جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

فتنة إيران 2017...الدوافع والنتائج!؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
فتنة إيران 2017...الدوافع والنتائج!؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
04-01-2018 - 1571
قد يكون التحرّك الذي شهدته مدن إيرانية مؤخراً مبرّراً لمن يطالبون لأنفسهم بما يعتقدون بأنها حقوق لهم على الحكومة أن توفّرها، ومن المسلّم به أنّ حقّ التعبير وحقّ المطالبة الشعبية بالحقوق هما أمران مضمونان للشعب بمقتضى شرعة حقوق الإنسان ومكرّسة في دساتير الدول التي تتخذ لنفسها دستوراً ينظّم الحياة السياسية وممارسة الحكم فيها، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يرفض أو يعترض على ما قامت به شرائح من الشعب الإيراني في هذه المدينة أو تلك ما دام أن التعبير يبقى تحت سقف القانون والمصلحة العامة وضمن احترام الملكية الفردية والملكية العامة.
بيد أن هذا الحقّ وممارسته يدخلان في دائرة الشبهة وسوء الظنّ ورسم علامات الاستفهام حول القائمين بها والمحرّضين عليها، يكون ذلك عندما تتحوّل المطالب المشروعة إلى أقنعة للإخلال بالأمن والنظام والاعتداء على الحريات والأملاك العامة والخاصة، وتشتدّ درجة الشبهات وسوء الظنّ المحيط بالتحرّك عندما نجد أن أعداء إيران وأعداء الشعب الإيراني يتلقفون هذا التحرك الشعبي المطلبي ويحرّضون على المزيد منه وتطويره الى العنف ثم يقفزون منه الى أمر آخر يذكر بمطالبهم الأساسية من إيران تلك المطالب التي رفعها أولئك الأعداء في وجه الدولة منذ اللحظة التي انتصرت الثورة الإسلامية فيها، وشنّت على إيران الحروب وفرضت عليها العقوبات والحصار وتمّ التضييق البشع على الشعب الإيراني من أجل الضغط على الدولة للتراجع عن استقلاليتها والعودة الى حال التبعية والارتهان للغرب، كما هو حال جيرانها العرب في الخليج.
لقد خرقت إيران باستقلاليتها الحقيقية عملاً بمبدأ «لا شرقية ولا غربية» ثم بتطورها الاقتصادي الاستقلالي ثم بامتلاكها القوة العسكرية الدفاعية الردعية، ثم ببناء فضاء استراتيجي حيوي إقليمي واسع منفتح على الحالة الدولية بشكل عام. خرقت إيران بكل ذلك النظام العالمي المفروض على المعمورة من قبل المنتصرين في الحرب الثانية، وأكدت أن الشعب الذي يمتلك الإرادة والاستعداد للتضحية وتحمل الصعوبات قادر على إثبات ذاته المستقلة وقادر على فرض سيادته وممارستها بعيداً عن إملاء الآخرين ثم انه قادر على امتلاك ثروته واستغلالها بعيداً عن الارتهان للخارج. ثم انه قادر على مد يد العون للمظلوم المعتدى عليه والذي يريد حرية حقيقية واستقلالاً فعلياً. وأغاضت إيران بكل ذلك منظومة الاستعمار الدولي بقيادة أميركا ما جعلها هدفاً لها من أجل احتوائها وتطويعها وإعادتها إلى بيت الطاعة الأميركي.
لكن إيران صمدت وواجهت وانتصرت وكانت انتصارها الاستراتيجي الأخير غير المحدود في الآونة الأخيرة، الانتصار المتمثل بتمكّن محور المقاومة الذي تشكّله مع سورية وحزب الله، في إسقاط مشروع الشرق الأوسط الأميركي، وتبعاً له إسقاط النظام العالمي الأحادي القطبية الذي عوّلت عليه أميركا لتقود به العالم وتقيم عبره الإمبراطورية الأميركية الكونية. ولذلك استحقت إيران بالمنظور الأميركي المعاقبة والتدمير والخراب انتقاماً منها وحجباً لانتصارها في سورية والعراق في مواجهة معسكر العدوان على المنطقة المتشكّل اليوم بشكل خاص من المثلث الأميركي «الإسرائيلي» السعودي، ومعهم آخرون إقليميون ودوليون أقل شأناً أو أضعف قدرات.
اذن ومع تبلور الانتصار الاستراتيجي الكبير الذي حققه محور المقاومة في سورية والعراق، ومع عجز معسكر العدوان على المنطقة من حسم أي ميدان لصالحه أو تحقيق أهداف عدوانه في كل من اليمن والبحرين ولبنان، فضلاً عن العراق وسورية، اتجهت قيادة ذاك المعسكر مجدداً إلى إيران بعملية تذكر بتسلسل تنقل الفتنة والعدوان بين لبنان وإيران وسورية التنقل الذي حصل بين الأعوام 2004 و2011، والتي كانت الفتنة تنقل الى مسرح جديد في كل مرة تفشل فيه في مسرح آخر، فبعد ان فشلت فتنة قتل الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، شنت «إسرائيل» حرب العام 2006، ولما فشلت تحولت الى القوة الناعمة وكان مشروع فتنة العام 2008 في لبنان، ولما فشل تم الانتقال الى إيران في فتنة العام 2009، ولما فشلت تم العدوان الإرهابي على سورية في العام 2011، وبعد سبع سنوات من حرب مدمرة ضد سورية هزم العدوان فيها جعل قيادة العدوان تتجرّع الهزيمة ما حملها على البحث عن ميدان جديد. فكان الانتقال مجدداً إلى إيران، ولهذا كانت تلك الفتنة التي سرعان ما اتضحت خيوطها وخلفيّاتها وسرعان ما سقطت الأقنعة وكشفت الأيدي الأميركية والسعودية و»الإسرائيلية» التي تحرّكها.
 
