جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

فرحة (اسرائيل) وغضب المصريين | بقلم: محمد سيف الدولة
فرحة (اسرائيل) وغضب المصريين



بقلم: محمد سيف الدولة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
04-03-2018 - 1381
كتبت هذا المقال عقب اعلان نتنياهو عن صفقة بيع الغاز الاسرائيلى لمصر، وأردت ان انشره فى جريدة ورقية لمخاطبة دوائر اوسع من الراى العام المصرى فى قضية أراها تمس الامن القومى للبلاد، فقمت بمراجعته واعدت صياغة بعض الفقرات وتخفيف بعض الكلمات والعبارات حتى يكون قابلا للنشر فى احد الصحف الورقية. ولكن رغم ذلك لم تجرؤ الجريدة على نشره خوفا من اغضاب السلطات ومخالفة تعليمات وتوجيهات اجهزتها الرقابية والمعايير والمواصفات التى وضعتها للآراء والتوجهات الصالحة للنشر. والتى أصبح من محظوراتها مناهضة اسرائيل وعلاقاتها الاستراتيجية الدافئة مع الادارة المصرية الحالية.
على غرار اغنية شادية المشهورة " سيناء رجعت والله لينا .. ومصر اليوم فى عيد" صرح نتنياهو فى كلمة متلفزة ان اسرائيل اليوم فى عيد بسبب اتفاقية استيراد مصر للغاز الاسرائيلى بقيمة 15 مليار دولار على عشر سنوات، فقال ((أرحب بهذه الاتفاقية التاريخية التي تم الإعلان عنها للتو والتي تقضي بتصدير غاز طبيعي إسرائيلي إلى مصر. هذه الاتفاقية ستدخل المليارات إلى خزينة الدولة وستصرف هذه الأموال لاحقا على التعليم والخدمات الصحية والرفاهية لمصلحة المواطنين الإسرائيليين..و ستعزز أمننا واقتصادنا وعلاقاتنا الإقليمية لكن فوق كل شيء آخر، وتعزز المواطنين الإسرائيليين. هذا هو يوم عيد)).
***
لنتنياهو الف سبب وسبب يجعله يحتفى بهذه الاتفاقية، فهى تدعم الاقتصاد الاسرائيلى وتضخ مليارات الدولار فيه، وتنتصر للاكاذيب التى يحاول ترويجها ليل نهار على المستوى الدولى من ان قضية فلسطين لم تعد تشكل اهمية لدى الحكام العرب، وان عديد من الدول العربية الكبرى اصبحت تنظر لاسرائيل كحليف وليس كعدو، وان المخاوف الاوروبية والعالمية من قرار ضم اسرائيل للقدس وما يمكن ان يترتب عليه من مزيد من الصراعات والاضرابات فى المنطقة ليس لها محل من الاعراب، فها هى اكبر دولة عربية توقع معه اتفاقية بهذا الحجم بعد اسابيع قليلة من قرار ترامب وبالتزامن مع زيادة النشاط الاستيطانى فى القدس والضفة الغربية ومع تصريحاتهم المتتالية برفض الانسحاب من اى ارض محتلة. بالإضافة بالطبع الى ان الاتفاقية جاءت له على "الطبطاب" فى وقت تنهال عليه اتهامات داخلية رسمية بالفساد.
***
ولكن اذا كان نتنياهو و(اسرائيل) سعداء الى هذا الحد، فاننا فى مصر بالطبع لسنا كذلك، وحين اتكلم عن مصر فانا اقصد مصر الشعبية وليس مصر الرسمية. فمنذ زمن بعيد وهناك شرخ وطنى حاد فى مصر بين انصار كامب ديفيد والسلام مع (اسرائيل)، وبين مجمل الشعب المصرى وقواه الوطنية التى لا تزال تصر على ان الارض الواقعة على حدود مصر الشرقية هى فلسطين وليست (اسرائيل) التى يعتبرونها كيانا استعماريا استيطانيا عنصريا باطلا، يستهدف مصر والامة العربية بقدر ما يستهدف فلسطين، وان اتفاقية السلام معه لم تكن سوى سلخ لمصر من الصراع العربى المصيرى فى مواجهة المشروع الامريكى الصهيونى، وان نتائجها كانت كارثية على القضية وعلى المنطقة وعلى مصر ذاتها، حيث ادت الى ان تتحول (اسرائيل) بعد انسحاب مصر من المعركة الى القوة الاقليمية الأولى وتبتلع مزيد من الاراض الفلسطينية وتعربد كما تشاء فى المنطقة.
ولكن لا تقتصر أسباب الرفض الشعبى المصرى لصفقة الغاز الاخيرة، على هذه المبادئ والثوابت الوطنية بل لأسباب اضافية عديدة نفصلها فيما يلى:
• فهو يرفض التوجهات العامة فى السنوات الاخيرة نحو بناء علاقات خاصة دافئة غير مسبوقة مع اسرائيل، يتم توصيفها دوليا واقليميا على انها تخطت مرحلة التنسيق الامنى المنصوص عليه فى المعاهدة الى بناء تحالفات ثنائية واقليمية تهدد الأمن القومى لمصر وللامة العربية.
