جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

الصدمة الزلزال التي لم تتوقعها «إسرائيل» منذ تأسيسها! | بقلم: الدكتور عدنان منصور
الصدمة الزلزال التي لم تتوقعها «إسرائيل» منذ تأسيسها!



بقلم: الدكتور عدنان منصور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-12-2023 - 165

منذ أن كشف ثيودور هرتزل عن «المهمة الحضارية» للحركة الصهيونية عام 1896 بقوله:
«بالنسبة لأوروبا سننشئ هناك (فلسطين) الجدار في وجه آسيا، وسنكون في المقدمة حراساً للمدنية في وجه البربرية»، بدأت تنشأ علاقة وثيقة، ومصالح مشتركة بين الحركة الصهيونية ودول الاستعمار، إذ انّ اليهود سيتوصّلون الى الإمساك بالمراكز الرفيعة الحساسة والمؤثرة، في المؤسسات السياسية، والاقتصادية، والمالية، والتجارية، والفكرية، والإعلامية في العديد من دول أوروبا وأميركا، لا سيما تلك التي تمسك بدفة الأمور في العالم، نظراً لما تمتلكه من قوة عسكرية وإمكانات اقتصادية ومالية هائلة. إن المصالح المشتركة بين الصهيونية السياسية والنظام الاستعماري، أدّت الى تأسيس الكيان الإسرائيلي عام 1948، وإحاطة هذا الكيان في ما بعد برعاية كاملة، ودعم مالي وعسكري، وتأييد سياسي ودبلوماسي، وإعلامي لا نظير له.
بعد تأسيس الكيان الإسرائيلي، كان للوبيات اليهودية في أميركا وأوروبا دورها الكبير في خدمة «إسرائيل» ومصالحها، بعد أن تمكنت من التغلغل داخل المؤسسات السياسية، والحزبية، والمالية، والإعلامية، والنقدية، والعسكرية، وتعزّز من نفوذها الكبير على صنّاع القرارات، لتصبح هذه المؤسّسات على الدوام في خدمة مصالح «إسرائيل»، دون تردّد أو تباطؤ. وكلّ من يجرؤ من المسؤولين في الغرب، مهما كان موقعه، على تجاهل مصالح «إسرائيل» أو انتقاد سياساتها، أو اتهامها، أو اتخاذ قرار ضدها، سيلقى الردّ الصارم من لوبياتها المتربصة بأيّ مسؤول يجرؤ على اتخاذ قرار ضدّها، ما سيدفعها الى التشهير به، واتهامه بمعاداة السامية، وأكثر من ذلك، اللجوء الى ممارسة الضغوط على الجهات المختصة بغية تأديبه وإبعاده عن وظيفته أو طرده، لجعله عبرة لمن يتجرأ مستقبلاً على انتقاد او كشف السياسات الإسرائيلية. وإذا كان في موقع المسؤولية، داخل الحكومة، أو السلطة التشريعية، وأبدى عن رأيه، وصوّت خلافاً لما تريده «إسرائيل» لجهة المسائل التي تتعلق بها، فحساب لوبياتها معه سيكون عسيراً، إذ ستعمل على محاربته وإسقاطه بشتى الطرق في الانتخابات التشريعية.
هكذا كان حال ادلاي ستيفنسون، ووليام فولبرايت، وبول فندلي في الولايات المتحدة، وغيرهم كثر في أميركا وأوروبا.
سيطرة اللوبيات اليهودية على وسائل الإعلام الغربية والتحكم بتوجهاتها، وبث الأخبار الملائمة لها، جعل «إسرائيل» تحظى بتأييد ودعم غربي مطلق لسياساتها منذ عام 1948، مع ترويجه وتوصيفه لها على أنها «واحة الحضارة، والديمقراطية،
والحرية في الشرق»، وهي في مواجهة التخلف، والبربرية، وعداء شعوب المنطقة لها.
كان لمواقف الحكام، والمسؤولين، والسياسيين، والإعلاميين، ومؤسسات الصحافة، والتلفزة، والإذاعات، ومراكز الأبحاث، والمنتديات الفكرية والثقافية، ووسائل التواصل الاجتماعيّ على اختلاف أنواعها، أن جعلت من التأييد الجارف لـ «إسرائيل»، في كلّ ما تقوم به، تأييداً عفوياً، نتيجة تأثير البروباغندا الداعمة والمؤيدة لها الى أقصى الحدود. بروباغندا روّجتها شخصيات حكومية، وتشريعية، وسياسية وإعلامية، أكانوا من الموالاة أو المعارضة.
هكذا حظيت «إسرائيل» وحروبها دائماً بتأييد ودعم رسمي وشعبي غربي دون تحفظ، إزاء ما تقوم به من احتلال واعتداءات، وتطهير عرقي، وتمييز عنصري.
