جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التوازن في الطبيعة والمجتمع البشري | بقلم: الدكتور محمد رقية
التوازن في الطبيعة والمجتمع البشري



بقلم: الدكتور محمد رقية  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-10-2022 - 2057

إن الله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون ومسيره بكل أبعاده ومضامينه وهو القوة المطلقة الوحيدة القادرة على ذلك, إلا أن الكون بحد ذاته يعتمد في وجوده واستمراريته على التوازن بين مكوناته وأجزائه وعناصره من أصغر ذرة المتوازنة بالألكترونات السالبة والبروتونات الموجبة , إلى أكبر جرم سماوي المتوازن بالقوى الجاذبة والقوى النابذة , وأي خلل في هذا التوازن يقود إلى كوارث رهيبة يمكن أن تنهي وجوده .

والكرة الأرضية التي نعيش عليها والتي تشكل ذرة غبارية في هذا الكون المتنامي في الإتساع . فإن التوازن فيها لاينطبق على الطبيعة فقط بل على الحياة البشرية أيضا" .

الهواء مثلا" الذي يشكل إحدى مكونات حياتنا البشرية , متوازن بتركيبه المؤلف من حوالي 21% من الاكسجين و78 % من النتروجين مع بعض الغازات الأخرى كثاني أكسيد الكربون والأوزون والأرغون وغيرها , وأي خلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى نهاية الحياة على الأرض . ومن هنا جاءت المؤتمرات و النداءات العديدة لدراسة الزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو ومحاولة التخفيف منها , التي تؤدي إلى هذا الخلل ويؤدي ذلك بالتالي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب التي تقود إلى التصحر و القضاء على العديد من المزروعات والمحاصيل الزراعية وكذلك ذوبان جليد القطبين مع مايرافق ذلك من كوارث عديدة في المدن الساحلية .

ينطبق هذا الأمر أيضا" على الماء وكل عناصر ومكونات كوكبنا الأرضي المتوازنة بشكل دائم في الزمان والمكان .

يتعدى هذا التوازن الطبيعة ليصل إلى الحياة البشرية فلو استعرضنا تاريخ حياة البشر على هذا الكوكب نلاحظ أن فترات الهدوء والراحة والطمأنينة تعتمد على وجود قوى متوازنة فيما بينها , وأن الخلل والحروب والكوارث تقع عندما تحاول إحدى أو بعض هذه القوى المتوازنة خرق هذا التوازن بمحاولة السيطرة الأحادية على بقية القوى و التي ينتج عنها حروب كارثية على المجتمع البشري .كانت آخر مرحلة من التوازن بين القوى الكبرى هي التي حصلت بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 , عندما برز على الساحة القوتين العظيمتين , الإتحاد السوفياتي ومنظومته الإشتراكية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية ومنظومتها الرأسمالية الغربية من جهة أخرى , التي عرفت بمرحلة الحرب الباردة والتي انتصرت خلالها العديد من حركات التحرر في العالم واستقلت العديد من دول العالم الثالث بما فيها دولنا العربية , ولا ننسى زرع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية عام 1948. وما الحروب المتفرقة التي حصلت خلال تلك الفترة إلا لتثبيت هذا التوازن سواء في فيتنام أو كوريا والهند الصينية أو غيرها وحتى حروبنا مع العدو الصهيوني لتحرير واستعادة أراضينا كانت تتم ضمن إطار هذا التوازن .

وعندما نجحت الولايات المتحدة ومنظومتها في كسر هذا التوازن بالسيطرة على القوة الموازية من خلال تفكيك المنظومة الاشتراكية ومن ثم تفكيك الإتحاد السوفياتي نفسه عام 1991 فقد اختل هذا التوازن وأصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم دون منازع , وأخذت تخبط بدول العالم كالثور الهائج دون أخلاق أووازع من ضمير, وبدأت كوارث جديدة تعم البشرية من خلال انصياع الدول أوتفكيكها اوتقسيمها وغزوها وتدميرها على مدى عشرين عاما" واستمر هذا الأمر حتى عام 2011 مع حرب الربيع العربي ( أي الربيع الصهيوني ) الذي أطاح بأغلب الجمهوريات العربية من تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن إلى السودان وتقسيمه وقبله العراق وعندما وصل هذا الربيع المزيف إلى سورية اصطدم بالصمود السوري الإسطوري الذي لم يتوقعه أحد في العالم سوى قيادتنا وشعبنا ، والذي ساهم في بروز التوازن العالمي من جديد من خلال دخول روسيا على خط المواجهة والصين ودول البريكس الأخرى وقوى الحرية.
وجاءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في ٢٤ شباط من عام ٢٠٢٢ لتؤكد صعود وتطور هذه المواجهة ومن ثم هذا التوازن بقيادة روسيا النووية .
ولا زالت مفاعيل الصمود السوري والعنفوان الروسي تأخذ مداها في إعادة التوازن مجددا" , ولن تنتهي هذه الحروب من أوكرانيا الى شرقنا العربي حتى تقتنع الحكومات العميقة في الولايات المتحدة بأن استفرادها بالقرار الدولي أصبح شيئا" من الماضي وأن أدواتها في المنطقة والعالم لم تعد تستطيع أن تحقق لها النجاحات المطلوبة , وريثما تقتنع الإدارة الأمريكية بذلك فستبقى هذه المعارك مستمرة , قد تطول المدة أو تقصر وهذا يعتمد على قوة واستمرار صمودنا وانتصارات القوى المناهضة للحلف الأمريكي الغربي بزعامة روسيا ومعها كل القوى والشعوب المحبة للسلام حتى تحقيق الإنتصار النهائي .
ونأمل أن هذا الوقت سوف لن يكون بعيدا

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مكانة الزراعة بين التنوع الاقتصادي
بقلم: محمد صالح حاتم

أفاعي تبدل جلدها
بقلم: محمد ياسين حمودة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور محمد رقية |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//