جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حديث إلى مثقّفين عرب.. أين نبدأ؟ | بقلم: صبحي غندور
حديث إلى مثقّفين عرب.. أين نبدأ؟



بقلم: صبحي غندور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-03-2016 / 16:15:49 - 1608
| على الرغم من التّحديات والمخاطر الكبرى التي تتعرّض لها الآن الأوطان العربيّة، متفرّقةً أو مجتمعة، فإنَّ الإجابة عن سؤال: »كيف يمكن تغيير هذا الواقع السيئ« ما زالت متعثّرةً على المستويين الوطني الداخلي، والعربي العام المشترك.
ربّما المشكلة أيضاً في السؤال نفسه، وليست فقط في الإجابة عنه؛ فسؤال: »ما العمل«، داخل الوطن أو الأمّة، يقتضي أولاً الاتفاق على فهمٍ مشترك للمشكلة والواقع، ثمّ تحديد الهدف المراد الوصول إليه، والوسائل المناسبة لتحقيق هذا الهدف.
المشكلة الآن على المستويين الداخلي والعربي العام هي في غياب الرؤية المشتركة للواقع، وللأهداف التي منها تنبثق برامج »العمل« ومراحله التنفيذيّة.
أيضاً، هذا السؤال يتطلّب معرفة من هم المعنيّون بتحقيق »التغيير المنشود« وبتنفيذ »برامج العمل«، والذين يُطلق عليهم تسمية »الطليعة« أو القيادات المثقّفة الملتزمة.
فهل هناك إجابات واضحة عن هذه القضايا كلّها!؟
يرافق هذه الحال من الغموض والتشتّت العربي في تحديد الواقع والأهداف والوسائل، رؤى خاطئة عن »المثقّفين العرب« من حيث تعريفهم أو تحديد دورهم. فهذه الرؤى تفترض أنّ »المثقّفين العرب« هم جماعة واحدة ذات رؤية موحّدة، بينما هم في حقيقة الأمر جماعات متعدّدة برؤى فكرية وسياسية مختلفة، قد تبلغ أحياناً حدّ التعارض والتناقض. وتوزيع دور هذه الجماعات لا يصحّ على أساسٍ جغرافي أو إقليمي، فالتّنوع حاصلٌ على معايير فكرية وسياسية.
صحيحٌ أنّ »المثقّفين« هم الجهة المعنيّة بالرّد على سؤال: »ما العمل الآن«، وما يسبقه من أسئلة تمهيدية تحقّق جدارة طرحه، لكن الانطلاق من فرضيّة أنّهم كتلة عربية واحدة تعيش واقعاً واحداً وتحمل فكراً مشتركاً، هي فرضية خاطئة وتزيد من مشاعر الإحباط والعجز.
إنّ »المثقّف« هو وصفٌ لحالة فرديّة وليس تعبيراً عن جماعة مشتركة في الأهداف أو العمل. قد يكون »المثقّف« منتمياً لتيّار فكري أو سياسي يناقض من هو مثقّف في الموقع المضاد لهذا التيّار، وكلاهما يحملان صفة »المثقّف«!
ومن الأخطاء الشائعة أيضاً، تعريف المثقّف بأنَّه »المتعلّم« أو من حملة لقب »الدكتور«، أو بأنَّه »المعارض« أو »الثائر«... إلخ، بينما حقيقة الأمر أنَّ »المثقّف« ليس هو الباحث أو الكاتب أو المتعلّم فقط، وليس الرجل فقط دون المرأة، وليس هو دائماً في موقع الرافض أو المعارض أو »الوطني«.
لذلك، من المهمّ الفرز والتمييز بين »المثقّفين العرب«، فبعضهم مسؤول عن حال الانحطاط الفكري والعملي التي تعيشها الأوطان العربية، وبعضهم الآخر يلتزم بقضايا وطنه أو أمّته، ويجمع لديه بين هموم نفسه وهموم الناس من حوله، كما يجمع عنده بين العلم أو الكفاءة، وبين الوعي والمعرفة بمشاكل المجتمع حوله. أي هذا »البعض« هو الطليعة التي قد تنتمي إلى أي فئة أو طبقة من المجتمع، لكنّها تحاول الارتقاء بالمجتمع ككل إلى وضعٍ أفضل ممّا هو عليه.
