جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مفاعيل زيارة الأسد للصين على الحرب الدفاعية السورية | بقلم: الدكتور أمين حطيط
مفاعيل زيارة الأسد للصين على الحرب الدفاعية السورية



بقلم: الدكتور أمين حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
27-09-2023 - 296

سعّرت أميركا الحرب الاقتصادية على سورية بشكل وحشي وإجرامي بعد أن وقفت على فشلها في الميدان وعجزها عن إسقاط سورية في الحرب الكونية التي قادتها أميركا ضدّها وتقلبت فيها الخطط والاستراتيجيات وحشدت لها الدول والمنظمات مع الأموال والإعلام، كلّ ذلك كان بقصد الإجهاز على سورية بوصفها القلعة الوسطى في محور المقاومة وحلقة الوصل الرئيسية بين شرقه وغربه، فضلاً عن كونها المكوّن الذي له الخصوصية الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط.
كانت أميركا ولا زالت تعتبر انّ امتلاك مفتاح دمشق معطوفاً على امتلاكها السيطرة والنفوذ في الدول العربية على الخليج، يُمكّنها من امتلاك السيطرة على كامل الشرق الأوسط حيث الطاقة وشبكة الممرات الدولية التجارية، سيطرة تنطلق منها لتدعيم خططها واستراتيجيتها القائمة على رفض التشارك والتعددية في أيّ نظام عالمي مستقر، لكن الطموح الأميركي لم يتحقق فانقلب الى حقد ورغبة في الانتقام من سورية، واتباع سياسة تحرمها من منجزاتها في الحرب الدفاعية التي فرضت عليها منذ العام 2011، وكان القرار الأميركي حرباً متجدّدة على سورية تقوم على مفردات ثلاث تتكامل في ما بينها لتحرم سورية من الاستقرار ولتحول دون أيّ جهد لإطلاق الاستثمار فيها لإعادتها الى الوضع الطبيعي قبل الحرب، وقامت “خطة الحقد والثأر الأميركي” ضدّ سورية على عناصر متعدّدة سياسية وأمنية واقتصادية، تتضافر في تأثيرها بحيث:
أ ـ تمنع سورية من استعادة وحدة أراضيها والسيطرة والسيادة عليها.
ب ـ تمنع سورية من إعادة علاقتها الإقليمية والدولية بوصفها عضواً فاعلاً ذا طبيعة استراتيجية في المشهد الإقليمي والعلاقات الدولية.
ج ـ تمنع سورية من استعادة أمنها واستقرارها للانصراف الي تحقيق رفاه شعبها.
د ـ تمنع سورية من إعادة صهر الشعب السوري وتوحيده وطنياً واستعادة وتفعيل العلاقات البينيّة بين شرائحه وتفتح السبل لعودة السوريين النازحين من وطنهم الى دول الجوار والخارج.
هـ ـ تمنع إطلاق عجلة الاقتصاد وإعادة البناء لما دمرته الحرب في سورية.
و ـ كما تمنع سورية من استغلال ثرواتها الطبيعية التي تعطلها أو تسرقها أميركا الآن…
لقد أطلقت أميركا هذه الخطة الخبيثة ضدّ سورية بعد هزيمة مشروعها الأصلي فيها، ونفّذت تلك الخطة على شكل “هجوم عدوانيّ مرتدّ على سورية” ترجم بحرب سياسية واقتصادية وأمنية وإعلامية ونفسية توخّت أميركا منه “إطالة أمد الصراع” ومنع توقف المواجهة والضغط على الشعب السوري لينفك عن قيادته، أو ينسلخ عن الوطن الأمّ، فضلاً عن تهميش سورية وحرمانها من الانتظام في المشهد الإقليمي والدولي وشبكة العلاقات الدولية كما تتيحه لها جغرافيتها السياسية.
في ظلّ هذه المواجهة، تأتي زيارة الرئيس بشار الأسد للصين لتشكل إصراراً سورياً على السير في طريق الدفاع الوطني والإقليمي الفاعل وتثبيت موقع سورية في شبكة العلاقات الدولية المنتظمة وتفعيل دورها في العلاقات الدوليّة وفقاً للأهمية الموضوعية لهذا لدور، ولذلك نستطيع أن نقول إنّ التفاهمات والاتفاقيات التي وقعت بين الصين وسورية خلال تلك الزيارة تشكل الردّ القوي على الحروب التي تشنها أميركا وتستهدف بها ليس سورية فقط بل والصين أيضاً، وهنا نتوقف عند العناوين التالية:
1 ـ الأهمية الشكلية والبروتوكولية والحفاوة البالغة التي أحيط بها الرئيس الأسد وزوجته والوفد السياسي والاقتصادي الكبير المرافق، ما يظهر انّ الصين تتعامل مع سورية بوصفها دولة منتصرة وانّ في هذه الدولة من العناصر المتعدّدة التي تستحق البذل في سبيله، وفي مواجهة الإصرار الأميركي على عزل سورية ومحاصرتها وتهميشها.
