جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

  إسرائيل تصعد في القتل والتدمير برعاية أمريكية ... واخفاقاتها تتراكم | بقلم: الدكتور أمين حطيط
  إسرائيل تصعد في القتل والتدمير برعاية أمريكية ... واخفاقاتها تتراكم



بقلم: الدكتور أمين حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
16-12-2023 - 243

من الوجهة العسكرية العملانية يمكن القول إنّ حرب «إسرائيل» على غزة، الحرب التي شنّت بعد عملية طوفان الأقصى الناجحة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة، يمكن القول إنّ هذه الحرب في جولتها الحالية دخلت في المرحلة الأخيرة منها دون ان يتشكل في الميدان أيّ إرهاصات او مؤشرات تنبئ بأنّ «إسرائيل» قادرة على تحقيق نصر ما أو صورة شبه نصر، لا بل يمكننا القول إنّ «إسرائيل» باتت في العمق مقتنعة بأنّ تحقيق إنجاز عسكري تبتغيه هو أمر متعذّر مع يقينها بأنها لن تستطيع إطلاق الأسرى ولن تستطيع تفكيك المقاومة، أما التهجير الذي تسعى إليه لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر فهو رغم كلّ الضغوط والإغراءات المتعدّدة الموارد والاتجاهات أمر ليس يقينيّ التحقق.

في ظلّ هذا الإخفاق تشعر «إسرائيل» وراعيتها أميركا بالعزلة العالميّة وبشكل غير مسبوق في تاريخها، حيث إنّ أميركا ظهرت وحيدة في مجلس الأمن الأسبوع الفائت وهي تشهر سلاح الفيتو لتسقط مشروع القرار الذي أيّدته 13 دولة من أصل 15، وهو مشروع يدعو الى وقف إطلاق النار في غزة لوقف المذابح والمجازر التي ترتكبها «إسرائيل» بحق الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين بسلاح وذخيرة أميركيّة فتاكة، كما أنّ الإضراب العالمي الشامل الذي شهده العالم بالأمس أيّ يوم الاثنين 11/12/2023 أكد على العزلة الدولية لمحور الإجرام والقتل المتشكل من «إسرائيل» وأميركا.

بيد أنّ الحركة الدولية لمواجهة سياسة الإجرام والقتل الصهيوأميركي المنفذة على أرض قطاع غزة تستمرّ في السعي لوقف آلة القتل والتدمير، والتوحّش اللاإنساني، إذ إنها وبعد أن عطلت أميركا مشروع قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن تتجه الجهود إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث لا فيتو من أحد ولا قدرة لأميركا على التعطيل، تتجه الجهود لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة ليكون هذا القرار ثمرة سريعة مباشرة للإضراب العالميّ دعماً لغزة واستنكاراً للجرائم المرتكبة بحقها ويكون أيضاً استجابة لرسالة الأمين العام للأمم المتحدة والتي استند فيها الى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة معتبراً أنّ الفعل الإسرائيلي في غزة يهدّد الأمن والسلم العالميين ويجب وقفه.

الى جانب ذلك من اللافت أيضاً ان تسجل حركة شعبية ونقابية متواصلة في الغرب للضغط على حكومات الدول هناك، والدعوة الى وقف العدوان والامتناع عن ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني بيد إسرائيلية وسلاح وذخيرة أميركية، ما يُظهر أنّ العالم قد يكون للمرة الأولى، استيقظ بهذا الشكل على حقيقة «إسرائيل» العدوانية والإجرامية وحقيقة مظلومية الشعب الفلسطيني الذي حُرم من أرضه بطرده منها ومنعه من العودة إليها رغم كل القرارات الدولية التي تنص على الحقوق تلك وفي طليعتها حق العودة.
هذا التحوّل في المشهد العالمي ضدّ «إسرائيل» وحاضنتها الأميركية، يشكّل خسارة ذات طبيعة استراتيجية لم تعرفه «إسرائيل» منذ أن اغتصبت فلسطين، حيث كانت تلعب دائماً دور الضحية المهدّدة بالسحق والرمي في البحر من قبل «جيرانها» العرب «الذين لا عهد لهم بالحضارة»، أما اليوم ومع قتل الأطفال والنساء ومع العجز عن إخفاء الجريمة انقلبت الصورة وظهرت حقيقة «إسرائيل» الإجرامية.

بيد انّ هذا الإنجاز الاستراتيجي الكبير لصالح القضية الفلسطينية ما كان ليحصل لو لم يظهر صمود وأداء أسطوري للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في غزة بشكل خاص، وكذلك الدعم والإسناد المؤثر الذي قامت به مكونات محور المقاومة من لبنان الى سورية والعراق وصولاً الى اليمن وإيران وإقدامهم على فتح جبهات المساندة التي قدّمت الدعم للصمود الفلسطيني في قطاع غزة، دعماً ينفذ على كلّ جبهة وفقاً لطبيعتها وجغرافيتها وقدراتها.

