جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

سورية و العداء الدائم و القديم للكيان | بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم
سورية و العداء الدائم و القديم للكيان



بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
08-11-2023 - 247

بالأمس القريب و القريب جداً كانت سماء سورية حصناً منيعاً و حمىً حراماً لا يتجاوزه عدوٌّ و لا يتخطاه أجنبي. سنوات و الكيان على حدود سورية لم يفكر و لو للحظة اختراق الأجواء السورية و كانت قواعد الدفاع الجوي جنوب دمشق تتأهب لمجرد اقلاع طائرة واحدة من مطارها في فلسطين المحتلة و تتفعل الرادارات للدرجة الحمراء فماذا جرى؟ و لماذا تطاول العدو و الذي إن لم يكن منفذ مجزرة الكلية العسكرية مباشرةً فبصماته خلفها لامحال من خلال حفنة من العملاء الذين باعوا الوطن و خانوا الدين فجزءٌ منهم عميل تركية و حلفائها و الآخر عميلٌ للكيان و حلفائه.

موقف سورية من (الكيان) حتى بداية الأزمة السورية:

لقد فاجأ حافظُ الأسد (الكيان) والعالم بحربه في أكتوبر و ضرب العدو في مقتل بعد ثلاثة أعوام فقط من توليه الحكم في سورية و أوجع العدو بحربه فأصبح الأسد الأب على قائمة أشرس الأعداء للكيان على مستوى المنطقة. استطاع الصهاينة ترك حافظ الأسد وحيداً بعد إيقاف السادات للحرب على الجبهة المصرية و دخوله في اتفاقٍ أشبه باتفاق الإذعان من خلال توقيعه لكامب ديفيد التي صارت وصمة عار في جبين السياسة المصرية و أخرجت مئة مليون مصري من معادلة المواجهة مع الكيان الصهيوني و بهذا خسر الأسد الجولان الذي لا يزال يرزح تحت نير المحتل الغاصب سليباً بعيداً عن الوطن الأم. و تهاوى العرب بتطبيعهم مع الكيان من خلال وادي عربة و أوسلو و غيرها من الاتفاقية المذلة للأمة و التي تعد خيانةً لا تغتفر للقضية الفلسطينية و للأمة كلها. لم يسلم حافظ الأسد و لم يوقع إلا باستعادة الجولان و طبرية و كل المحاولات القديمة و الحديثة و حتى محاولات الوساطة التركية مع ايهود أولمرت و محاولات واشنطن مع نتنياهو لاستقطاب بشار الأسد باءت بالفشل و كل حل مطروح لا يرد الجولان و طبرية مرفوض و يعتبر كفراً في السياسة السورية. تهديدات أمريكا بتدمير سورية لم تتوقف أولها تهديد كولن باول إبان الحرب الأمريكية للأسد صراحةً في دمشق و محاولة إلصاق تهمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري بسورية و عزل سورية دولياً و حتى اقليمياً و لكن موقف سورية كان ثابتاً راسخاً كالجبال و تجلى باحتفال الأسد بنصر تموز عام ٢٠٠٦م و وقوفه إلى جانب المقاومين في كل حدث بكل فخر و صراحة. و لهذا كانت الخيارات مطروحة و مع بدء الربيع العربية تم إعداد خطة ضرب الداخل السوري جاهزة و الأذرع الأمريكية الخارجية أعني الإقليمية منها و كذلك الأذرع الداخلية الرخيصة التي قبضت الآلاف و الملايين من الدولارات باعترافات مشغليهم و آخرها كلام رئيس وزراء قطر الأسبق الذي أعطى وصفاً دقيقاً و شهادةً تاريخيةً لما حدث و ما قام به هؤلاء العملاء و ثمن كل منهم.

الربيع العربي و استغلاله لخدمة (الكيان):