يبدو الإصرار الصيني المتقدّم الوصف، وهذا الأمر يصبّ في مصلحة الطرفين الصيني والسوري ضدّ عدو أو خصم مشترك.
2 ـ الأهمية الاستراتيجية للتفاهمات والاتفاقات التي وقعت، في هذه النقطة وفي ظلّ نظام عالمي قيد التشكل قائم على التعددية بعد الفشل الأميركي في فرض الأحادية، يبدو بالغ الأهمية بإعلان الشراكة الاستراتيجية التي لا أعتقد أنه كان إعلاناً متوقعاً، شراكة بين دولة تعتبر أحد أهمّ عملاقين استراتيجيين واقتصاديين في العالم، ودولة واجهت حرباً تدميرية عليها بشكل وحشي وإجرامي وثبتت في مواقعها واحتفظت بعناصر قوتها الاستراتيجية، وانّ إعلان هذه الشراكة يشكل مصلحة للطرفين كلّ في موقعه وانْ كانت كفة سورية معتبرة ومميّزة في هذا الإطار، فانتظام سورية في شراكة استراتيجية مع الصين سيفتح لها الباب واسعاً للانتظام في المنظمات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية القائمة في العالم مثل بريكس وشنغهاي وسواهما، ما يشكل إجهاضاً لسياسة لحصار والتهميش الأميركي ويمنح سورية موقعاً في نظام عالميّ تعدّدي.
3 ـ الأهمية الاقتصادية لنتائج الزيارة، وهو ما يتوق الشعب السوري لرؤيته على أرض الواقع وبشكل سريع في ظلّ الحصار الكيدي الأميركي الإجرامي.
هنا نتوقف عند الاستعداد الصينيّ الواضح للاستثمار في سورية رغم السياسة الأميركية المناهضة والتي تعتمد قانون قيصر اللاشرعي واللاأخلاقي، الذي أدّى الى مآسٍ لحقت بالشعب السوري. وفي هذا المجال نتوقع من الصين التي غادرت في سلوكها “منطقة الحذر والحيطة وتجنّب الاحتكاك” واعتمدت سياسة “الدفاع الرصين والإقدام” انّ الصين هذه ستقدم على الاستثمار في سورية رغم منظومة ما يسمّى “عقوبات أميركية” وسيشكل فعلها رافعة للاقتصاد السوري يتخطى “خطة الحصار والحقد الأميركي”. وستشكل هذه العملية منفعة مزدوجة للطرفين أيضاً.
4 ـ أما العنوان الرابع فهو يتضمّن “طريق الحرير الجديد” او ما يسمّى “خطة الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين لتشكل أوسع خطة ارتباط واتصال وتبادل اقتصادي عالمي يربط الشرق الآسيوي من أقصاه الى الغرب الأوروبي في أقصاه عبر الشرق الأوسط. هذه الخطة التي أقلقت وأزعجت أميركا لأنها رأت فيها مجالاً واسعاً لتصاعد النمو الاقتصادي الذي يستفيد منه العملاق الصيني بما يملك من قدرات لا يملكها سواه، قدرات يمكن استعمالها وتنظيمها من حجب سطوة الاقتصاد الأميركي المترنّح وتمنعه من المنافسة، لذلك كانت الخطة الأميركية المضادة التي أطلقها بايدن من الهند وأعلن فيها عن “الممر الاقتصادي” الهندي – الأوروبي عبر الخليج و”فلسطين المحتلة” حيث تكون “إسرائيل” ممرّاً يراه بايدن قادراً على منافسة طريق الحرير الصيني، وهو تطلع في غير محله، إذ يكفي القول إنّ طريق الحرير الجديد هو طريق بري متواصل يشمل عدداً كبيراً من الدول وفيه غنى التعددية والتنوّع والاتساع ما يجعله متقدّماً على خطة قد لا تبصر النور لأكثر من سبب، وفي طريق الحرير الصينيّ تتقدّم أهمية سورية ويتعزّز دورها بحيث تشكل حلقة وصل وربط مهمة بين الشرق والغرب بشكل يسقط خطة العزل والحصار والكيد الأميركي.
كثير سيُقال وسيُكتب في أهمية زيارة الأسد للصين (2023)، في هذه الفترة الزمنية بالذات ونكتفي في هذا المقام بهذا القدر الذي رأينا أن نحصره بتأثير ومفاعيل هذه الزيارة على الحرب الدفاعية التي تخوضها سورية في مواجهة “حرب الانتقام الكيدي” التي تشنّها أميركا عليها إثر فشلها في الحرب الكونية، ولذلك يمكننا القول إنّ الأسد في بكين كان يخوض معركة دفاعية عن سورية وكان في بكين يحشد الطاقات بشكل علمي ومنهجي وعقلاني مدروس يمكنه من الانتصار في هذه المعركة، وتالياً في هذه الحرب كما انتصر في ما سبقها…

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل انتهت اسطورة «القرن الأميركي الجديد»؟
بقلم: الدكتورة ميادة رزوق

الصين وسورية وكسر الطوق الأميركي
بقلم: الدكتور حسن مرهج



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور أمين حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//