جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

إردوغان والمنطقة.. هل تصبح تركيا عضواً في الجامعة العربية؟ | بقلم: حسني محلي
إردوغان والمنطقة.. هل تصبح تركيا عضواً في الجامعة العربية؟



بقلم: حسني محلي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-09-2022 - 2449

بعد أن أصبح رئيساً للوزراء نهاية 2002، كانت دمشق المحطة الأولى لعبد الله غول، في جولته الإقليمية، في 5 كانون الثاني/ يناير 2003، وسعى خلالها لإقناع هذه الدول: سوريا ومصر والسعودية والأردن وإيران، بضرورة العمل المشترك لمنع الاحتلال الأميركي-البريطاني للعراق.

وكانت هذه الزيارات بداية الانفتاح التركي على المنطقة، خصوصاً بعد أن رفض البرلمان التركي في الأول من آذار/مارس 2003 السماح للقوات الأميركية باستخدام الأراضي والأجواء والمياه التركية خلال عدوانها على العراق.

كما كانت هذه الزيارة بمنزلة التحول الاستراتيجي في خيارات أنقرة، العضو في الحلف الأطلسي، على أساس "صفر مشاكل مع الجيران"، وهو الشعار الذي أطلقه أحمد داود أوغلو، وكان آنذاك مستشاراً لعبد الله غول للسياسة الخارجية، و"شاء القدر" أن يصبح وزيراً للخارجية، ثم رئيساً للوزراء بعد أن قال الإعلام الأميركي عنه إنه " كيسنجر الشرق الأوسط ".

وخلال هذا التحول، أقام غول ثم إردوغان وداود أوغلو علاقات متينة وشاملة مع جميع دول المنطقة (بما فيها إيران) التي زاروها أكثر من مرة، بعد أن تهربوا من أي مقولات دينية أو عقائدية وقومية ومذهبية.

وكان كل ذلك كافياً لدعوة رئيس الوزراء إردوغان إلى حضور القمة العربية في الخرطوم في آذار/مارس 2006، ثم الرياض في آذار/مارس 2007، وأخيراً في سرت بليبيا في آذار/مارس 2010، وكنت آنذاك معه في تلك القمة التي طرح البعض من الزعماء خلالها ضرورة دعوة الرئيس الإيراني أيضاً إلى مثل هذه القمم لموازنة الحضور التركي.

وجاء ما يسمى بـ"الربيع العربي" ليدمر كل ما بناه غول وإردوغان في علاقات تركيا بالدول العربية وإيران، بعد أن أصبحت أنقرة طرفاً رئيسياً ومباشراً في أحداث هذا "الربيع" وتطوراته، وأرادت واشنطن له أن يساعد الأحزاب الإسلامية أي الإخوانية في الوصول إلى السلطة، خصوصاً بعد أن نجحت، خلال السنوات التي سبقت "الربيع"، في تسويق العدالة والتنمية كحزب إسلامي معتدل في بلد مسلم وديمقراطي وعلماني.

وأثبتت السنوات التالية أنه لم يكن كذلك بعد أن بايع "الإخوان المسلمون" العرب إردوغان " كسلطان وخليفة " جديد، حتى لو كان ذلك بملامح عثمانية قومية جديدة أراد من خلالها إردوغان أن تحيي له وللشعب التركي ذكريات الإمبراطورية العثمانية، التي تغنى هو ومن معه بها، ليس فقط عبر الخطابات الحماسية، بل من خلال الأفلام والمسلسلات التلفزيونية أيضاً.

وكان كل ذلك كافياً للرئيس إردوغان كي يستنفر كل إمكانياته لإحكام سيطرته على مسار "الربيع العربي"، خصوصاً بعد أن ساعدته واشنطن والعواصم الغربية على سحب بساط الإسلاميين من تحت أقدام آل سعود وحلفائهم، على أن يبقى آل ثاني (وهم أيضاً وهابيون) إلى جانب العثماني إردوغان، وفق سيناريوهات المسرحية الأميركية.

فتدخل إردوغان بشكل مباشر وغير مباشر في أحداث "الربيع العربي" في تونس، ثم مصر وليبيا، وأخيراً في سوريا في الوقت الذي ارتفعت معنوياته عندما استلم حزب العدالة والتنمية الإسلامي السلطة في المغرب، بعد أحداث "الربيع العربي" مباشرة.