في ٢٠١١م بدأت المظاهرات في سورية و خُيِّل للعالم أنها مطالب محقة لشعب سورية لكن سرعان ما بدا للجميع صدق الرؤية الرسمية السورية للموقف و سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى السلاح و الحرب الممنهجة التي طالت كل شيء في هذا البلد. بينما هناك حراك شعبي حافظ على سلميته في أكثر من بلد و لايزال حتى اللحظة كذلك. و إن مايثبت أن الأمر كان مدبّراً من عدوٍّ بليل عدد شهداء الجيش و القوى الأمنية و الرديفة منذ بدء الحرب و وجود السلاح بيد المسلحين و الذي شهده كل العالم و هذا من وسائل إعلامٍ داعمةٍ لهم. البداية كانت من الجنوب فلماذا اختاروا درعا؟ لماذا لم تكن من حماة أو من حلب؟! أما درعا فمعظم موظفي الخارجية السورية منها و عدد من رجال الأمن و الضباط الكبار كانوا منهاو لم تكن يوماً مهمشة أو مظلومة فمنها محمود الزعبي أحد أهم رجال حافظ الأسد و رئيس وزراء سورية و منها فاروق الشرع و فيصل المقداد و وائل الحلقي و الزامل و رستم غزالة و غيرهم فماذا كان ينقصهم و أركان من صلب الدولة من محافظتهم؟ لقد اختار الأمريكيون و الصهاينة المكان بعناية و خبث لضرب أمن البلاد و المنطقة و ضرب دمشق في مقتل و منذ اللحظات الأولى لما يسمى (بالثوار) هاجموا كتائب الدفاع الجوي و لم يكن فيها سوى أنظمة الرادار و نظم صاروخية موجهة للجبهة أي للكيان الغاصب و مضادات للطائرات فما خطرها و لماذا دمروها و تلك الفيديوهات على أقنية عربية و أجنبية تشهد على تفكيك نظام الدفاع الجوي السوري و تخريبه بعناية وفق خرائط دقيقة أحدثت ثغرة كبيرة في نظام الدفاع الجوي السوري و من أين لمجموعة من المسلحين الذين لا خبرة لهم بالميدان و خرائطه و توزع كتائب الدفاع الجوي و الصواريخ هذه المعلومات؟ إنه الكيان الصهيوني يا سادة لا أحد غيره. بتفكيك منظومة الدفاع الجوي أصبحت الأجواء مفتوحةً للكيان الذي يتطاول على السيادة السورية بين الحين و الآخر بينما يتوزع الجيش العربي السوري جنوباً صوب البادية لدرء خطر فلول داعش و شرقاً على حدود المنطقة التي يحتلها الأمريكيون شرق الفرات و أما الشمال الذي تحتله تركية و الذي لا تتوقف عملياته الاستفزازية واستهدافاته المتكررة لمقاتلي الجيش العربي السوري و لعل آخرها و أشدها كان مجزرة الكليّة الحربيّة بحمص و التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء العسكريين و المدنيين و لايزال الجرحى حتى اللحظة في مستشفيات حمص و اللاذقية و حماة و غيرها. تواجه اليوم سورية ثلاثة جيوشٍ مدعمة بعملائها ففي الجنوب يقبع القيان في الجولان السليب و في الشرق يسلب الأمريكيون شعبَ سورية و نفطهم نهاراً جهاراً و يخدمهم عملاؤهم من قسد الذين خانوا الله و الوطن و الشعب بعمالتهم، و أما الشمال فإن الجيش التركي المدعوم أمريكياً و أوروبياً يحتل شمال سورية بدعمٍ من أكثر المسلحين تشدداً و الذين يتصدرون قائمة الإرهاب كالنصرة و غيرها من العملاء الأذلاء فأي دولةٍ يمكنها مواجهة هذه الجيوش ناهيك عن أشد العقوبات الاقتصادية فتكاً و التي وصلت للدواء و الغذاء فهل مرّ على تاريخ العالم و المنطقة دولةٌ تعاني ما يعانيه السوريون؟ ثلاثة محتلين من أقوى الجيوش في العالم و الآلاف من العملاء الذين يأتمرون بأمر المحتل و عقوباتٌ تعد الأقوى إقليمياً و الرابعة دولياً. و حتى هذه اللحظة لم ينتهِ حجم الحقد للكيان الغاصب لهذا البلد المقاوم و إخراجه المتكرر لمطارات سورية عن العمل أكبر دليلٍ على خوف هذا الكيان من سورية الجريحة المصابة التي لا تقل جراحها عما تعانية غزة اليوم.

سورية و (الكيان) و ما يجري في غزة اليوم:

لقد التزمت سورية بقضية فلسطين من دافع أخلاقي و قومي و ديني كقضية أساسية لا يمكن المساومة عليها أبداً و بذلت سورية في سبيلها الكثير و لو لم تكن سورية دوماً جزءً من داعمي المقاومة لما رأينا كل فصائلها في دمشق التي تعاني من كل شيء و هذا إن دلّ فإنما يدلّ على أن سورية في قلب الحدث و لها دورها في المحور الذي لا يمكن لغيره القيام به و أنها تقوم به على أكمل وجه في هذه المعركة و ما قام به الأبطال في غزة كان نتاج تكافل للجهود و تظافرها في سبيل ضرب الكيان في عمقه و تغيبر ثوابت معادلة الرد و المقاومة في فلسطين المحتلة. و أما موقف سورية الثابت من المعركة مع العدو ثابتٌ كالجبال و قلب كل سوريّ معلقٌ بالأقصى و أفئدتهم تتفطر لما يجري في غزة الصمود التي أعطت و تعطي دروساً في الشرف و البطولة لكل العالم.

شعبٌ يعاني بسبب جرائم الإرهابيين و جيوش المحتلين و حالهم لا يقل سوءً عن حال غزة فالكهرباء معاناةٌ ليس مثلها معاناة و أما المحروقات فبيد الأمريكي المحتل حالها حال محروقات غزة و أما الوضع الإقتصادي فهو الأسوأ في تاريخ سورية و الحصار في سورية لا يقل عن حصار غزة ألماً و وجعاً. و لقد بقيت سورية و شعبها وحيدين تنهشهم أنياب الإرهاب و العصابات الراديكالية المسلحة متعددة الولاءات و يرقبها العرب بصمت و الذين حاولوا و لا يزالون إذلالها بكل السبل المتاحة و كسر إرادة المقاومة فيها لكن هيهات فلا سلام مع الكيان إلا باستعادة الحقوق المسلوبة و كل ذرة تراب من الأراضي السورية المحتلة و أما خيار المقاومة فليس خيار الأسد وحده فقط بل هو خيار شعبه البطل و لا يمكن لرئيسٍ منتخب أن يحيد عن الإرادة الجماهيرية لشعبه و أما تفاصيل العمل فهي تسير وفق خطط يتم دراستها بتأنٍ و دقة و أخذ كل المتغيرات الإقليمية و الداخلية و الدولية كعوامل مؤثرة في معادلة العمل للمحور بشكلٍ كامل و أن الثقة بالنصر تتعزز في النفوس يوماً بعض يوم لا شكّ فيها و كل محاولات المرجفين و الأبواق المتزلفة سترى ذلك و إن الغد لناظره لقريب.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//