جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

طريق باتجاه واحد اسمه التنازلات العربية.. | بقلم: الدكتور عصام نعمان
طريق باتجاه واحد اسمه التنازلات العربية..



بقلم: الدكتور عصام نعمان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-02-2018 - 1526
الكتاب يُقرأ من عنوانه. كان معلوماً قبل بضعة أيام من لقاء بنيامين نتنياهو مع باراك أوباما في البيت الأبيض أن “الجفوة” العابرة بين الرجلين قد انتهت. فمن ترتيبات الزيارة ومدتها التي خُطط لها أن تستمر 150 دقيقة، والغداء الذي يتخللها، والإقامة في مقر “بلير هاوس” المخصص لكبار حلفاء واشنطن، والإعلام الذي يغطي المناسبة بكل جوانبها... من كل هذه التفاصيل وغيرها ذهب نتنياهو مطمئناً إلى أن مطالبه ستستجاب. 
ماذا حصل؟ ركّز نتنياهو على خمس قضايا رئيسة. 
الأولى: مسألة الكتل الاستيطانية. قال إن حكومته والكنيست والرأي العام لا يسمحون بأن تبقى هذه خارج دولة “إسرائيل”، لذا فهو يريد من واشنطن تعهداً رسمياً بأن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية وفي محيط القدس ستكون ضمن حدود الدولة الصهيونية في إطار أي “اتفاق سلام” يجري التوافق عليه مستقبلاً، ودعّم مطلبه هذا بتذكير أوباما بـ“رسالة الضمانات” التي كان الرئيس السابق جورج بوش الابن قد سلّمها لرئيس حكومة “إسرائيل” السابق أريئيل شارون العام 2004، وفيها إقرار من واشنطن بأن وجود الكتل الاستيطانية الكبرى سيؤثر في الحدود النهائية، وهو ما فهمته “إسرائيل” دعماً أمريكياً لموقفها الداعي إلى ضم المستوطنات. 
الثانية:مسألة الحدود النهائية للدولة الفلسطينية. قال نتنياهو إن هذه المسألة تتصل بأمن “إسرائيل” القومي ولا سبيل إلى بتها في مطلع المفاوضات بل في نهايتها، ذلك أن “إسرائيل” تريد استمرار وجودها العسكري على طول ضفة نهر الأردن الغربية من الشمال إلى الجنوب بما فيه شاطىء البحر الميت الذي لا يقل امتداده عن 37 كيلومتراً. وكانت السلطة الفلسطينية أعدّت مشاريع سياحية في هذه المنطقة، لكن “إسرائيل” منعتها من تنفيذها. 
الثالثة:مسألة القدس، إذ تتمسك “إسرائيل” بها كعاصمة أبدية لها وترفض البحث في تقسيمها، وأن جل ما تستطيعه حكومتها في هذا المجال هو تعليق أعمال الاستيطان فيها أطول مدة ممكنة، لكن من دون التنازل عن “الحق” في العودة إلى البناء فيها. 
الرابعة:مسألة تعليق أعمال الاستيطان في الضفة الغربية، إذ أكد نتنياهو مجدداً صعوبة تمديد فترة التعليق إلى ما بعد تاريخ انتهائه في 26/9/2010. غير أنه عرض مخرجاً قوامه دخول الطرفين الفلسطيني و”الإسرائيلي” في مفاوضات مباشرة قبل آخر سبتمبر/ أيلول المقبل بحيث تتوافر للحكومة “الإسرائيلية” الحجة الكافية لإقناع هيئات المستوطنين والأحزاب الدينية واليمينية المؤيدة لهم بتمديد فترة التعليق لإنجاح المفاوضات المباشرة. 
الخامسة، مسألة العقوبات الدولية والأمريكية بحق إيران، إذ يعتبرها نتنياهو غير كافية ويقتضي تعزيزها بتدابير أمريكية وأوروبية إضافية أوسع وأقسى. ويتردد أن نتنياهو وعد أوباما بعدم إحراج واشنطن بضربة استباقية لإيران من دون ضوء أخضر مسبق منها، إلاّ أنه أبقى خياره مفتوحاً بالنسبة إلى طريقة مواجهة حلفاء إيران العرب، أي سوريا والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية. ففي هذا المجال، قد ترى “إسرائيل” من مصلحتها شن حرب استباقية على حلفاء إيران المحيطين بها من الشمال (حزب الله في لبنان)، والشمال الشرقي (سوريا)، والجنوب (حركة “حماس” في غزة)، وهي تريد من الولايات المتحدة موقفاً مؤيداً لها محوره الحؤول دون مشاركة إيران في الحرب دعماً لحلفائها. 
