جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ثقوب أميركا السوداء | بقلم: الاستاذ : علي قاسم
ثقوب أميركا السوداء



بقلم: الاستاذ : علي قاسم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-01-2018 - 1341
يتدحرج ما اصطلح على تسميته الثقب الأسود، ليشمل كامل النشاط الأميركي بما فيها تعاطيه مع التنظيمات الإرهابية، وتحضر معه معطيات المزاوجة بين الاستثمار في الإرهاب والتوظيف السياسي لمختلف السلوكيات الناظمة للعقل الأميركي بتفرعاته المختلفة وأجهزته المركبة في سياق التداخل بين الحالة الإرهابية،كجزء منفصل وقائم بحد ذاته، و الأدوات المستخدمة في إدارة هذه التنظيمات.‏
ومع أفول داعش، واقتراب الحسم لمختلف المكونات الناظمة للشكل الإرهابي التقليدي، كان لا بد من البحث عن بدائل إضافية، لا تكتفي بتغييرات جوهرية في طريقة التعاطي، بل تنسحب على الصيغ التي تحاول من خلالها أميركا، أن تقدم بدائلها، وإن كانت تنتقل من فشل إلى آخر، بمختلف الخيارات التي أقدمت عليها، حيث البدائل الجديدة، لن تكون أوفر حظاً من سابقاتها، وتبقى محكومة بحسابات وتجاذبات المشهد الإقليمي واعتباراته المختلفة.‏
وبالمقارنة التي كانت تجريها واشنطن في معايرة النتائج، بدت أكثرها متسقة مع تمنيات لم تحصد منها سوى الخيبة، وتحديداً فيما يتعلق بالتعويل على الإرهاب، حيث الحصيلة الأولية، أن واشنطن تبحث عن ذرائع واهية لتبرير استمرار وجودها، وهي مقتنعة أكثر من سواها أنها لا تقنع أحداً، وأن سقف ما يمكن أن تحققه هو مجرد مناكفة سياسية، تؤخر اعترافها بتآكل أدواتها، خصوصاً تلك التي كانت من بقايا ونتف تنظيمات إرهابية، بالغت في تورمها وتضخيمها بدءاً من داعش، وليس انتهاء بالقاعدة، ومروراً بكل ما نبت على هوامشها من تسميات مصطنعة، كانت تؤدي إلى النتيجة ذاتها.‏
على المسار الموازي لمحاولات واشنطن، كانت الاعترافات الفرنسية بالخسارة أولى الحنجلة الغربية، باعتبارها رأس حربة في دعم الإرهاب التي يتوقع أن تكر سبحتها حتى النهاية، فمن خلال معاينة أولية للتطورات والأحداث، وما تفرضه من واقع يملي حتمية التدحرج السياسي في المنظومة الغربية، والتي لن تقف عند حدود ومساحة ما يجري من اعترافات على أساس خسارة الجولة بكاملها، أو على الأقل وفق التعبير الغربي المشذب، بأنه لم يكسبها، وهذا بحد ذاته يؤسس لمقاربة جديدة، لن تستطيع الإدارة الأميركية تجاهل إسقاطاتها السياسية ومنعكساتها على كامل المشهد السياسي، باعتبار أن الاعتراف بداية خروج عن السكة الأميركية.‏
فالثقب الأميركي الأسود الذي ينتج كل هذه المحاولات، ويفرّخ مجموعة تنظيمات إرهابية، يصعب بأي حال من الأحوال التعويل عليها، بعد تجربة النصرة وداعش ومختلف التسميات الإضافية، يتجه نحو الاتساع على وقع الرغبة الأميركية في إدراج مجموعة متحركة من الثقوب السوداء من الصبغة ذاتها، وإن اختلفت في مقاربتها، وتصلح في الوقت ذاته لمشاغلة الآخرين، ولاستهلاك الوقت حتى إشعار آخر، على الأقل فيما يتعلق بالتذرع بمكافحة الإرهاب التي تحولت إلى قربة مثقوبة، لا جدوى من النفخ فيها.‏
وهذا ما يتقاطع مع التحضيرات العملية والتدريبات التي تجريها أميركا لبعض المرتزقة بالتعاون مع بريطانيا والنروج، لتكون النموذج الجديد في التعاطي مع الفراغات الناتجة عن انحسار تدريجي، لكنه مفاجئ وغير متوقع في الحسابات الأميركية، لجهة المراهنة على متغيرات كافية، لإحداث فرق يمكن التعويل عليه، حيث فرضت التطورات الميدانية حتمية المقاربة السياسية العاجلة، واستدراك ما يمكن استدراكه، ومحاولة استيعاب الفروق الكبيرة المتراكمة التي أنهت حقبة كاملة من عصر داعش وما بعده.‏
على العكس من ذلك، كانت واشنطن تبني على الوهم وما يفيض منه، وكانت تقسو في فرضه على أدواتها وتحالفاتها، حيث ما يصلح هنا كان خاطئاً ومبنياً على عوامل افتراضية خادعة هناك، حتى بدت الثقوب السوداء الأميركية مخترقة بالكثير من البقع التي بدت فاضحة لجهة الدور الأميركي، كما هي لوضاعة الأدوات التي تستخدمها، أو توكل إليها مهامها القذرة، وتتكل عليها لمشاغلة الوقت والاستثمار فيه.‏
وجاءت الانحسارات المتتالية في نفوذ الجهات الداعمة للإرهابيين، وتمكن روسيا إلى حد بعيد من اختراق منظومة العدوان، وتشتت الخيارات البينية، وتراكم الخلافات على الأجندات الفردية، وتباين الحسابات لكل طرف، جاءت لتساهم في صياغة مشهد كان مكملاً لمشهد الانتصارات الميدانية وحسم المعركة مع داعش إلى حد بعيد، ما اقتضى بالضرورة إعادة النظر في المقاربات السياسية، التي أفضت إلى تغيير في أوراق القوة لدى محاور المواجهة مع الإرهاب وأدواته وداعميه، رجحت الكفة، وراكمت من فائض أوراق القوة.‏
بالمحصلة.. نحن أمام مشهد تجريب عبثي، تطلقه أميركا بالاعتماد على مجموعات مرتزقة، وما تبقى من شتات التنظيمات الإرهابية، لكنه تجريب محكوم عليه سلفاً بالهزيمة، مهما تكن تسميته، فما عجزت عنه أميركا بمؤازرة رهط من التنظيمات الإرهابية، وكمٍ أكبر من الأدوات المتناغمة ومقدمي الخدمة المجانية، لن تحققه بثقوبها السوداء التي اخترقتها الحقائق الصادمة، وفي أكثر من موقع، والتي لم تعد حكراً على علاقتها المشبوهة بالتنظيمات الإرهابية، وإنما تنسحب على كامل الدور الأميركي ومعادلاته وحيثياته.‏
المصدر : صحيفة الثورة السورية 
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


كيفية التعامل مع الأطفال أثناء الأزمات..؟
بقلم: فردوس دياب

أفكارٌ للنقاش حول الدستور السوري
بقلم: اللواء الدكتور بهجت سليمان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الاستاذ : علي قاسم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//