جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

شجرة النسب التركية وثقافة الإبادة | بقلم: محمد طعيمة
شجرة النسب التركية وثقافة الإبادة



بقلم: محمد طعيمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-02-2018 - 1566
أيام وتحل الذكرى الـ 501 لأبشع احتلال عرفته المحروسة. ورغم العداء التاريخي للدولة التركية تجاه العرب كـ قومية وكـ كيانات قطرية، واستمرار العداء "العثمانلي" طوال التاريخ المصري الحديث، مرت الذكرى الـ 500 العام الماضي "مرور الكرام".
صحيح أن كفة "الصراع" مالت لصالح القاهرة طوال قرنين. محمد علي/إبراهيم باشا أبوأصبع أذاقوهم الهزيمة مرات.. أوجعها في "قونية"، نهاية ديسمبر 1832، حين أسرا "الصدر الأعظم". ثم عائلتهما.. التي هزمتهم مرتان. ثم الدولة الناصرية.. التي احبطت مشروعهم لغزو سوريا. ودولة ما بعد 30 يونيو.. التي أجهزت على مخططهم للهيمنة على الخريطة العربية عبر أتباعهم الإخوان بالدين، كما سيطر أسلافه العثمانيون على ذات الخريطة باسم نفس الدين.. موظفين "خلافته" لخدمة عرقهم، وهو ما وثقته الثقافة الشعبية المصرية بنسبة التسلط والتجبر على الاخرين لـ العرق التركي، والوحشية على الخازوق التركي.. حصرا. لكن ما فعلوه بالمحروسة طوال 4 قرون احتلال لا يجب نسيانه.
"لست رئيس قبيلة ليقاطعوني".. هكذا نَشطّ رجب طيب أردوجان "العرق التركي" لألاف احتشدوا لإستقباله عائدا من مؤتمر دافوس، يناير 2009، عقب إنسحابه احتجاجاً على رفض مدير اللقاء مدّ زمن كلمته عما هو مقرر.
وقتها، روج تصرفه "العرقي" كـ دفاع عن غزة، وموقفه من غزة، وفلسطين عامة، يستحق مقالات أخرى، لكننا سنجد تفسير الخروج "العفوي" لتعبير "رئيس القبيلة" إلى الفضاء الدولي الحديث، وأيضا ما أرتكبوه من مجازر.. دموية وحضارية، في "شجرة نسب" دولة الأتراك.
البذرة الأولى، الحيثيون.. قبائل هندوأوربية. سكنت الأناضول منذ 3 آلاف سنة قبل الميلاد، وبدأت "غزواتها" بعدها بألف عام. لم تتوقف حروبها ضد الدولة الفرعونية ومحيطها الحيوي، مستغلة، وقتها، ضعف مصر أخناتون. وفي مواجهتهم نحت تحتمس الثالث مقولته: "من لا يحمي الفرات، ليس من صلبي".
يقول المؤرخون إن الحيثيون اعتادوا نهب ثقافات شعوب احتلوها، هكذا نقلوا قوانين حمورابي البابلية حرفياً، ووثقوا تاريخهم باللغتين المسمارية.. السومرية، والهيروغليفية.. الفرعونية، ورغم تدميرهم ما طالوه من حضارات بلاد الرافدين، إلا أن المتخصصين رصدوا حضوراً طاغيا للبابلية والأشورية على أثار الحيثيين.
لهذا خاض رمسيس الثاني معاركه ضدهم، أشهرها "قادش" قرب "حمص". ومن بعده أخرجهم رمسيس الثالث من التاريخ، حين دحرهم في موقعتين، بحرية وبرية، وفق خبير المصريات أحمد صالح.
البذرة الثانية لـ"شجرة النسب التركية" عرفها التاريخ مع قبائل مُطاردة من المغول. تقول الرواية "القومية العثمانية".. أن "الجد سليمان" فر بعشيرته، عام 1220، من أواسط آسيا واستقر 10 سنوات شرق دولتهم الحالية، ثم واصل شتاته حتى "جعبر" السورية وغرق في الفرات. وتابع أبنه أرطغرل الشتات غربا حيث أسس، عام 1264، إمارته، وأكمل الحفيد، عثمان، توسعات إمبراطورية التي حملت اسمه.
لم تنج أرض طالتها "إمبراطورية العِرق التركي" من مجازر توجع ذاكرة شعوبها، منها المحروسة. فمن بين "الاحتلالات" التي "مرت" عليها، كان "التركي" الأبشع، فهو نهب، قبل أرضها وأهلها، جوهرها.. تراكمها الحضاري.
