جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

كسر الصمت على العدوان، وعلى اطمئنان اسرائيل | بقلم: الدكتور عصام نعمان
كسر الصمت على العدوان، وعلى اطمئنان اسرائيل



بقلم: الدكتور عصام نعمان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-10-2016 - 1681 "اسرائيل" مرتاحة الى وضعها الإستراتيجي. حال العرب بعد "الربيع العربي"  "معجزة "  تكاد لا تصدقها "اسرائيل" لولا التهديد الإيراني . هذا ما انتهى اليه رئيس الدائرة الامنية السياسية في وزارة الحرب الإسرائيلية الجنرال عاموس غلعاد في مداخلةٍ له خلال ندوة بحثية في مركز هرتسيليا للدراسات.
كلام غلعاد جاء متزامناً مع الرد الصاعق لحركة الجهاد الإسلامي على ما اسمته "انتهاكات "اسرائيل" المتمادية لأتفاق التهدئة" الذي تمّ التوصل اليه برعاية مصرية في العام 2012 عقب عملية "عمود السحاب" العدوانية على قطاع غزة.
لم يتسنَ لغلعاد ، اذاً ، ان يحيط بمستوى الرد – المفاجأة الذي كالته حركة "الجهاد" لمستعمرات "اسرائيل" الجنوبية . وزير الخارجية افيغدور ليبرمان كان لديه الوقت الكافي ليدرك قوته وابعاده. لذلك سارع الى المطالبة بـ "إعادة احتلال قطاع غزة لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل".
"الجهاد" اطلقت على ردها الصاعق اسم عملية "كسر الصمت". هي كسرت صمت الجميع ، صمتهم منذ اشهر ، على سلسلة اعتداءات اسرائيلية طاولت كوادرها في الضفة الغربية وقطاع غزة وبلغت ذروتها بإغتيال ثلاثة من مجاهدي جناحها العسكري "سرايا القدس" شرق خان يونس. الرد استهدف العدو الصهيوني بعشرات الصواريخ والقذائف وتناول بلداته وكيبوزاته في سديروت ، نامل عوز، نير اسحاق، صوفا ، كيبوتز سعد ، كفار عزا ، مغلسيم ، زكيم ، ونتفوت بأكثر من 130 صاروخاً من طراز 107 محلي الصنع وقذائف الهاون.
قوة الرد الجهادي وحجمه اربكا العدو وحملا مجلس الوزراء الامني المصغّر على عقد اجتماع طارىء لتقدير حجم الهجمات المضادة المراد إطلاقها. في المجلس الامني المصغر كما في  اوساط القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بَرَز رأيان حول ما يجب عمله فلسطينياً وعربياً واقليمياً.
اصحاب الرأي الاول يعتقدون ان التغييرات التي عصفت بالعالم العربي وما احرزته من نتائج يعتبرها قادة "اسرائيل"  "معجزة " استراتيجية  ادت الى تغيير مهم وايجابي في خريطة التهديدات ضد الدولة العبرية . ذلك ان غالبية الدول التي تشكّل تهديداً جدياً لـِ "اسرائيل" عانت وتعاني ظروفاً تسبّبت في إضعافها ما ادى الى تعديل في موقفها من الكيان الصهيوني . التغيير الإستراتيجي الابرز يتمحور في ثلاث ساحات رئيسة : مصر سوريا وتركيا . في هذا الاطار ، يعتقد غلعاد ان مصر وتركيا تحررتا بشكل ملموس من الضغط الإسلامي الخانق. لاحَظَ ان المصريين نجحوا في اغلاق 90 الى 95 في المئة من الانفاق المؤدية الى قطاع غزة ، وهم حالياً يخوضون حرباً قاسية ضد تنيظيم "القاعدة" وتفرعاته في سيناء. اما تركيا فإن نظامها تلقى في الاشهر الاخيرة ضربات مؤلمة الامر الذي اضعفه واعاده الى حجمه الطبيعي. بإختصار ، اصحاب الرأي الاول يعتقدون ان حال العرب المزرية مريحة لـِ "اسرائيل" وليس ثمة حاجة الى استغلال ضعفهم لكيل مزيد من الضربات لهم اذ قد يدفعهم ذلك الى تدوير زوايا خلافاتهم واختلافاتهم والعودة الى التكتل في مواجهة اعدائهم .
