبض على برونر في سورية، إلا بعد مضي وقت طويل، أي في عام 2000، بأمر من الرئيس بشار الأسد.
ظلت ألمانيا خلال الحقبة الممتدة من الثورة الخمينية عام 1979، حتى هجمات 11 أيلول 2001، ملتزمة جانب الحذر مع جماعة الإخوان المسلمين.
لكنها، إثر اعتراف دمشق بألمانيا الشرقية رسميا، وبناء على طلب من وكالة المخابرات المركزية، وافقت ألمانيا على منح اللجوء السياسي عام 1982 للانقلابيين من الأخوان، بمن فيهم المرشد الأعلى السابق عصام العطار.
أعادت جماعة الإخوان المسلمين تنظيم نفسها في تسعينيات القرن الماضي في ألمانياK بمساعدة اثنين من رجال الأعمال، هما المصري يوسف ندا، والسوري علي غالب همًت.
وعندما فتحت الولايات المتحدة أبواب "حرب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط الموسع، حثًت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ألمانيا الموحدة، على إطلاق "حوار مع العالم الإسلامي".
وفي برلين، اكتفت وزارة الخارجية بالاعتماد بشكل رئيسي على إبراهيم الزيات، الزعيم المحلي لجماعة الإخوان، وخبير ألماني يدعى فولكر بيرتس، الذي أصبح فيما بعد مديرا لأهم مركز أبحاث فدرالي، مؤسسة العلوم والسياسة.
شاركت ألمانيا في عام 2005 في عملية اغتيال رفيق الحريري، من خلال توفير السلاح الذي استخدم لقتله (من المؤكد أنه لم يكن تفجيرًا تقليديًا، وهو ما يتعارض مع بروباغندا "المحكمة" الخاصة.
وفي عام 2008، وبينما كانت وكالة المخابرات المركزية تجري الاستعدادات اللازمة من أجل إطلاق "حرب أهلية" في سورية، تلقى فولكر بيرتس دعوة من منظمة حلف شمال الأطلسي لحضور الاجتماع السنوي لمجموعة بيلدربيرغ. وهناك، التقى مع امرأة سورية، موظفة في وكالة المخابرات المركزية تدعى بسمة قضماني. قدم كلا الاثنين شرحا وافيا للمشاركين، عن أهمية قلب نظام الحكم في الجمهورية العربية السورية، بالنسبة للغرب، ووضع جماعة الأخوان المسلمين في السلطة.
وفي عام 2011، حين صار بيرتس يستخدم اللغة المزدوجة للإخوان المسلمين، نشر مقالا في صحيفة نيويورك تايمز تهكم فيه على الرئيس الأسد لاعتقاده بأن سورية تتعرض لمؤامرة كونية.
وفي شهر تشرين أول من نفس العام، شارك بيرتس في اجتماع لكبار رجال الأعمال الأتراك، نظمته وكالة الاستخبارات الخاصة الأمريكية، ستراتفور، قدم لمحاوريه عرضا مفصلا عن مخزونات سورية من النفط والغاز التي سوف يتسنى لهم نهبها.
وفي منتصف عام 2012، كلفته وزارة الدفاع الأمريكية بإعداد خطة أُطلق عليها اسم "اليوم التالي" (أي الحكومة التي سوف تُفرض على سوريا)، فشرع على الفور بعقد اجتماعات في وزارة الخارجية في برلين، بمشاركة 45 شخصية سورية، منهم بطبيعة الحال صديقته بسمة قضماني و"الأخ" رضوان زيادة الذي جاء تحديدًا من واشنطن. ثم انتهى به المطاف مستشارا لجيفري فيلتمان في الأمم المتحدة، وهو بهذه الصفة نراه حاضرا في جميع المفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية في جنيف.
سنرى ما سوف تتمخض عنه جولة المستشارة أنجيلا ميركل ومباحثاتها في كل من بيروت وعمان، الأسبوع القادم.
ترجمة : سعيد هلال الشريفي

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


في العنف ضد الأطفال
بقلم: عبد الحسين شعبان

لا امل في أفق العرب إلاّ، المقاومة
بقلم: الدكتور عصام نعمان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب تييري ميسان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//