26 يناير 1517، يوم دخول المحتل سليم الأول القاهرة و"خوزقته" للسلطان طومان باي، كان يجب على المصريين اعتباره يوما للإبادة الإنسانية، ونرويجه دوليا كما فعل الأرمن.
"الخازوق" لم يكن إبتكارا عثمانيا، لكن "تفننهم" في توظيفه ومكافأة دولتهم للجلاد الذي يطيل عمر الضحية على الخازوق لأطول فترة، وتوسعهم/تلذذهم في استعماله، ربطه بهم.. كأنه تميزهم وميراثهم. (كل شيء إلا الخازوق يا سيدي) عبارة نشطت الذاكرة الجمعية العربية، عام 1996، حين وردت توسلا على لسان ضحية سوري في مسلسل (أخوة التراب).
على الهامش.. "الخوزقة العثمانية" اتخذها المحتل الفرنسي مبررا أخلاقيا لـ "شوي" اليد اليمنى لسليمان الحلبي وخوزقته حتى الموت، خارج سياق "دولة الثورة الفرنسية القانوني"، تقول كتاباتهم "انها عقوبة اعتادت الأعراف القانونية العثمانية تطبيقها في البلاد المصرية"!
"أعراف الخوزقة العثمانية" طالت، مع العرب، صربيا واليونان. في الأولى تفنن الوالي التركي ليضع أسفل الخازوق نار هادئة.. خلال ثورة "هادزي برادون" التي امتدت من 1804- 1815، منهم 200 مخوزق خلال عام 1814، نزفوا وتفحموا وهم أحياء. وكررها مع ألاف اليونانين، أبرزهم "دياكوس أثناسيوس" عام 1821، بعد هزيمته في معركة "آلامانا"، الذي ظل حيا فوق الخازوق والنار الهادئة ثلاثة أيام، ليخلد بطلا قوميا ورمزا لثورة استمرت حتى 1832 عرفت بحرب الاستقلال، وهو ما ربط الإسلام لدى شعوب أوربية بالوحشية.
26 يناير 1517، يوم دخول المحتل سليم الأول القاهرة، كان "يجب" على الدولة المصرية منذ يوليو 1952، على الأقل، أن تعتبره، وتروجه عالمياً، يوما لـ"الإبادة الحضارية". فيه بدأ أباء أردوجان تجريف ما راكمه المصريون منذ فجر الحضارة، في سابقة وصفها المؤرخ ابن إياس في «بدائع الزهور في وقائع الدهور»، بـ«أبشع الوقائع المنكرة".. "لم يقع لأهل مصر قط مثلها فيما تقدم من الزمان».
يرصد ابن اياس موجات الترحيل القسري إلى الإستانة لـ"بنائين ومهندسين ونجارين وحجارين وحدادين ومدهنين ومبلطين ومرخمين، ووراقين وتجار شرب، باسطية وجماعة البردوارية والرسل وطائفة المصانع، وتجار خان الخليلي، وحتى الفَعلة".. "قضاة شافعية ومالكية وحنفية وحنابلة، وكُتاب الخزانة وديوان الجيش ونُظار الإدارات والمصالح والأوقاف".. "مسلمون ونصارى ويهود".
خلع التُرك "رخام قصور القلعة وعواميد الأواوين. حتى خيمة المولد، حديث الناس، بقاعتها الفخمة وأواوينها الأربعة وقبتها الشامخة، التي لم يُعمل مثلها، وجمعوا العملات الذهبية والفضية ذات الوزن الكبير، واستبدلوها بأوزان خفيفة".. "أخذوا الكتب النفيسة من المدرسة المحمودية والمؤيدية.. وغيرها".
بمشهد التجريف، دشن الراحل أسامة أنور عكاشة ملحمته "أرابيسك"، كان "عبدالرحمن" جد "حسن النعماني"، بين المُرحلين. هكذا "بطلت نحو خمسين صنعة ولم تعد تعمل."، يؤكد ابن إياس.
جريمة تفضح كراهية "العِرق التركي" لأي حضارة، وليس أقل، تكفيراً عنها، من إعتراف وإعتذار، وهذه مهمة الدول العربية الحديثة، وأحفاد من رحلوا قسرا إلى الإستانة، ولنا في الأرمن أسوة حسنة.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ماذا يحصل في عفرين السورية؟
بقلم: الدراسات والتوثيق في الجامعة

الحريات السياسية والإعلامية ليست حقاً مطلقاً
بقلم: د. إبراهيم أبراش



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب محمد طعيمة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//