جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

بين حصار الحواضن وتوسيع الجبهات | بقلم: بشار محي الدين المحمد
بين حصار الحواضن وتوسيع الجبهات



بقلم: بشار محي الدين المحمد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-11-2023 - 193

يواصل الكيان الصهيوني دراسة خياراته المتبقية من عدوانه على الشعب الفلسطيني في غزة، عبر دراسة سيناريوهات لم ولن تتحقق لأنه لم يستطيع تدمير المقاومة أو كشف خططها وأسرار قوتها حتى اللحظة، بل يمارس سياسات الهروب نحو الأمام وترك الخلف كما هو، ويناقش مع خياله الخصب التوسعي سيناريوهات ما بعد المقاومة أو ما بعد حماس لكنه لم يتخطاها بعد.
وأمام ذلك يسعى العدو الإسرائيلي جاهداً للبحث عن مشهد يمكنه فبركته لكي يزيل بعض من وصمات العار اللاصقة في جبينه والتي تزداد منذ عدوانه الفاشي على قطاع غزة، متخبطاً بين دماء شهدائها وصيحات أطفالها ونسائها، ومنقاداً خلف حكومة يقودها أناس يوصفون بالمجرمين من أبناء جلدتهم أنفسهم، وبالتالي فإن شعب غزة ومحور المقاومة وكل العرب في مرمى خطوات عدوانية غير مسبوقة ترسم لهم، ولا يمكن تخيل مدى البشاعة التي قد تصلها تلك الخطوات، ولا يكمن الحل إلا في التصدي لها عبر وحدة الساحات وقواعد اشتباك تتناسب مع فداحة المخطط له.
إن همّ هذا الكيان الآن تبرير وحشيته أمام المجتمع الدولي الذي ثار غربه قبل شرقه ضدّ ممارساته- كهدف أول- ورأينا جيش حربه منذ أيام وهو يقصف محيط مشفى الشفاء بغزة ويحاصره دون أن يقتحمه أو حتى يدمره – وذلك لن يصعب عليه لطالما دمّر مشافٍ قبله- تاركاً مرضاه يموتون الواحد تلو الآخر وجرحى النازحين في باحاته يحتضرون ويموتون أيضاً في المشهد ذاته من نقص ونضوب كل شيء، ويكتمل المشهد بصور أطفال الحاضنات وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة دون غذاء أو دواء، في وقت نطالع فيه ترهات الناطق باسم جيش حربه أفيخاي أدرعي يلوم وزارة الصحة الحمساوية "على حدّ تعبيره" لرفضها الحصول على مساعدات السولار الإنسانية، عارضاً في الوقت نفسه صوراً كاريكاتورية مستفزة لشهيد المقاومة أحمد ياسين الذي ما زال يشكل رعباً في ذاكرتهم السمكية العفنة، ويتجدد مع كل قذيفة من نوع "الياسين" تحطم دباباتهم التذكير بأن دمه ما زال يرسم الشعار بأن "دخول غزة لن يكون نزهة" حتى لو جرى على دبابة تم تطويرها بإضافة دروع وزنها أكثر من عشرة أطنان على دبابة القتل الأمريكية "أبرامز" لتصبح بأطنانها الستين تابوتاً جماعياً لكل من يحاول أن تطأ قدميه بساط مقدسات المقاومة سواء في غزة، أو من قبلها جنوب لبنان، أو في أي مكان يمكن أن ترتكب فيه الحماقات الصهيونية.
وفي سياق الهدف الأول نستقرئ أن "إسرائيل" تعمل جاهدةً على تدبير فبركة في ساحة أو محيط أو ربما تحت هذا المشفى لتثبت مزاعمها بأنه مقرّ لحكومة حماس أو لأسلحتها، وأن حصارها لحاضنات الأطفال لم يكن عملاً وحشياً بل "دفاع" عن أبرياء بني صهيون الغزاة، كما تحاول تبرير الدمار الذي تصاعد أكثر فأكثر مع تزايد مطالبات أهالي أسرى العدو لدى المقاومة وانضمام الشارع الأمريكي لهم في ضمان سلامة أسراهم واستعادتهم لأنهم باتوا يموتون مع عمليات القصف الصهيونية غير الآبهة بهم حتى اللحظة.
أما الهدف الثاني الذي يجول في بال حكومة العدو المتطرّفة حالياً هو البحث عن أنموذج سلطة لا حول له ولا قوة يمارس الحكم نيابةً عنهم في غزة والضفة الغربية في آن معاً، بالتزامن مع رسائل "أدرعي" لأهل غزة مطالباً إياهم بالنزوح نحو جنوبها بحجة أنها مناطق آمنة في وقت لا توفر "إسرائيل" جهداً في قصف شمال أو وسط أو حتى جنوب غزة، بالتوازي مع اقتحامها الضفة رغم عدم وجود نموذج حمساوي فيها، إذ تقتل أبنائها وتدمر منازلهم وتحولها إلى ثكنات العسكرية دون أدنى ذريعة أو حجة، ولا تبرير لذلك سوى ما تفكر به "إسرائيل" من فرض أنموذجها الذي تتوهم أنه "أصبح قاب قوسين أو أدنى" لتتمكن من تمرير سياساتها في تصفية القضية الفلسطينية بطرق أقل عاراً وقتلاً ودماراً.
وفي وسط جعجعة العدو الصهيوني المستمرة دون طحين أو فائدة، ينشط على هدفه الثالث، والذي يتضمن إعادة إنعاش مسعاه في توسيع الجبهات بأي وسيلة، وجر المنطقة إلى حرب كبرى تمكنه من التفرّغ دون ملامة لتصفية شعب غزة بعد فشل سيناريو التهجير ومواجهته من المقاومة ومن الدول العربية في آن معاً، وبعد استفزازه لسورية وإيران، وبعد حكمة ووقار خطاب السيد حسن نصر الله قائد المقاومة الوطنية اللبنانية، وما انتهجه من إتباع قواعد الاشتباك المتدحرجة مهما زادت حماقة العدو، حيث لاحظنا أن العدو تعمد قصف محيط مشفى الشفاء مستغلاً الأبرياء كرهائن لإشعال الغضب بأي وسيلة كانت، ومع ذلك تواصل المقاومة خطواتها المتناسبة مع حجم الاشتباك، وتتصيد الأهداف ومراكز التجسس الصهيونية، وتخلي المستوطنات وتسبب الهلع لكل صهيوني حاقد، وتظهر أسلحتها الجديدة ومسيّراتها بشكل تدريجي يتناسب ودراسة واقع المعركة، مهما علا صوت المشككين والمطالبين بالحرب سواء عن حسن أو سوء نية، فالمقاومة هدفها بالنهاية تحقيق النصر على العدو لا الاستجابة لاستفزازاته ومساعدته في نيل مطالبه الشيطانية، والمقاومة أكدت وتؤكد أن عيونها على الميدان.

 


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//