• كما يرفض هوجة التطبيع العربى الاسرائيلى الجارية اليوم، من اجل تصفية القضية الفلسطينية ودمج (اسرائيل) فى المنطقة لمواجهة ما يسميه ترامب بالمخاطر المشتركة وعلى رأسها الخطر الايرانى.
•  وهو يشعر بان هناك ردة هائلة على الخط الذى تبنته ثورة يناير، حين قدمت حسنى مبارك الى المحاكمة بتهمة تصدير الغاز لاسرائيل.
• وهو لا يقتنع بالادعاءات الرسمية التى تقول ان القطاع الخاص هو صاحب الصفقة الاخيرة وانه ليس للدولة علاقة بها، لانه يدرك جيدا من تجربة "حسين سالم" وآخرين ان الدولة هى الفاعل الرئيسى على الدوام وأن ما عدا ذلك من شركات خاصة أو رجال اعمال مصريين ما هم الا واجهات لها لتجنب غضب الرأى العام. وأن لا أحد فى مصر يملك ان يقدم على مثل هذه الصفقات الا بتوجيه من الدولة او بمباركتها على اضعف الايمان. وهو ما جعل كثير من المراقبين يربطون بين اصدار الدولة لقانون جديد للغاز يفتح آفاقا واسعة للقطاع الخاص فى الأسواق المحلية والدولية، وبين الصفقة الأخيرة، وكأنها كانت بمثابة تمهيد لها.
• كما ان هناك شعورا جارفا بان ما قامت به الدولة من اغلاق المجال السياسى وتاميم الاعلام والهيمنة على البرلمان، ليس له علاقة بحديث الارهاب وحماية الدولة، بقدر ما له علاقة بتمرير اتفاقيات وصفقات مرفوضة شعبيا ووطنيا، مثل تيران وصنافير واستيراد الغاز من (اسرائيل) والرضوخ لتعليمات صندوق النقد الدولى فى تعويم الجنيه والغاء الدعم ورفع الاسعار وفرض مزيد من الضرائب.
• كما ان هناك استفزازا عاما من عمق الثقة والطمأنينة التى تمتلكها (اسرائيل) لكى توقع على صفقة من هذا النوع لمدة عشر سنوات، وكأنها تضمن استمرار السياسات والتوجهات الحالية الدافئة بينها وبين مصر لعقد قادم، رغم أن صفقتها السابقة مع حسين سالم، لم تصمد طويلا امام الغضب الشعبى المصرى الذى تفجر فى ثورة يناير.
• كما ان هناك غضبا مشروعا من تكبيل مصر بمزيد من الاتفاقيات والقيود مع (اسرائيل) التى قد تورطها فى دفع مزيد من التعويضات فيما لو تم تفجير خطوط الغاز كما حدث من قبل ابان ثورة يناير، وما ترتب على ذلك من الحكم على مصر بغرامات لجهات أجنبية منها رجال اعمال اسرائيليين، آخرها بمبلغ 1.03 مليار دولار.
• كما هناك رفضا قطعيا للخطاب الرسمى فيما يذهب اليه من تحليل الصفقة من منظور المكاسب المالية والاقتصادية الضيقة، مع عدو يوظف كل دولار فى خزانته لقتل مواطنا فلسطينيا و بناء مستوطنة جديدة و احتلال مزيد من الارض، أو لقصف اهدافا سورية و لبنانية وتونسية و سودانية وعراقية..الخ، أو لبناء ترسانة من أسلحة الردع يثبت بها تفوقه العسكرى على مصر والدول العربية مجتمعة. فقضايا الأمن القومى لا تناقش بمنطق حسابات "البيزنس".
• كما ان هناك غضبا مكتوما على هذه الفئة من المصريين التى دأبت على تحدى الاجماع الشعبى والثوابت الوطنية وضوابط الأمن القومى والمصالح العليا، من أجل مصالحها وأرباحها الخاصة، واقصد بها فئة رجال الاعمال الذين عقدوا صفقات الغاز والبترول والكويز والشتلات الزراعية والانشطة السياحية ..الخ مع (اسرائيل). ليذكرونا بتجار "الأورنس" المتربحون من مخلفات الجيش البريطانى زمن الاحتلال.
• وبالطبع قبل كل هذا وبعده فان هناك حالة من الذهول والغموض والريبة والشك حول كل ما تم الترويج له منذ أيام قليلة حول حقل "ظهر" للغاز الذى قيل أنه سيحقق لنا الاكتفاء الذاتى ويغنينا عن استيراد الغاز الى أبد الآبدين، ليصدَم الناس فجأة بأننا عدنا الى استيراد الغاز! وبكل هذه المبالغ الطائلة! ومن اسرائيل عدونا اللدود! والتى كنا لبضعة سنوات قليلة نصدر لها الغاز بثمن بخس.
فماذا نحن فاعلون؟
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


في جدليّة الحرب والسّلام وإسهامٌ في ما بعد حداثة اليقين الإنسانيّ!
بقلم: اللواء الدكتور بهجت سليمان

القــدس.. مفاهيم يجب إيضاحه
بقلم: محمد سلامة النحال



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد سيف الدولة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//