جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

إيران ومعادلات الشرق الأوسط.. “الأزمات” تتحول إلى “فرص” | بقلم: محمد صالح صدقيان
إيران ومعادلات الشرق الأوسط.. “الأزمات” تتحول إلى “فرص”



بقلم: محمد صالح صدقيان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
10-12-2023 - 219
تُقدّم طهران وموسكو نموذجاً للفواعل الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة في كسر الأحادية القطبية المُهيمنة على الواقع الدولي منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ومن يقرأ زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الحالية إلى موسكو يلمس أنها تصب في هذا الإتجاه.. وحتماً ستكون لها انعكاساتها في ساحة الشرق الأوسط الأكثر خطورة وحيوية في هذه المرحلة. 
 
كشفت تطورات ما بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن عديد العوامل المؤثرة في السياسة والأمن في منطقة الشرق الأوسط؛ إضافة إلی أنها أعادت التفكير بضرورة وضع حد للأزمات والتوترات التي تعصف بالمنطقة منذ عقود طويلة وأثّرت علی خطط وبرامج التنمية كما علی المستقبل السياسي لمنطقة انتظرت في برهة من الزمن “الشرق الأوسط الجديد” وما بعدها “صفقة القرن” وقبلها “حل الدولتين” وهي حبلی بمشاريع ومخططات تبحثها غرف الفكر والسياسة في مراكز الأبحاث الدولية والإقليمية من دون أن يكون هناك بصيص أمل يُنقذ هذه المنطقة من عثرات السياسة والقوة. 
 
لا نُجافي الحقيقة إذا قلنا إن الولايات المتحدة وإيران فاعلتان في العلاقات الدولية، بسبب امتلاكهما عناصر قوة ولو أنها غير متناسبة، دولياً وإقليمياً. إن معادلة السياسة والقوة في منطقة الشرق الأوسط ليست ممكنة ومفهومة من دون الأخذ بالاعتبار التكتلات الأمنية الإقليمية حيث ساهم اللاعبون الإقليميون في خلق مستوی من معادلة القوة والمنافسة في هذه المنطقة. 
 
وتُعتبَر إيران أحد اللاعبين الفاعلين في المجال الجيوسياسي في هذه المنطقة المقيمة علی رمال متحركة منذ عقود. بالمقابل، تُعتبر الولايات المتحدة القوة الرئيسية في النظام الدولي، وهي تحاول تثبيت موقعها في الشرق الأوسط، وبذلك تُوفّر الأساس للسيطرة على آليات القوة في مجالي الطاقة والأمن الإقليميين. مثل هذه المنافسة تؤشر علی تنامي الأزمات والتوترات خصوصاً أن إيران تعتبر نفسها قوة إقليمية قادرة على المساهمة في حفظ الأمن الإقليمي ولها مصالح جيوسياسية وجيواستراتيجية يجب أن تُأخذ بالاعتبار في أي نظام إقليمي أو ترتيبات أمنية تخص المنطقة. 
 
أمريكياً؛ فإن منطقة الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا كانت منذ تسعينيات القرن الماضي مجبولة بالأزمات والتهديدات والفوضى والمواجهة الجيوسياسية من قبل جهات فاعلة إقليمياً ودولياً ولا سيما في الحقبة التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق 2003. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة حاولت دائمًا لعب دور متوازن في البيئة الإقليمية، إلا أن ظهور جهات إقليمية ناشطة وغير منسجمة مع الخطط الأمريكية، أدى إلى تفاقم أزمات المنطقة وتصعيدها. لذا؛ حاولت الولايات المتحدة إدارة الأزمات والسيطرة عليها في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وغرب آسيا وذلك من أجل الحيلولة دون أي تداعيات تمس بالمصالح الأمريكية في المنطقة.. وأيضاً منع نشوب أزمات جديدة في فضاء إقليمي متأزم أصلاً لا بل متوتر.
 
