جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التقارب التركي السوري و دور الحلفاء و الأشقاء | بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم
التقارب التركي السوري و دور الحلفاء و الأشقاء



بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
05-02-2023 - 2321

تتشابك الخيوط شيئاً فشيئاً و تتضارب الأنباء عن مستقبل التطبيع التركي السوري مع أن الأحداث كانت متسارعة بشدة و كانت الأنظار كلها تتجه لموسكو منتظرةً صورةً لوزراء خارجية الدول الثلاث لكن فجأةً تتعثر الأمور مرحلياً فما الذي حصل و ما هو المتوقع لهذه العلاقات؟!
روسيا سورية و إيران ثلاثيّ استراتجي تربط أطرافه علاقات ثنائية متميزة و بعيداً عن القراءة السطحية لدى البعض و حديثهم عن العلاقات السورية الإيرانية يجب الحكم بعقلانية و التريث و تقييم هذه العلاقة جيداً ثم بعدها تحليل الواقع انطلاقاً من رؤية واقعية و دقيقة بعيداً عن أساليب الهواة. إيران اليوم مع الحساسية العربية منها و العلاقات العربية المترنحة لا تزال علاقاتها في سورية و العراق تختلف تماماً عن باقي دول المنطقة و إذا ما أردنا الحديث عن مستقبل سورية و إيران يجب المرور تاريخياً على هذه العلاقات و مدى قوتها و تجذرها.

مع قيام الثورة في إيران سارعت سورية لتوطيد العلاقات الثنائية معها و المضي قدماً في تعزيزها و تنميتها و استطاع حافظ الأسد ربط سورية بعلاقاتٍ استراتيجية مصيرية و راسخة انطلاقاً من عدة مبادئ أهمها تحرير فلسطين و دعم حركات التحرر المناهضة للهيمنة الأمريكية و دعم القضايا المحقة في العالم و معاداة الكيان الصهيوني و بهذا فإن العلاقات الثنائية لم تكن علاقات عابرة قائمة على مصالح سياسية بل نابعة من عقيدة سياسية و مبادئ ثابتة مشتركة في عقيدتي الشعبين و القيادتين. منذ بدء الحرب الإيرانية كان حافظ الأسد يقظاً و مدركاً لأطماع صدام حسين في المنطقة فكان من أوائل المناصرين للشعب الإيراني في حربهم مع النظام العراقي السابق. بينما كان العرب؛ كل العرب جنباً إلى جنب مع صدام حسين في معركته. و بانتهاء الحرب الإيرانية توثقت العلاقات الثنائية أكثر فأكثر و تتوجت باتفاقيات سياسية و علمية و ثقافية و تقارب بين شعبي البلدين. و مع قدوم الأسد الابن ازدادت هذه العلاقات متانة و قوة يوماً بعد يوم ليدخل الإيرانيون جنباً إلى جنب مع الشعب السوري في حربه على الإرهاب و خاضوا مع جيش سورية أعتى الحروب و كانوا شركاءهم في الشهادة و القتال و النصر على الإرهاب الذي كان ختامه هزيمة تنظيم داعش الإرهابي. و لا تزال إيران الحليف الاستراتيجي التي تسير بخطى موزونة و ثابتة في دعمها اللامحدود سياسياً و عسكرياً و اقتصادياً بعيداً عن الضجيج الإعلامي دون كلل أو ملل.

