جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

كيف يبني العدو تقديراته للجبهة مع لبنان؟ | بقلم: علي حيدر
كيف يبني العدو تقديراته للجبهة مع لبنان؟



بقلم: علي حيدر  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-01-2024 - 151

يأتي التصعيد الإسرائيلي المتدرّج في جنوب لبنان على خلفية فشل إستراتيجية «الردع الفعال» التي أعلنها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، والتي أرادها لكبح حزب الله عن إسناد المقاومة في غزة، كما لفرض معادلة جديدة على حدود لبنان. وهو استعان لذلك بالولايات المتحدة علّها تجد له علاجاً سياسياً. لكنّ قادة العدو يجاهرون الآن، بأن فرص هذا المسار السياسي ضئيلة، إن لم تكن معدومة، ولذلك يعمدون إلى رفدها برسائل نارية، والتهديد بتصاعد المواجهة العسكرية في الجنوب وصولاً إلى الحرب.في المقابل، تواجه المقاومة هذه الإستراتيجية بمواقف حازمة تُجهض الطرح الذي يدعو إلى إخراج حزب الله من جنوب الليطاني، وبردود عملياتية تناسبية على الضغوط الميدانية، وهو ما عبّر عنه رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، اللواء تامير هايمن، بالقول: «نحن نرفع المستوى قليلاً وحزب الله يقوم بذلك، وكأن الطرفين يرقصان رقصة تانغو خطيرة جداً».
ومن الواضح أن الهدف من ارتقاء ردود حزب الله هو فرض معادلة بأنّ المسار التصاعدي الذي يُلوِّح به العدو سيُقابل بما يماثله. والموقف الأبرز في هذا الإطار، أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، بأن «المقاومة ستدمّر غالبية المستوطنات بالكامل إذا ما تمادوا في اعتداءاتهم»، ما ينطوي على التزام بأن تصاعد اعتداءات العدو ستواجهه المقاومة بما يناسبه في المدى والمفاعيل وطبيعة الأهداف والوسائل القتالية.
يراهن الإسرائيليون والأميركيون على أن جنوح العدو إلى الحرب لاستعادة صورة ردعه الإقليمي بعد عملية «طوفان الأقصى»، بدعم مفتوح من واشنطن، سيضع حزب الله بين خيارين: إما مواجهة عسكرية أكثر اتساعاً وخطورة، أو الاتفاق على ترتيب يعيد الهدوء إلى جانبي الحدود عبر إلغاء وجود المقاومة في جنوب الليطاني. ومن الواضح أنهم يستندون في ذلك، إلى أن إسرائيل، بعد 7 أكتوبر، باتت أكثر استعداداً لتحمل الخسائر البشرية والمادية، وإلى تقدير لدى المؤسسة الإسرائيلية بأن حزب الله غير معني بمواجهة عسكرية واسعة وصولاً إلى حرب واسعة، متجاهلين أن هذا التقدير مشروط بارتداع إسرائيل عن العدوان. كما يراهن العدو على تأثير الوضع الاقتصادي في لبنان على الحزب، ولكن موقف المقاومة الحاسم برفض أي حديث قبل إنهاء الحرب على غزة شكّل سداً أمام هذه الأوهام. علماً أن العدو، يحاول الإيحاء بأنه مستعد للمخاطرة بأمن المستوطنات الأكثر عمقاً والمدن المنتشرة في شمال فلسطين المحتلة، من أجل إعادة الشعور بالأمن إلى سكان المستوطنات الحدودية... ولكن، هل قيادة العدو مستعدة فعلاً لخوض خيار عملياتي يرتّب أثماناً باهظة من أجل طمأنة مستوطني الحدود اللبنانية؟
تجيب عن هذا السؤال أصوات وازنة داخل كيان العدو، أبرزها نائب رئيس الأركان السابق اللواء يائير غولان، الذي أكّد أن إسرائيل «لن تبعد قوّة الرضوان إلى ما بعد الليطاني، لأننا لن نفتح حرباً، ولأن حزب الله نجح في ردعنا، ولن نخوض في أي وقت حرباً مع حزب الله بمبادرة منا. هذا الأمر صعب جداً».

ينبع رفض حزب الله من أنّ وجود المقاومة في منطقة جنوب الليطاني هو حقّ وواجب، وهو من أهم عناصر القوة الردعية والدفاعية للمقاومة في مواجهة العدو، كونه يمنح المقاومة فرصاً عملياتية واستخباراتية. ولأن العدو هو أكثر من يدرك ذلك، يحاول مع الولايات المتحدة أن يسلب المقاومة ولبنان هذه الميزة.
وفي إطار الحرب النفسية، عمد العدو أخيراً إلى إعادة تعويم الحديث عن خيار الضربة الاستباقية الذي طرحه وزير الأمن يوآف غالانت والمؤسسة العسكرية في الأيام الأولى التي تلت «طوفان الأقصى»، بهدف الإيحاء بأن قيادة العدو كما لو أنها على وشك تبنّي مثل هذا الخيار. لكن، وبعيداً عن الأسباب التي يوردها العدو لسقوط هذا الخيار، فإن العامل الجوهري الرادع كان في تقدير كلفة هذا الخيار ونتائجه على المنطقة بأكملها، لأنّ رد حزب الله سيطال العمق الإستراتيجي في كيان العدو، ولأن مفاعيل «طوفان الأقصى» لن تحول دون قراره بالرد التناسبي.
صحيح أن العدو يتحرك عملياتياً في اتجاه تصاعدي مدروس، استناداً إلى تقديرات ورهانات. لكن، في لحظة الحسم، ستحضر على طاولة القرار تداعيات«طوفان الأقصى»، وحرب الاستنزاف التي تواجهه في غزة. كما ستحضر أيضاً ما ستتحمله الجبهة الداخلية. لذلك لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أن ما يستند إليه من تقديرات ورهانات ليس إلّا أوهاماً، وسيجد نفسه فعلاً أمام اختبار الواقع. لكن السؤال - التحدّي: هل سيكون الخيار العقلاني حاضراً ذلك قبل التورّط «المدروس»، أم بعد أن يتلقّى ما يناسبه؟


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//