فعلى الجبهة الرئيسيّة في قطاع غزة أفشلت المقاومة الفلسطينية العدو الإسرائيلي حتى الآن في تحقيق أيّ من أهدافه المعلنة للمرحلتين المنفذتين في إطار العدوان البريّ الذي ينفذه ضدّ القطاع تحت تسمية «المناورة البرية»، بحيث انّ المسؤولين والإعلام الإسرائيلي اعترفوا بهذا الفشل صراحة، اذ قال ضابط إسرائيلي كبير سابق إنّ «حماس ظهرت في غزة إبان عملية تبادل الأسرى مرتين في مكان يُفترض انّ الجيش الإسرائيلي يسيطر عليه، وسلّمت الأسرى فيه»، أما صحيفة «هآرتس» فإنها في اليوم 65 للحرب نشرت قائلة بانّ «المناورة العسكرية فشلت في توفير شروط لصفقة أخرى لعودة الأسرى»، موقف اتخذته الصحيفة بعد ان اضطر الجيش الإسرائيلي لنشر أخبار فشل عملية تحرير أسير ومقتله هو ومن جاء لتحريره.

أما على جبهات المساندة وأوّلها جبهة لبنان، فقد تمكنت المقاومة من إنتاج واقع ميدانيّ ذي بعد استراتيجي خلط الأوراق وأدخل العدو في دوامة دفعته الى الهذيان العسكري والسياسي وإطلاق تهديدات يعرف هو قبل غيره أنه غير قادر على تنفيذها سواء في ذلك ما يطلبه من نزع السلاح وإنشاء منطقة أمن إسرائيلي بين الليطاني والحدود الدولية مع فلسطين المحتلة او تعديل القرار 1701 ليحوّل قوات اليونيفيل الى حرس حدود لـ «إسرائيل» تعمل تحت الفصل السابع أو ما يشبهه، حيث فرضت المقاومة على تلك الحدود واقعاً أمنياً يتشكل للمرة الأولى منذ العام 1948 ما أجبر «إسرائيل» على اعتماد استراتيجية دفاعية جدّية والتمركز الدفاعي الفعلي على الحدود مغادرة منطق التمركز الظاهر عند آخر متر من الحدود.

اما على جبهة اليمن فقد ارتسم مشهد ضدّ المصالح الإسرائيلية الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية، حيث انّ القوات المسلّحة اليمنية وفي بيانها الأخير المتضمّن منع مرور أيّ بضاعة او خدمات لـ «إسرائيل» على متن أيّ سفينة تعبر بحر العرب او مضيق باب المندب او البحر الأحمر ما يعني فرض حصار من الجنوب يحاصر الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، في فعل له من الدلالات الاستراتيجية التي تفسّر بأنه خسائر كبرى تلحق بـ «إسرائيل» لجهة تقليص مجالها الحيوي الاستراتيجي وحرمانها من ممرّ مائي هامّ لاقتصادها واتساع مسرح العمليات المقاوم الذي يواجهها.

يبقى أن نتوقف عند الجبهة العراقية السورية ضدّ القوات الأميركية وهذه الجبهة التي تحركت بشكل فاعل ضدّ القواعد العسكرية الأميركية في الدولتين وطرحت مصير تلك القواعد على بساط البحث بشكل جدّي، طرح سيفضي ولو بعد حين إلى خروج هذه القوات من الدولتين مع ما يشكل خروجها من ربح لمحور المقاومة وخسارة لأعدائه وفي طليعتهم «إسرائيل».
في المحصّلة نستطيع القول إنّ «إسرائيل» وبقيادة أميركا، ورغم كلّ ما تمارسه من جرائم وارتكابات وحشيّة في قطاع غزة وما تهدّد به خلال الأسابيع المقبلة، ليست في وضع يمكّنها من القول بأنها حققت نصراً أو شبه نصر، بل المؤكد الذي لا يناقش فيه خبير عاقل موضوعيّ أنها تتحرك وتحصد الإخفاقات وتراكمها على الصعيد الاستراتيجي والعملاني والسياسي والاقتصادي خسائر نذكر بعضها كالتالي:

1 ـ خسرت في لعب دور الضحية المحاصَرة من قبل أعداء يريدون رميها في البحر وظهرت بأنها الجلاد المجرم الذي يتلذذ بارتكاب جرائم الإبادة الجماعيّة والقتل والتدمير والتهجير.

2 ـ خسرت صورة الدولة الحضارية القوية ذات الجيش الذي لا يُقهر والذي يوحي بالثقة ويؤمّن الأمن للمستوطنين، وظهرت بأنها كيان يملك وسائل القتل والتدمير ولا يتقن القتال ولا يقدر على الربح في مواجهة مقاومة نازلتها في حرب لا متناظرة من الجيل الرابع كبّدتها فيها خسائر بشرية ومادية ومعنوية جسيمة غير مسبوقة.

3 ـ خسرت عندما تقلص فضاؤها الاستراتيجي الحيوي في الجنوب وعندما تجرأت حكومة اليمن في صنعاء على فرض حصار اقتصادي عليها يحاصر حصارها لقطاع غزة.

4 ـ خسرت عندما دفعت هي وأميركا الى عزلة عالمية تعيشها للمرة الأولى في حياتها.

في مقابل تلك الخسائر الجسيمة لم تحقق «إسرائيل» شيئاً من أهدافها باستثناء القتل والتدمير وارتكاب الجرائم التي ستكون يوماً ما محلّ ملاحقة لمسؤوليها على المستويين السياسي والعسكري باعتبارهم مجرمي حرب، فـ «إسرائيل» أتقنت كيف تخسر وأخفقت في تحقيق شيء من ربح يُعتدّ به، ما جعلها تنتقم لخيباتها بتصعيد القتل والتدمير، ولذلك تطلب الوقت الإضافي، وتمدّها أميركا به مؤملة بان تفتك بصمود أهل غزة فيهجرون القطاع ويهدونها نصراً تطمئن اليه، وهو امر لن يحصل في ظلّ إرادة فلسطينية فولاذية ورفض مصري قائم


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//