وفي موازاة ذلك، حاولت الولايات المتحدة توريط إيران في مناطق التوتر من خلال استخدام نموذج “التوازن الناعم” لإشراك هذه الدولة الإقليمية في محاولة ضبط بعض الساحات، في مواجهة ظاهرة الحركات المتطرفة والمتشددة التي سطع نجمها غداة العام 2003؛ لكن إيران فضّلت تشكيل ائتلاف تكتيكي مع روسيا في مواجهة هذه الحركات بدءاً من الساحة السورية، خصوصاً أن السياسة الأمريكية قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر وبعدها، كانت مسؤولة إلى حد كبير عن انفلات عقال هذه الحركات، وبالتالي ظهور تحديات أمنية إقليمية ساهمت في تمدد إيران التي حاولت ملء الفراغ الأمني في عدد من الساحات ولا سيما في العراق. وعلی الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عمل بدءاً من العام 2017 لخلق معادلة قوة جديدة في المنطقة لكن الظروف الأمنية كانت تسير عكس ما كانت تخطط لها الإدارة الأمريكية حينذاك. 
 
إيرانيا؛ قامت طهران بتحسين موقعها الإقليمي في عام 2010 وما بعده، حيث وضعت الأمن الإقليمي علی “أجندتها” الجيواستراتيجية واعتبرت الأمن في العراق وسوريا جزءاً لا يتجزأ من أمنها القومي ولطالما تعاملت معه علی هذا الأساس. إلا أن الولايات المتحدة بالتنسيق مع عدد من الدول الغربية حاولت تعديل موازين القوی في البيئة الإقليمية لغير مصلحة إيران وأمنها القومي. لقد ساهمت الولايات المتحدة ومعها دول أوروبية في دعم جماعات متطرفة ومتشددة، غداة ما يُسمى “الربيع العربي”، مما جعل البيئة الأمنية الإقليمية في الشرق الأوسط تواجه المزيد والمزيد من الأزمات؛ في الوقت الذي وضعت إيران الإستقرار الإقليمي في صلب أهدافها الإستراتيجية. وقد ركّزت إيران علی قوتها الاقليمية في الوقت الذي عملت علی خلق حالة من التوازن بين “الميدان” و”الديوان” (الديبلوماسية) بطريقة معقدة وشائكة تعزيزاً لدورها الإقليمي من دون التورط المباشر وتزامناً مع سعيها لإيجاد تحالفات متعددة الأطراف هدفها إشراك جهات فاعلة دولياً وإقليمياً في حماية منظومة الإستقرار الإقليمي. وفي نهاية المطاف؛ استفادت إيران من سياسة المصالحة الإقليمية والتعاون الدولي لإدارة الأزمات. وعلى أساس هذه الفكرة، تمت إعادة صياغة علاقات إيران مع الدول الخليجية علی أسس التعاون والتفاهم واحترام المصالح. ففي الوقت الذي الذي سعت فيه للإنفتاح علی السعودية باعتبارها دولة محورية ولاعباً مهماً في العالم العربي والمنطقة؛ توجهت نحو روسيا والصين اللتين دعمتا سياسة التعاون البنّاء من أي جهة أتت.
 
لقد تمكنت إيران من خلق الأرضية اللازمة للتعاون التكتيكي مع قوى كبری كالصين وروسيا من أجل خفض منسوب الأزمات والتوترات في المنطقة من خلال إيجاد قواسم مشتركة للتعاون البنّاء المتعدد الأطراف في البيئة الإقليمية. وهناك بُعد آخر لسياسة إيران الإقليمية، وهو التعددية الدولية الرامية إلى حل التحديات المرتبطة بقدرات إيران النووية. 
 
وعلی الرغم من أن الرئيس ترامب حاول تحجيم إيران إلا أنها تصدت لمحاولات عزلها إقليمياً، سياسياً وأمنياً؛ لا بل قامت بتحسين قدراتها وتعزيزها إلى حد بناء نموذج جديد من الديبلوماسية استناداً إلى تجارب الماضي وسياسات القوة. ويمكن اعتبار الديبلوماسية النووية الإيرانية بُعداً آخر في سياسة إيران الإقليمية؛ حيث نجحت باعادة صياغة مفاوضاتها النووية عبر التوازن الدقيق بين الميدان والديبلوماسية لتحقيق أوسع قدر من المكاسب الجيوسياسية والجيواستراتيجية


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//