وهناك عددٌ لا بأس به من المثقّفين في المنطقة العربيّة الذين يرفضون الاعتراف بالانتماء إلى هويّة عربيّة، بل هم يساهمون في إشعال الفتن الطائفية والمذهبية من خلال التنظير والتحليل لما يحدث في الأوطان والأمّة من منطلقات فئوية، وهؤلاء تجوز تسميتهم بـ»المثقّفين العرب« وإن كانوا لا يعتقدون أصلاً بالعروبة الجامعة ويناهضونها فكراً وعملاً!
من الأجدى دائماً وضع تعريف فكري وسياسي يُميّز بين »مثقّف« وآخر، وليس التعميم بسبب الانتماء لوطنٍ واحد فقط.
إذن، إنَّ سؤال: »ما العمل الآن؟« على المستوى العربي المشترك، يتطلّب للإجابة عنه وجود مثقّفين عرب يعتقدون أولاً بمفاهيم فكريّة مشتركة حول الانتماء والهويّة، وحول توصيف الواقع وأسباب مشاكله، ثمَّ سعيهم لوضع رؤية فكريّة مشتركة لمستقبل عربي أفضل. عند ذلك يمكن لهذه الفئة من »المثقّفين العرب« أن تضع الإجابة السليمة عن سؤال: »ما العمل الآن لتغيير الواقع العربي السيئ؟«.
إذن، المشكلة هي في فئة »المثقّفين« المعتقدين فعلاً بالهويّة العربيّة، والرافضين فكريّاً وعمليّاً للفصل بين أهداف تحتاجها الأمّة العربيّة كلّها، كالتلازم بين العروبة وقضايا التحرّر والديمقراطية والعدالة. المشكلة هي أيضاً في غياب التنسيق والعمل المشترك بين من هم فكريّاً في موقع واحد، لكنّهم عمليّاً وحركيّاً في شتات بل تنافسٍ أحياناً!
ولأنّ الحركة السليمة هي تلك التي تنبع من فكرٍ سليم، ولأنّ الفكر السليم هو الذي يستلهم نفسه من الواقع ليكون حلّاً لمشاكله، فإنّ سؤال: »ما العمل الآن؟« لبناء نهضة عربية شاملة يتطلّب النهوض أولاً بدور المفكّرين والمثقّفين العرب الذين يعتقدون بالانتماء للعروبة الحضاريّة.
ومن المهمّ القول إنّ النهضة العربيّة المنشودة تعني القناعة بوجود هويّة عربيّة حضاريّة مشتركة بين البلاد العربيّة، وبعلاقة خاصّة بين الثقافة العربية ومضمونها الحضاري الإسلامي، وبأنّ تحقيق النهضة يوجب الضغط على كل المستويات الرسميّة العربيّة من أجل تحقيق التكامل العربي.
والسير في خطوات الاتحاد التدريجي بين الدول العربيّة، وبأن الوصول للنهضة يتطلّب التشجيع على الحياة الديمقراطيّة السليمة في كلّ البلاد العربيّة. كما تتطلّب الديمقراطية التمييز بين أهمّية دور الدين في المجتمع والحياة العامّة وبين عدم زجّه في اختيار الحكومات والحاكمين وأعمال الدولة وسلطاتها التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


سحب قوات أم إعادة انتشار؟!
بقلم: ناجي الزعبي

ترامب.. وهيلاري.. في بازار انتخابي رئاسي أميركي كريه
بقلم: أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح-الانتفاضة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب صبحي غندور |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//