جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الاقتصاد السياسي والحرب على سورية | بقلم: الدكتور عبد اللطيف عمران
الاقتصاد السياسي والحرب على سورية



بقلم: الدكتور عبد اللطيف عمران  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
16-08-2023 - 205

جيلنا، جيل السبعينيات والثمانينيات، أغلبه قرأ بشغف وإقبال النتاج الأدبي للصمود والتحرر الوطني والعالمي وتأثر بسرديته الجميلة، وبقيمه وتقاليده الخالدة،قرأنا بنَهم : ناظم حكمت وعزيز نيسن وحنا مينه وماركيز وغوركي وتولستوي، وتشيخوف، ورسول حمزتوف… إلخ اليساري منّا، وكذلك القومي والليبرالي، خضنا معركة الوعي وحسمناها لصالحنا، فواجهنا وتحدينا الصهيونية والامبريالية والرجعية والتطرف والتكفير… ولم ننكفئ، ولم نمت، بنينا الإنسان والأوطان، الدولة والمؤسسات، الكتب والمكتبات، المسرح والرواية، واللحن والنشيد، المدارس والجامعات، والمشافي والمعامل…
كنا مجموعة من الرفاق – طلبة الجامعة – واحد يحمل كتاب (أسس الاقتصاد السياسي) للبروفسور نيكتين، وآخر يحمل مسرحية (الجمجمة) للشاعر التركي ناظم حكمت.. ونظراً إلى قلّة عدد صفحاتها وشموخ المؤلف، والبطل الطبيب، دالبانيزو، طغى أثرها على الذهنية، لأن المسرحية أنموذج على أدب الكوارث والفواجع والأوبئة التي عرفها أدب عشرينيات القرن الماضي، بينما اليوم لم ينتج وباء كورونا وفواجعه أثراً أدبياً عالمياً ولا محلياً، كما أظن. المهم أن الطبيب دالبانيزو يعاني من ضغط السلطة عليه ليخترع دواء لجنون البقر، ولينصرف عن اكتشاف دواء لداء السل الذي يهدد حياة ابنته. وفي معمعة أحداث المسرحية يردد الطبيب دالبانيزو أمام أغلب شخصيات المسرحية : اهتموا بالاقتصاد السياسي، من لا يعرف الاقتصاد السياسي لا، ولن يعرف شيئاً.
طلعنا من (جمجمة) ناظم حكمت إلى (أسس الاقتصاد السياسي) لنيكتين، وأقمنا معه علاقة مثاقفة واعية… وبعدها بسنين، أو عقود قليلة، ومع انحسار اليسار العالمي، نسينا، بل تناسينا مع غيرنا، الاقتصاد السياسي. والآن، فما هو هذا الاقتصاد السياسي؟.
من تعريفاته: أنه مزيج بين الاقتصاد والسياسة، وهو نتاج العلاقة المتبادلة بينهما، ويهتم بتطوير المجتمع، وبدراسة أساليب الانتاج، ويدرس أنماط العلاقات الاجتماعية التي تنشأ وتتطور بين أفراد المجتمع جراء النشاط الاقتصادي ولاسيما الطارئ منه. ويلاحظ أنه مع ازدياد تدخل الدول في الحياة الاقتصادية، يصبح للاقتصاد صبغة سياسية واضحة… هذا أقل ما يُقال في الاقتصاد السياسي الذي يعّد كتاب (ثروة الأمم) لآدم سميث (القرن18) من أقدم مصادره، أو بالأحرى مراجعه.
ما حدث في أغلب (الأقطار) العربية بعد 2010 على المستويات الرسمية والشعبية هو اقتصاد سياسي من طعم آخر، طعم الألفية الثالثة، طعم المحافظين الجدد الصهيو – أمريكيين: الفوضى البناءة، ومن ليس معنا فهو ضدنا. وهو صدى للتدخل الأمريكي اللازم لنشوب أي صراع ذي طابع محلي أو إقليمي أو دولي. أذكر في منتصف التسعينيات كان عدد بؤر التوتر والنزاع في العالم يزيد بقليل عن الخمسين بؤرة، لم تغب الولايات المتحدة عن واحدة منها كسبب أو نتيجة، والأمر نفسه مع مطلع القرن 21، لكن مع طعم جديد آخر لأنماط هذا التدخل، الطعم الذي ينتقل بالاقتصاد السياسي إلى ضفة أخرى، ولهذا قال بالأمس وزير خارجية الصين: إن الولايات المتحدة تهدد الاستقرار في العالم اليوم.
فمثلاً، حين تفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على عدد من الدول، فإن الدافع إلى هذه العقوبات الاقتصادية هو البعد السياسي (تغيير سلوك النظام السياسي) فتنتج وحشية هذه العقوبات المدروسة بدقة في مراكز الأبحاث وصنع القرار، مع توالي العقوبات والضغوط والتحالفات الدولية المضادة، بالضرورة كنتيجة لهذه العقوبات، شللية أو ميليشيا اقتصادية واجتماعية ، وسياسية، وهويات ما قبل وطنية قاتلة، فتفضي العقوبات الاقتصادية إلى سياسات ومجتمعات متعثرة ومتذررة تحت وطأة ألوان من العقوبات والضغوط والتحالفات ضد لقمة العيش، وشربة الماء، وتأمين الخدمات اللازمة للفرد والمجتمع والدولة. وهنا يأتي دور ميليشيات من نوع آخر في السوشال ميديا يتضافر على لسعاتها بعوض وذباب الفيسبوك واليوتيوب والشائعات بالتعليقات والتحويرات والمقتطفات و”التعليكات” لإضعاف الشعور الوطني الجمعي، ولنشر اليأس والإحباط ومحو قصص الصمود والتضحية والثبات الأسطورية من الذاكرة، وللعودة بالفرد وبالمجتمع وبالدولة إلى المربع الأول، كما يُقال، وذلك جراء استثمار الميديا المضادة للضائقة المعيشية.أو دولي،أذكر
أن في هذا السياق، يأتي سِفر جديد من أسفار الحرب على سورية، وفيها، الحرب التي لم يعرف تاريخ الحروب لها مثيلاً، في بنيتها ووظيفتها وأنماطها وتعدد سنيّها. وفي هذا السياق وقف، ويقف، وسيقف السوريون شعباً وجيشاً ودولة وقيادة موقف الواعي لأصالته وكرامته وحقوقه ومصالحه، فتعددت ملتقيات الحوار البرلمانية والحكومية والحزبية للتشارك في طرح المشاكل والحلول لتوفير المتطلبات المعيشية والمعاشية في هذه الظروف الصعبة، كي لا يرضخ السوريون، بل لينهضوا من جديد بالعمل والأمل، بالمشاركة والحوار في الآلام والآمال.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد “الناتو”
بقلم: رامي الشاعر

*400 سنة من الرعب العثماني … يرويها المفكر العربي الدكتور موفق محادين*
بقلم: نارام سرجون



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور عبد اللطيف عمران |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//