إن أهم ما اتضح في إيران من خلال مراقبة ما حصل في الشارع في معرض ما أسمي الحركة الاحتجاجية هو الدور الأميركي «الإسرائيلي» السعودي في الموضوع، إذ سرعان ما تحرّك إعلام الفتنة وسفك الدم. وبالطريقة ذاتها التي تحرّك فيها خلال ما أسمي زوراً ربيعاً عربياً، ثم مسارعة ترامب الى احتضان حركة «المحتجين» والدعوة لانعقاد مجلس الأمن لبحث الأمر أما «إسرائيل» فقد تعالت أصوات منتقدة التدخل مطالبة بالكفّ عنه التدخل ليس تعففاً بل تنصلاً من فشل إذا حصل.
لقد تأكّد بوضوح أن هناك خطة أجنبية خبيثة تستهدف إيران وتنفّذ بأيدٍ محلية وبمشاركة خبراء أجانب وتتجه لاعتماد سيناريو يشبه ما حصل في سورية، يتوسّل نشر الفوضى وشلّ الدولة ثم الطعن بشرعيّة الحكم فيها، ما يمكن أميركا من التسلل عسكرياً الى إيران ونشر القواعد العسكرية فيها بذريعة مواجهة الفوضى وحماية الشعب الإيراني. وقد يكون شعار محاربة الإرهاب جاهزاً أيضاً في الجعبة الأميركية لتبرير التسلل.
بيد أن المخططين المعتدين تناسوا أو تجاهلوا حقيقة الواقع واستحالة تكرار سيناريو سورية في إيران، وغاب عنهم مدى المناعة والقوة لدى الجسم الإيراني في مواجهة الفتن والعدوان، وتجاهلوا قدرة إيران قيادة وحكومة وقوى مسلحة وشعباً، قدرتهم التكاملية في معالجة الاضطرابات المدارة من الخارج، معالجة نرى أنها لن تستغرق إلا أياماً معدودة وتسقط معها المؤامرة ويسقط الحلم الاستعماري مرة أخرى
فقد أتبتت التجربة أن القوى المسلحة الإيرانية مع الشعب الإيراني بكامل الوعي والجهوزية للتصدّي للمخطط الأميركي الفتنوي ودفنه، قبل أن يبصر النور، لكن ينبغي لفت النظر هذه المرة إلى أن الردّ على المؤامرة لن يبقى في إطار الاستراتيجيات الدفاعية الموضعية، فالردّ مفتوح في المكان والوسائل والأساليب والعاقل من نظر الى البعيد.
وفي الخلاصة نرى أن تحركات في الشارع الإيراني هي عمل في الأصل مشروع تعبيراً عن الرأي ومطالبة بما يعتقد أنه حقوق. وهذا الأمر سيكون حتماً محلّ عناية الدولة ومعالجتها، ولكن الخارج الاستعماري المعادي لإيران استغلّ المناسبة وانطلق في تنفيذ مؤامرة تستهدف إيران الدولة والنظام الإسلامي لإسقاطهما والانتقام من هزيمته في الإقليم، لكن إيران بما تملك من قوة مركّبة تتمثّل بقوة الدولة العميقة المتعدّدة مصادر الأمان، وبقوة الشعب الإيراني الواعي الملتزم المستعدّ للدفاع عن ثورته الإسلامية وعن دولة حلم بها، طالما ردّد الدعاء من أجلها طلباً لدولة يعزّ بها الإسلام وأهله ، ومستفيداً من ظروف إقليمية تشكلت بعد الانتصار الاستراتيجي ضد المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، ومتكئاً على بيئة دولية أعقبت سقوط النظام العالمي الأحادي القطبية، إن كل هذا كفيل وبشكل قطعي بإسقاط المؤامرة ومعالجة أسبابها وقطع اليد التي تحركت لإضرام النار في النظام الإسلامي متمثلين ما قال به الإمام الخميني «اليوم الذي أحسّ فيه بالخطر على الجمهورية الإسلامية ودين الإسلام، لا أقوم بتوجيه النصائح، بل سأقوم بقطع أيدي كافة المتورطين”. والعاقل مَن اعتبر! وإيران تملك فوق ما تحتاج من قوة لقطع أيدي المتورطين بالعمل ضد ثورتها الإسلامية، وهذا ما يبعد أي قلق على مستقبلها ويؤكد الطمأنينة التامة حول وضعها. وبهذا ستكون هزيمة أخرى تلحق بمعسكر العدوان ليشهد الشهر الأول من العام 2018 نصراً لمحور المقاومة يراكم ما سجّل من انتصارات في العام 2017..
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


نهب وتدمير وسطو منهجي على التراث السوري
بقلم: نواف الزرو

الكتالوج الامريكى الذي يحكم مصر
بقلم: محمد عصمت سيف الدولة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//