جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الإصلاح الديني والحضارات | بقلم: جمال أسعد
الإصلاح الديني والحضارات



بقلم: جمال أسعد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
08-11-2017 - 1600
 يحتفل العالم مع المسحيين البروتستانت هذا العام بمرور خمسمائة عام على حركة الإصلاح الديني، التي قادها الراهب الكاثوليكي مارتن لوثر ضد الكنيسة الكاثوليكية فى روما عام 1517، حيث قام لوثر بتعليق بيان يشمل خمسة وتسعين اعتراضاً ضد ما كان يسمى بصكوك الغفران، حيث السلطة الدينية الباباوية التي كانت تحتكر القرار الديني والسياسي والاجتماعي، بل كانت تسيطر على كل مناحي الحياة باسم الدين، فلم تكن صكوك الغفران وبيع مساحات فى السماء غير مظهر ونتيجة لتلك الممارسات الكهنوتية التي احتكرت الكتاب المقدس، حتى أنه كان ممنوعاً على الشعب المسيحى قراءة الإنجيل، وهذا ملخصه فحواه ومعناه هو السيطرة على النص الدينى قراءة وتفسيراً وتأويلاً، وهنا يتحول الإنسان المسيحي حين ذاك إلى متلقى لا يملك غير تلقى ما يملى عليه، وهذا بلا شك مقدس كل التقديس، حيث المرسل هو مقدس فهو يملك الرتبة الكهنوتية والسلطة الكنيسة والقرار السياسى، وهو من يدخل الإنسانية السماء أو الجحيم، هنا لا مكان لدى هذا المتلقى غير إبطال وتوقيف وتمويت العقل المفكر، وعندما يتوقف العقل عن التفكير والتفعيل فى الإطار الدينى، يكون كل ما هو دينى وما هو من طرف الدين ورجاله مقدسا لا يحتمل الرأى ولا النقاش ولا الحوار، وهنا يحدث خلط واختلاط بين الشخص والفكرة أو الاجتهاد.
كان لوثر رجل دين داخل الكينسة، فعرف ومارس ثم فكر وأعمل عقله، فكان الاجتهاد الذى أوجد رؤية، ورأى فيما هو قائم، وفيما يجب أن يكون متسقا مع القيم والأهداف العليا للمسيحية حتى لو كان هذا ضد رجال الدين المقدسين وضد تفاسيرهم واجتهاداتهم وتراثهم، فهل كانت هذه الاجتهادات وتلك الثورة، التى قد أصبحت تاريخياً ثورة للإصلاح الدينى من عنديات مارتن لوثر كشخص منبت الصلة بينه وبين ما يموج فى المجتمع المحلى فى ألمانيا والمجتمع الخارجى فى أوروبا.
لا شك إذا كان لوثر تعرف ومارس ما هو داخل الكنيسة، ولكنه انفتح وعرف واطلع وتأثر بما هو قائم وحادث في عموم المجتمع، ليس على المستوى الدينى فحسب، ولكن على كل المستويات الأخرى السياسية والاجتماعية، والأهم هنا الفكرية والفلسفية فى ذلك الوقت، ومن المعروف والمعلوم أن وحدة الإنسان والإنسانية تجعل الفكر البشرى والإنسانى على مر التاريخ، وفى كل الميادين هو ملك للإنسان وللإنسانية فى كل زمان وكل مكان وكل الأديان، حيث إن الفكر هو رؤية ومنهج يمتلكه الإنسان تجاه الآخر فكر أو عملاً فيحدث التأثير والتأثر، فعندما تظهر بوادر التحرك والانتقال من المجتمع الإقطاعى إلى المجتمع الصناعى، بكل ما يصاحب هذا الانتقال من أفكار ورؤى وفلسفات، هنا لا بد أن يحدث التأثير على الفكر والممارسة، عندما يتم الانتباه إلى فلسفة ابن رشد فى إعمال العقل واحترامه فى التأويل، وعندما يدعو ابن رشد إلى أن العقل لا يتناقض البتة مع النص، حيث إن النص نور الله والعقل نور الله فلا يتصادم النوران بل يتكاملان. هنا بلا شك فقد تأثر الفلاسفة في أوروبا وحتى الآن بفكر ابن رشد حتى وصل هذا الفكر إلى مارتن لوثر، وهنا لا نقول إن ابن رشد مسلم ولوثر مسيحى، فلا تناقض،  فإعمال العقل والاجتهاد فى النص، فهذه طرق للتفكير واحترام العقل بإعمال العقل يكون مع التوارة والإنجيل والقرآن، فالنص إلهى، والفكر والعقل إنسانى، والنص جاء من أجل الإنسان، فهو الذى يؤمن به ويفسره ويؤله ويتأثر به، وبتلك التفاسير سواء كانت تحمل الخطأ أم الصواب، يتكون ويكون الفكر الدينى أى فكر البشر فى التعامل مع النص الدينى. ولذلك عندما تتم الدعوة لتصحيح الفكر الدينى، وليس الخطاب الدينى حتى ولو كانت هذه الدعوة قد وجهت إلى الفكر الدينى الإسلامى، ولكن الدعوة للفكر الدينى الإسلامى والمسيحى، حيث إن هذا الفكر هو الذى يشكل عقيدة وفكرا وسلوكيات المنتمى، وهذا يعنى أن هذا الفكر أو ذلك سيؤثر بشكل مباشر، كما نرى فى المصريين مسلمين ومسحيين، وذلك يصبح تجديد وتصحيح الفكر الدينى قضية وطن، وقضية التجديد البروتستانتى وبالرغم من أنها كانت ضد الفكر الدينى الكاثوليكى، ولكن طبيعة الأمور خاصة التطور وتلاقح الأفكار وتحاور الثقافات جعل الكنيسة الكاثوليكية تعيد صياغة فكرها الدينى فى أساسيات مهمة للغاية، حتى أنها عقدت المجمع الفاتيكانى الثانى فى ستينيات القرن الماضى، ذلك المجمع الذى أطلق على قراراته أنها إعادة صياغة جديدة للكاثوليكية. ولذا فنحن نحتاج إلى ثورة دينية وثورة إصلاحية ليس فى الفكر الدينى فقط، لكن فى كل مجالات الحياة، نحن نحتاج إلى ثورة فى الفكر التعليمى والفكر الإعلامى والفكر الثقافى.
مجالات الحياة وحدة واحدة تؤثر وتتأثر بعضها مع البعض الآخر، مع العلم أن هناك من يستفيد من تجميد هذه الأفكار، وتلك الثقافات، وهناك من يتاجر بما هو قائم وما هو موروث ليس لصالح هذا الموروث، ولكن لمصالح ذاتية تحت شعار الادعاء بالحفاظ وحماية الدين، فالدين والنص الدينى غير التفاسير والتأويلات والتراث فى كل الأديان، فالأديان كلها تتكامل حول العقيدة الإلهية الربانية ومقاصدها العليا تتشارك لصالح الإنسان والإنسانية، حمى الله مصر وشعبها العظيم الذى عرف الدين والتدين قبل الأديان.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


من الذي هزم في بلدة حضر واشنطن أم تل أبيب أم تنظيم القاعدة.؟
بقلم: كفاح نصر

لاتهتموا باعتقالات بن سلمان واستقالة الحريري.. القادم أعظم!
بقلم: عبد الباري عطوان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب جمال أسعد |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//