اصحاب الرأي الثاني لا يكتمون ارتياحهم الى حال التفكك والانقسام والضعف التي يعانيها العرب عموماً ، لكنهم يعتقدون انه يقتضي استغلالها من اجل تحقيق مكسبين اضافيين : تصفية قضية فلسطين بتسوية نهائية تنهي مجموعات الرفض والمقاومة ، وايجاد اوضاع جيوسياسية اقليمية مناسبة لتفعيل المواجهة الشاملة ضد ايران الممعنة في نهجٍ سيفضي ، عاجلاً او آجلاً ، الى امتلاكها اسلحة نووية. ويعتقد اصحاب هذا الرأي ان امتلاك ايران قنبلة نووية سيحمل مصر التي تمتلك قدرات علمية وازنة في هذا المجال على مباشرة جهود جدّية لإمتلاك اسلحة نووية ايضا. اما السعودية فإن اصحاب هذا الرأي يعتقدون انها ستركّز على شراء قنبلة نووية من باكستان . بإختصار ، يدعو اصحاب الرأي الثاني الى مغادرة موقع المهادنة من اجل استغلال وضع العرب المزري لمعاودة الهجوم على عدة محاور بغية ايجاد وضع جيوسياسي اقليمي جديد يساعد "اسرائيل" في تعزيز مواجهتها الشاملة لإيران.
يتحصّل من وقائع المنافسة والحوار الناشطين في اوساط اصحاب الرأي الاول والرأي الثاني ان القيادة السياسية والعسكرية تميل الى اعتماد الرأي الاول حيال ما يجب عمله في عالم العرب ، اي تركهم يتصارعون وتشجيعهم على ذلك لكونه يصبّ في مصلحة "اسرائيل" . اما بالنسبة لإيران فإن القيادة اياها تميل الى اعتماد الرأي الثاني، اي تصعيد المواجهة ضد ايران ، عربياً  واقليمياً ودولياً ، للحؤول دون امتلاكها سلاحاً نووياً من جهة ، ومن جهة اخرى للحؤول دون توسعها اقليمياً بالعون المالي والعسكري الذي تقدمه للدول والتنظيمات الجادة في مواجهة "اسرائيل". لا يكفي ، بطبيعة الحال ، ان تقرر "اسرائيل" اعتماد احد الرأيين المنوّه بهما حتى تنجح في ما تصبو اليه ، ذلك ان القوى المحلية والاقليمية والدولية المعنية لديها من الاهداف والقدرات والمناهج والوسائل ما يمكّنها من مجابهة "اسرائيل" وتعطيل مخططاتها . ولماذا نذهب بعيداً ، ها هي المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان، والمقاومة الفلسطينية في الارض المحتلة عموماً وفي قطاع غزة خصوصاً تقدّم الدليل الساطع على توافر ارادة المواجهة والقدرات اللازمة لإنجاحها . فحزب الله تمكّن في العام 2006 من احباط "حرب اسرائيل" الثانية على لبنان وعلى مقاومة شعبه الصامدة. وها هي حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة تنجح مرتين في مجابهة العدوان الصهيوني . المرة الاولى ، في عدوان عملية "عمود السحاب" في العام 2006 اذ تمكّنت بتعاونها مع حركة "حماس" وسائر تنظيمات المقاومة الشعبية من صدّ العدوان الصهيوني. المرة الثانية ، في صدّ الإعتداءات الاخيرة عليها ومفاجأة العدو بعشرات الصواريخ التي شلّت الحياة في مستعمراته الجنوبية.
في هذا السياق ، يجب ألاّ نغفل تطورين بالغي الأهمية. الاول ، نجاح حركة الجهاد الإسلامي خلال مواجهة عملية "عمود السحاب" في اطلاق صواريخ متوسطة المدى طاولت كلاًّ من تل ابيب والقدس المحتلتين ، وفي عملية "كسر الصمت" من اطلاق صواريخ بكثافة ملحوظة قيل في بعض التقارير انها فاقـت الـ 170 صاروخاً. والاهم من ذلك كله ان منظومة "القبة الحديدية" لم تنجح إلاّ في اصابة ثلاثة منها فقط وذلك بإعتراف مصدر عسكري اسرائيلي رسمي. بإختصار، "معجزة" الوضع العربي الزري التي تشيع الإرتياح في اوساط "اسرائيل" القيادية ليست نهاية العالم ، وان في وسع العرب ، ولاسيما الذين تعتمل في قلوبهم وصفوفهم ارادة القتال  ، مواجهة دولة العدوان وتعطيل مخططاتها بقدْر ما يطيقون ويستطيعون
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


خريطة (داعش) فى أفريقيا
بقلم: د. رفعت السيد أحمد

تصريح صادر عن جامعة الأمة العربية: مجزرة صنعاء
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور عصام نعمان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//