جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

غضب الله، هوامش على الإرهاب باسم الدين فى منطقتنا | بقلم: د. رفعت السيد أحمد
غضب الله، هوامش على الإرهاب باسم الدين فى منطقتنا



بقلم: د. رفعت السيد أحمد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
30-08-2016 - 1883
هل هو غضب الله على بلادنا العربية؟! أن تُبتلى فى أقل من خمس سنوات بكل هذا الإرهاب الدامى فيقتل ويهجر الملايين وتدمر مئات المدن والقرى مع هدم الآثار وحتى قبور الصحابة!!، هل هو غضب الله على أمة كان يحكمها «مستبدون طغاة» فابتليت بشياطين يقولون عن أنفسهم إنهم دعاة، حراس للإسلام، حماة لدين الله، وأن وسيلتهم فى ذلك هى الذبح والحرق؟ إن المتأمل لحال أمتنا العربية وبلادها المركزية «العراق – سوريا – مصر – ليبيا» يجدها قد ابتليت بهؤلاء الشياطين، وبالقطع ليس الأمر أمر غضب من الله علينا، بل هو اختبار منه لنا، لكى نصحح الدين ونخلصه من «الدواعش» فى الفكر والواقع، دواعش الإرهاب باسم الدين، وهو منه براء.
■ فى هذه السطور نحاول أن نقترب من الأصول الفكرية لقضية الإرهاب باسم الدين والذى تمثله اليوم خير تمثيل، داعش وأخواتها، ونحاول أن نعود إلى الجذور وأن نحرر الإسلام من هكذا دعوات ضالة ومضلة.
■ بداية يهمنا الإشارة إلى أن كل الشعوب وكل الديانات عرفت الإرهاب المتسربل باسم الدين، وطبعا كل الأديان السماوية بريئة من الإرهاب وفكر الإرهاب الذى ترمز له الآن وبوضوح «جماعة داعش وأخواتها»، لأنه ليس من الدين، إن الله سبحانه وتعالى لم يطلب قتل الناس لإقامة الخلافة، إنه سبحانه وتعالى طالب حتى من الأنبياء بقسر هداية الناس على اعتناق الدين، ولم يطلب قتلهم تحت أى ذريعة حتى لو كانت ذريعة التقوى، إن الإرهاب الذى قام به أفراد من المسلمين وادعوا زورا وبهتانا أنهم يمثلون المسلمين، يعد أسوأ أمراض الساحة الإسلامية والعربية اليوم بل تعداه إلى دول أوروبا، إن بلادنا العربية تسود أجواءها الآن حالات الصراع والخصام الداخلى، وسعى بعض الجهات لممارسة دور الوصاية على أفكار الآخرين. فما تراه هى هو الحق المطلق الذى لا يجوز لأحد الخروج عليه، وإلا استحق النَّبذ والطرد، والمحاصرة والإلغاء، وأصبح مستهدفاً فى وجوده المادى والمعنوى، وخير ممثل لهذه الحالات هم الإخوان قبل وبعد30/6 والتيارات الداعشية السلفية بكل ألوان طيفها.
نجد ذلك واضحاً – أيضاً - فى الخلافات المذهبية، حيث تتبادل الأطراف مع بعضها تُهَم التكفير والتبديع والمروق من الدين، ويجرى التحريض على الكراهية فى أوساط الأتباع، وقد يصل الأمر إلى إباحة هدر الدماء وانتهاك الحقوق والأعراض. كما هو الحال بين سنة وشيعة العراق اليوم للأسف الشديد.
كما نجد ذلك على مستوى الخلافات داخل المذهب الواحد، حين تتعدَّد المدارس، وتختلف الآراء فى بعض التفاصيل العقدية والفقهية فى إطار المذهب نفسه. كما يظهر فى خلافات الفرق المنتسبة زوراً إلى السلفية فى بلادنا!!.
إن اعتقاد كل طرف صواب رأيه وخطأ الرأى الآخر أمر مقبول، بناءً على مشروعية حق الاجتهاد، لكن إنكار حق الطرف الآخر فى الاجتهاد وإبداء الرأى، والتعبئة ضده بالتشكيك فى دينه والحكم بفساد نيته، هو منزلق خطير يؤدى إلى تمزيق الساحة الدينية، وتشويه سمعتها، ودفع أبنائها إلى الصراع والاحتراب، كما حصل بالفعل فى كل من مصر وسوريا والعراق وليبيا بعدما سمى زوراً وكذباً بالربيع العربى!!.
■ إن التعبير عن الرأى الاجتهادى عقديّاً وفقهيّاً ضمن الضوابط المقررة أمر مشروع، وحق مكفول للجميع، ولا يصح أن تحتكره جهة وتصادره من الآخرين، فإن ذلك إرهاب فكرى، وإغلاق فِعليٌّ لباب الاجتهاد، وحرمان للساحة العلمية من الثراء المعرفى. وهذا هو عين ما تقوم به داعش وأخواتها فى جميع بلادنا الإسلامية اليوم «2016».