منذ لقاء رؤساء المخابرات و وزيري الدفاع من البلدين بحضور المضيف الروسي و التصريحات شبه اليومية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان و نائبه و وزيري دفاعه و خارجيته ظن المجتمع الدولي و المراقبون للشأن السوري أن التطبيع أمر واقع و هو مسألة وقتٍ فقط و ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بكثير لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي التي سارع المحللون لتصويرها كزيارة إماراتية لحث الأسد على التقارب مع تركية و ليكون للإمارات حصة في هذه المصالحة. بينما ذهب البعض إلى ابعاد إيران عن الموقف السوري و تحليلات سطحية للموقف غزت المنصات الإعلامية متناسية زيارة عبداللهيان لتركية و سورية منتصف العام المنصرم و متناسية العلاقات الثنائية القوية و أن إيران كانت حاضرة دوماً إلى جانب سورية و لم يخطر ببال بعض الساسة و المحللين أن إيران بالنسبة لسورية تملك مزايا لا يملكها بعض المتقربين من الأسد و هي أن إيران تعادي الكيان و هي معه في حالة حرب، و كذلك لا تخشى إيران المعاقبة اقتصادياً و سياسياً أمريكا و لايهمها رأي أمريكا في قراراتها السياسية و علاقاتها الدبلوماسية أضف إلى ذلك التقارب الفكري و السياسي على مدى عقود بين هذين البلدين ناهيك عن استقلالها السياسي و استقلالية قرارها السيادي. بينما لا يملك المتقربون من الأسد هذه المواصفات و لا يمكن لأحدهم مخالفة التعليمات الأمريكية الصارمة و الزيارات الثلاث المتبادلة بين الإمارات و سورية لم يكن لها تلك النتائج الواضحة لا سياسياً و لا اقتصادياً في سورية و هذا ليس إلا بسبب الضغط الأمريكي على جميع الراغبين بالتقارب من الأسد بدءً من الجزائر و انتهاءً بالسعودية و مصر. و لعل الهدوء و الارتباك التركي في مسألة التطبيع مع سورية نابعٌ من ضغط أمريكي على القيادة التركية و مساومتها على بعض الملفات أهمها الملف الكردي و الملف الإقتصادي. لكن الأسد كان أذكى من أن يقع في فخ التذلل و الهرولة و قد دعا أصدقاءه و حلفاءه للتشاور و أولهم روسية و إيران و حتى الإمارات و بعد لقاءاته الثلاث اختتمها بالأمس بخلاصة هذه الجلسات فأعلن شرطين للبدء باللقاءات وهما سحب قوات الإحتلال التركي من شمال سورية و التوقف عن دعم الإرهابيين هناك و قد أطلقها الرجل بوضوح و بلا مواربة أو مجاملات بينما كانت تصريحات وزير خارجيته أكثر دبلوماسية و هدوءً و التي قال فيها أن العلاقات قبل عام ٢٠١١م كانت متمیزة و لم تشبها شائبة حتى حصل ما حصل فإن أصلحت تركية ما حصل خلال هذه المدة يمكن للعلاقات أن تعود لسابق عهدها.
لكن العلاقات العربية و عودة العرب لدمشق تحظى بأولويةٍ خاصة لدى الأسد الذي يكنُّ للعرب مودة خاصة مع عتب العربي على أخيه بينما يبتعد العرب عن دمشق و الذين يطلقون بين الفينة و الأخرى مصطلح الحضن العربي و إعادة دمشق إليه بينما تركوها وحيدةً في أحلك الظروف لا بل و تآمروا عليها و تركوها (على حسب قولهم) للغرباء من روسٍ و إيرانيين و الآن يقفون في الخلف بأمر الأمريكي و يقترب الغريب الثالث (تركيا) على حد تعبيرهم ليتقارب مع الأسد بينما يبتعدون بالعلن و تصل رسائل حبهم و مودتهم مكتب بشار الأسد ليل نهار و بالتالي عنوان المرحلة القادمة سورية و الدول مستقلة القرار التي لا تخشى أمريكا. و على المشككين بالعلاقات السورية مع الحليفَين مراجعة اللقاءات الأخيرة و قراءة المواقف جيداً و الابتعاد عن التحليلات السطحية

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


لماذا تعود داعش في سوريا والعراق ؟
بقلم: الدكتور رفعت سيدأحمد

اليقظة العربية
بقلم: مصطفى الخطيب



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور طارق صياح حاتم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//