في عدوان «إسرائيل» الأخير على غزة، سقطت لأول مرة، الصورة المزيّفة لـ «إسرائيل» في العالم، وسقط معها التضليل الإعلامي للغرب، ونفاق زعمائه وسياسيّيه، وانحراف أخلاقيتهم الوظيفية وانحيازهم الأعمى، بعد أن ارتضوا أن يكونوا تحت سطوة ونفوذ وتهديد، وتخويف اللوبيات اليهودية لهم. لقد سقط وهم شعوب الغرب التي رأت في دولة الاحتلال «واحة الديمقراطية والحرية»، بعد أن انكشفت حقيقة دولة العدوان التي ظلت تضلل العديد من شعوب العالم في أوروبا وأميركا واستراليا وآسيا، على أنها مهدّدة ومطوّقة بالأعداء على الدوام.
بثورة الاتصالات، وأجهزة التواصل الاجتماعي، والتحرر من انحياز وأكاذيب وتضليل وسائل الإعلام المختلفة، التي تعمّدت تشويه الحقيقة، ونقل الصورة المعكوسة نتيجة هيمنة اللوبيات اليهودية عليها، وتوجيه مسارها، سقط قناع دولة الإرهاب أمام أنظار العالم، بعد عقود من قيام «إسرائيل»، ومعها حكام، وسياسيو، وزعماء الغرب وأحزابه، وأعضاء مؤسساته التنفيذية والتشريعية، وأنديته الفكرية، والأدبية، والبحثية، بغسل دماغ الشعوب الغربية، وجرّها إلى حيث يريدون، كي تكون في خدمة سياسات» إسرائيل» ومصالحها. إلا أنّ عدوان «إسرائيل» وإبادتها الجماعيّة لسكان غزة، أيقظت شعوب الغرب على الحقيقة الدامغة، بعيداً عن مروّضيها، ومضلليها، الخاضعين لنفوذ اللوبيات اليهودية وهيمنتها، وأوامرها، وسطوتها.
هذه الشعوب لن تأخذ مستقبلاً بالمواقف المبنيّة مسبقاً على تظريف «إسرائيل»، بعد أن عرفت حقيقتها العدوانية، وما ترتكبه باستمرار من تطهير عرقي وجرائم ضدً الإنسانية بحق الفلسطينيين، تكشف صورها الفضائيّات العديدة، ووسائل التواصل الاجتماعي.
لم تعد المعلومة أو الخبر محصوراً ومصادراً، ومزيّفاً، ومغطى من قبل الحكام، والسياسيين، ومؤسسات الإعلام المنحازة، الذين يشوّهون الحقيقة، ويدورون في فلك اللوبيات اليهوديّة، يعبّرون عنها، وهم يبثون المعلومات الكاذبة المضللة عمداً، ويروّجون بكلّ وقاحة لدولة العدوان.
لقد شاهدت شعوب العالم بأمّ العين، ما تقوم به «إسرائيل» من جرائم همجية ضدّ الإنسانيّة، وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين، ما جعل ضميرها يستفيق، فانتفضت، وغضبت، وتظاهرت، وندّدت بـ «إسرائيل» وعدوانها الوحشي، بعد أن تبيّن لها، حقيقة هذه الدولة العنصرية المارقة.
مَن كان يتصوّر أنّ التظاهرات الضخمة المندّدة بالعدوان الإسرائيلي، والداعمة لفلسطين ستجتاح شوارع الولايات المتحدة، وبريطانيا التي أنشأت الكيان، وفرنسا التي منعت التظاهر، وإسبانيا، وبلجيكا، واليونان، وسويسرا، وإيطاليا، واليابان، وكندا وغيرها من دول العالم؟!
للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تظفر فلسطين بعطف وتأييد شعوب الغرب بهذا الحجم، وتلقى منها دعماً وتأييداً جارفاً لا نظير له، وصوتها يصدح مطالباً بحرية فلسطين، وحقوق شعبها، وإسقاط «إسرائيل». هذا الدعم والتأييد لم يتوقعه مطلقاً الفلسطينيون، وبالذات العدو الإسرائيلي الذي تفاجأ بالطوفان الشعبيّ الأوروبيّ والأميركيّ المندّد بـ «إسرائيل» وقادتها، وجرائمها البربرية.
لم تعد «إسرائيل» بعد حربها على غزة، كما كانت عليه قبل العدوان. الزمن تغيّر، وضمير شعوب الغرب استيقظ على الحقيقة الدامغة. هنا تكمن أهمية صمود المقاومة الفلسطينيّة والإنجاز التاريخيّ، والسياسيّ والمعنويّ والإعلاميّ الذي حققته في طوفان الأقصى.
شعوب الغرب بعد اليوم، لن تنطلي عليها مواقف حكامها المنحازة، ولا أكاذيب العدو. فالصورة المزيفة التي رسمتها «إسرائيل» لنفسها منذ تأسيسها، تمزقت على أرض غزة، ولن تستطيع بعد اليوم ترميمها.
إنه زمن فلسطين في عالم متحوّل، تتراجع فيه شعوب الغرب عن تاييدها الأعمى لدولة الاحتلال، بعد أن أزالت بنفسها الغشاوة عن عيونها، وبانت لها مدى الجرائم الهمجية للكيان العنصري.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//