إن مواجهة الجماعات الإرهابية فى مواقفها وأطروحاتها المنحرفة التى تخالف المعتقدات السائدة، والاتجاهات الفقهية المشهورة، تحتاج إلى خطط علمية وسياسية وجهادية طويلة المدى مستندة إلى صحيح الدين واستنارته وليس إلى الفتاوى الوهابية التى تساعد على خلق الإرهاب حوله.
إن تمزيق صفوف المؤمنين من قبل داعش وأخواتها وتحويل ساحتهم إلى خنادق للصراع والاحتراب، ودفعهم إلى انتهاك حرمات بعضهم بعضاً، وإسقاط كل طرف وتشويهه وقتله لرموز وشخصيات الطرف الآخر، له جريمة فى حق الإسلام لا تنمحى!!.
■ إن تعاليم الإسلام وأخلاقياته، وسيرة النبى والأئمة والصحابة الأخيار لا تقبل مثل هذه الأساليب الوحشية، فالإرهاب أول ما بدأ كان فى البلاد الإسلامية نفسها، فى البداية لأسباب مختلفة ولكنها تعود لأصل واحد هو الفهم الخاطئ والتأويل المنحرف لآيات القرآن الكريم، والتى تذهب لغير المعانى التى يجب فهمها على حقيقتها القرآنية، فلقد شهدت أغلب الدول الإسلامية، وبصفة خاصة منذ مطلع سبعينيات القرن العشرين، وليس فى سنوات ما سمى زيفاً بالربيع العربى بدءاً من 2011، ظاهرة الإرهاب باسم الدين يمكن تتبع جذورها وامتداداتها عبر التاريخ الإسلامى بخبراته ومراحله المختلفة، واتخذت هذه الظاهرة صورا وأشكالا متعددة، ثقافية وفكرية، اقتصادية واجتماعية، سياسية وسلوكية، وقد تضمنت الكتابات والدراسات التى تناولت هذه الظاهرة مجموعة ضخمة من المصطلحات لتعريفها، منها على سبيل المثال: الإسلام السياسى، ويقصد به توظيف الإسلام لتحقيق أهداف سياسية، والإسلام التقدمى وهو الذى يتضمن تطبيق الاشتراكية ولا يتعارض مع التحديث، والإسلام التقليدى وهو الذى يتعارض مع العلمانية والتحديث، وإسلام الصحوة، والإحياء الإسلامى والأصولية الإسلامية وغيرها.
إن هذه الجماعات تختلف فى الدرجة ولكنها عندما تصل إلى الحكم والسلطة تكون واحدة ويكون عنفها شديداً تجاه الآخر وإذا لم تصل إلى السلطة كما هو حال داعش – فى سيناء على سبيل المثال - فإنها تمارس القتل والذبح باسم الدين، ولنتأمل تعاملهم مع «السياح» فى بعض البلاد الإسلامية التى ابتليت بالإرهاب ولنتأمل كذلك تعاملهم مع أصحاب المذاهب الأخرى وتبريرهم للقتل واعتبارهم أن ذلك هو الطريق الصحيح إلى الله، والله سبحانه وتعالى برىء مما يفعلون.
إننا أمام اختبار من الله فى بلادنا العربية ضد هذه الجماعات لكى نتبرأ منها، ونقاومها وبخاصة فى مصر «سيناء» وفى العراق وسوريا وليبيا، إنها لا تدمر البلاد فحسب ولكنها تدمر الإسلام ذاته حين تحارب باسمه، المطلوب فوراً المواجهة وبناء استراتيجية للمقاومة يكون هدفها هو «الإسلام»، وصحيح الدين، لأن الإسلام خسر كثيراً بسبب هذه الجماعات الإرهابية، وكسب أعداءه كثيراً وبخاصة «الصهاينة» الذين يعدون فى نظرى أكبر حلفاء داعش ومستخدميها، وستثبت الأيام القادمة ذلك، إن الصهاينة فى فلسطين باتوا يقدمون الآن أنفسهم باعتبارهم أهل «تسامح» ودعاة ديمقراطية أمام الوحش «الإسلامى» وهذا هو أحد أبرز مكاسبهم من ظهور وانتشار داعش، إنه الخلل الكبير الذى طال الإسلام، وقيمه فى منطقتنا العربية بسبب هذا الإرهاب، هنا مطلوب، من القوى الإسلامية المستنيرة وبخاصة الأزهر الشريف، أن تتقدم وتعلن راية الحرب على هذا الإسلام الداعشى حماية للإسلام المحمدى ودفاعاً عن القيم العظيمة التى أرساها الله سبحانه وتعالى باسم هذا الدين عبر الألف وأربعمائة عاماً الماضية، إن المعركة طويلة ولكن لابد من خوضها. حفظ الله مصر، حفظ الله الإسلام!!.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


أين مصلحة الناخب العربي في الانتخابات الأميركية؟
بقلم: صبحي غندور

السعودية ولعنة العراق
بقلم: جمال تقي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. رفعت السيد أحمد |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//