أوباما كان إيجابياً، على ما يبدو، تجاه نتنياهو في معظم مطالبه. فهو لا يمانع في ضم الكتل الاستيطانية الكبرى لـ“إسرائيل”، لكنه يريد ان يتحقق ذلك نتيجةَ المفاوضات مع الفلسطينيين ولقاء تعويض أرضي يحصل عليه هؤلاء في منطقة داخل “إسرائيل” يجري التفاهم في شأنها. 
في مسألة الحدود النهائية، لا يمانع أوباما في تأجيل بتها إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات المباشرة، لكنه يرى أن يتمّ التفاهم في شأنها مع الجانب الفلسطيني. وتردد أن أوساطاً في واشنطن تقترح نشر قوات دولية على طول ضفة نهر الأردن الغربية لضمان أمن “إسرائيل” بعد قيام الدولة الفلسطينية. 
في مسألة القدس، ما زالت واشنطن تتمسك بمبدأ أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، لكنها لا تمانع بأن يكون لها وضع خاص بداعي صون أمن “إسرائيل” ومراعاة “سيادتها” على المدينة. 
في مسألة تعليق أعمال الاستيطان، ضغط أوباما على نتنياهو لضمان تمديد مهلة تعليق الاستيطان طالما المفاوضات قائمة. لذلك فقد وعد “نده الإسرائيلي” بأن يضغط على الدول العربية، لاسيما المعتدلة منها، وعلى السلطة الفلسطينية للقبول بمبدأ المفاوضات المباشرة وبدخولها قبل أواخر سبتمبر/ أيلول المقبل. أكثر من ذلك، دعا أوباما “الدول العربية التي تؤيد السلام” أثناء مؤتمره الصحافي المشترك مع نتنياهو، إلى ممارسة الدور المطلوب منها “لأن الفلسطينيين و”الإسرائيليين” لن يحققوا النجاح في مفاوضاتهم إلاّ إذا ساهمت الدول العربية المجاورة واستثمرت في العملية السلمية”. 
في مسألة العقوبات بحق إيران هنأ أوباما نفسه وبلاده على العقوبات الدولية والأمريكية التي جرى اتخاذها لغاية الوقت الحاضر، ولم ينسَ إعادة التأكيد ل”إسرائيل” أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية. 
ماذا يمكن استنتاجه من لقاء أوباما - نتنياهو وانعكاسه على الفلسطينيين والعرب؟ 
ثمة حقيقة راسخة ومزمنة وزادها اللقاء الأخير رسوخاً ووثوقاً، هي أن الولايات المتحدة تلتزم بقوة أمن “إسرائيل” وتعتبره جزءاً لا يتجزأ من أمنها. وعليه، فإن أي مقاربة لحل أي مشكلة عالقة بين “إسرائيل” وغيرها يُنظر إليها من منظار أمن “إسرائيل” ليس إلاّ، حتى لو اقتضى الأمر مخالفة أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الأطراف المعنيين. 
أمن “إسرائيل” يبقى فوق كل اعتبار، فالاستيطان والقدس والحدود النهائية وعودة اللاجئين وبرنامج إيران النووي وأي قضية أخرى، يجب النظر إليها من منظار أمن “إسرائيل” ومعالجتها بما يضمن هذا الأمن حتى لو اقتضى الأمر أن تواجه الولايات المتحدة كل تداعيات بقاء “إسرائيل” استثناءً لكل ميثاق أو معاهدة أو قانون أو قرار أو إرادة دولية. 
هذه الحقيقة، بكل مضمونها المناقض للحق والعدل والإنسانية، جرى ترسيخها في لقاء أوباما- نتنياهو الأخير، وما على الغير إلا الامتثال والانضباط والتسليم. والغير، هنا، هم الفلسطينيون والعرب والمسلمون المطالَبون دائماً بالطاعة والرضوخ وتقديم التنازلات المتلاحقة إلى أبد الآبدين. 
أجل، ثمة طريق باتجاه واحد في عالمنا المعاصر اسمه التنازلات العربية، التنازل أضحى شرط وجود وبقاء بل شرط تأهيل للتزيي بشرف الاعتدال والانخراط في نادي المعتدلين. 
هل بات الاعتدال مرادفاً للاختلال؟ 
"الخليج"

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ماذا أسقطت سورية مع إسقاط الـ «أف 16» «الإسرائيلية» المعادية؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط

مبادئ أساسية مهمّة للإصلاح الدستوري
بقلم: بقلم : صبحي غندور



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور عصام نعمان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//