جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المجلس الثقافي

فن صناعة الخلائط | بقلم: الدكتور حسام الدين خلاصي
فن صناعة الخلائط



بقلم: الدكتور حسام الدين خلاصي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-08-2023 - 284

*أي مجتمع مستقر وآمن يمتاز بانتشار التخصص في كل منحى من مناحي مكوناته البشرية والمادية ويستلزم ذلك نشوء شبكة واضحة من العلاقات بين هذه التخصصات ومنتسبيها و يحكمها الدستور والقانون تبعا لدرجة تطور هذا المجتمع علميا واجتماعيا.*
*والتخصص هذا يشمل الأفراد و المجموعات ، وتشجع الدولة أفرادها على الانخراط في التخصص وتوفر كل السبل اللازمة لذلك من تعليم وتأهيل وتدريب وتوفير الفرص للأفراد لتشكيل مجموعات إنتاجية تخصصية في الجوانب المادية واللامادية من حياة الناس.*
*فنجد أن العناوين العريضة مثل الصناعة والزراعة والتجارة والتكنولوجيا ... إلخ تذوب تماما في المجتمعات التخصصية وتحل مكانها مفاهيم أدق وعلوم أشد تفصيلا .*
*وتسعى المجتمعات الآمنة والقوية للربط بين الاختصاصات الدقيقة المستجدة من كل مجال ( مثال نجد ربطا بين علم الفضاء بتفاصيله و علم الاجتماع بتفرعاته أو الزراعة في تفاصيل دقيقة أو نجد ربطا بين علوم الكمبيوتر والصحة والجغرافيا ... إلخ ).*
*هذا النوع من الخلط يسمى علميا ( شراكة أو تشاركية ) وهو ذو نتائج مفيدة لأنه نجم عن سابق حسن نية وتنسيق وشفافية ومرجو منه التطوير والربحية والازدهار .*
*وتمتاز هذه الشراكة في الدول الآمنة إلى إعطاء دور للسلوك الديني في إطار محدود يوصف بأنه تعبدي وروحي فقط وهو أقل الجوانب التي يسمح لها بالتشاركية مع باقي التخصصات .*
*أما في الدول غير المستقرة وغير الآمنة والخاضعة للنزاعات والحروب والتدخلات الخارجية فالوضع مختلف تماما .*
*ففن الخلائط يزدهر بصورتين :*
*1. مدفوعة من الخارج ( دول معتدية أو دول متطفلة ) وتكون صورة منظمة هدفها إثارة البلبلة والفوضى وعدم الاستقرار.*
*2. مصنعة داخليا وفقا للأنظمة الحاكمة لتلك الدول ويكون هدفها تثبيت أركان الأنظمة وتحقيق رؤية واحدة تسخر الخلائط لخدمة هذا الهدف .*
*في الحالة الخارجية تكون فنا وعلما مدروسا يسعى في نتائجه لخدمة الدول المعتدية .*
*وأما في الحالة الداخلية فهي ليست علما وإنما تقليد أعمى في أغلب الحالات ووصفات جاهزة تطبق بدون جدوى وتخلط الحابل بالنابل في هدر واضح .*
*طبعا فن الخلائط المدفوع من قوى خارجية هو الأخطر على الدول ويحصل بين علوم بينها تفاوت زمني ولايخدم بعضها بعضا كأن نطبق مثلا علم الإحصاء بأرقى معادلاته على مجتمع مفكك وغير ملتزم بتعليمات وواجبات ونتائج الإحصاء .*
*وهنا يحصل التناقض في المجتمع نتيجة تطبيقات نتائج الجولات الإحصائية في ظل عدم الاستجابة .*
*وللتوضيح أكثر كأن نؤمن نسخة رقمية من الكتب المقدس لمجتمع غالبيته أمية لاتقرأ أو لاتمتلك تقنيات القراءة الرقمية فتصبح نتائج التطبيق خاصة بالنخبة ويفقد الفعل محتواه.*
*عموما وعت دوائر الاستخبارات الخارجية أهمية فن الخلائط فسخرت جزءا كبيرا من جهدها عبر وسائل عديدة منها الإعلام و البعثات الدبلوماسية و البرامج والخطط العلمية الموردة للدول المتوقع لها الفوضى فأرسلت تطبيقات وأبحاث لا تتناسب وحالة تلك الدول وقامت عبر عملائها بخلط كل شيء مع العنصر العبادي الديني فصار للجانب الديني شراكة وتفويض مع كل شيء إنطلاقا من خصوصية هذه الدول وهذا ماميزت به نفسها الدول العربية والإسلامية بلا استثناء فقبلت التطور إلى جانب السلفية في كل شيء تقريبا ففي السياسة وهي الأخطر وفي تقبل العلوم التجريبية وفي قواعد الحروب وفي الاقتصاد ... إلخ فصار لزاما أن يكون هناك ترخيص ديني لأي نوع من التخصصات من علم الجنين إلى علم الفضاء إلى علم القروض المالية وهكذا نجح فن الخلائط في تمرير كل أنواع التخلف عبر الشراكة بين المتناقضات المتفاوته زمنيا ولا تقبل الانسجام مع بعضها أصلا بسبب فرق تاريخ المنشأ إذا لايمكن مثلا أن تستعمل علوم الهندسة الوراثية في بلد يستعمل الحمار في حراثة التربة وبنفس الوقت رجل الدين يحرم هذا ويحلل ذاك !*
*من هنا نجد أن الضرورة تقتضي رفض هذا الفن الاستعماري الجديد والعودة للتشخيص السليم لإمكانيات المجتمع واستعداده التدريجي وتقبله للتطور وشراكة الاختصاصات والاستفادة من تحقيق سيادة الدستور والقانون على الجميع فهي المدخل لتحقيق الشراكات بدلا من فن الخلائط .*


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//