وهبّت الرياح لاحقاً بما لا تشتهي سفن إردوغان، الذي لم يتراجع عن أهدافه في العودة إلى مناطق الحكم العثماني، حتى بعد سقوط أحلامه في مصر بعد انقلاب السيسي، ثم فشل الإخوان في تونس.

ويفسر ذلك حديثه باستمرار، ومنذ الأيام الأولى لـ"الربيع العربي" عن خارطة الميثاق الوطني لعام 1920، وكانت ترى في شمال سوريا والعراق جزءاً من تركيا الحالية، وبعد أن عقد إردوغان آمالاً كبيرة على الإسلاميين في المنطقة عموماً.

وعلى الرغم من خسارة إردوغان لكل من مصر وتونس، سعى لتعويض ذلك بالتركيز أكثر على سوريا، جارة العراق، وليبيا جارة مصر وتونس والسودان. وخسر إردوغان في الأخيرة حليفه العقائدي الإخواني عمر البشير، إلا أنه نسيه فوراً، واستقبل الانقلابي عبد الفتاح البرهان أكثر من مرة في قصره في أنقرة، وهذا أيضاً ما تمليه مسرحية المضحك المبكي الأميركية.

كل هذه التناقضات لم تكن كافية بالنسبة إلى الرئيس إردوغان ليكفّ عن تدخلاته في الدول العربية، بشكل مباشر أو غير مباشر. فعلى الرغم من وعوده للرياض وأبو ظبي والقاهرة بقطع علاقته بالإخوان المسلمين، تشكك معلومات صحافية في التزامه بهذه الوعود التي تتناقض مع استمراره في دعم الإخوان المسلمين بكل فصائلهم المسلحة وغير المسلحة في سوريا وليبيا والصومال والعراق واليمن.

كما يتحدث الإعلام العربي والغربي بين الحين والحين عن اهتمام إردوغان بإسلاميي الدول العربية الأخرى، كلبنان والجزائر وموريتانيا وجيبوتي والأردن، إن كان ذلك بشكل مباشر أو في السر والخفاء.

ويرشح كل ذلك تركيا إلى عضوية الجامعة العربية أكثر من أي دولة عربية تأتمر أنظمتها بواشنطن و"تل أبيب". ويثبت ذلك الوضع الذي آلت إليه الجامعة بعد ما يسمى بـ"الربيع العربي"، بما في ذلك تعليق عضوية سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

ولعب داود أوغلو الذي سافر آنذاك إلى القاهرة وحضر اجتماع المجلس الوزاري دوراً أساسياً في اتخاذ هذا القرار، جنباً إلى جنب مع وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر، وكل ذلك بتعليمات مباشرة من هيلاري كلينتون، "معلمة" الجميع، وكان أي داود أوغلو يفكر أن تحل بلاده محل سوريا في الجامعة.

ومع كل ذلك، انتهت مغامرات إردوغان بوضعها الحالي بسيطرة الجيش التركي ومؤسسات الدولة التركية الأخرى على مساحات واسعة من سوريا وليبيا والعراق والصومال، من دون أن تحرك الأنظمة العربية الأعضاء في الجامعة ساكناً حيال هذا الوضع ما دام "يحد من الدور الإيراني في المنطقة "!

وكانت هذه العقلية هي نفسها لدى الأنظمة الخليجية التي حرضت واستفزت صدام حسين كي يشن عدوانه المعروف على إيران في أيلول/سبتمبر 1980، إلى أن دخلت واشنطن على الخط فأنهت الحرب بعد ثماني سنوات.

ولم تكن هذه السنوات بمآسيها الأليمة على الشعبين العراقي والإيراني كافية بالنسبة إلى صدام حسين، فأمر هذه المرة باحتلال الكويت في آب/أغسطس 1990. وخلق ذلك للمنطقة ما خلق من المشاكل العويصة التي فتحت الطريق أمام ما يسمّى بـ"الربيع العربي" في إطار مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، أو الجديد، كما وصفته كوندوليزا رايس، خلال زيارتها "تل أبيب" 22 تموز /يوليو 2005، بعد أن طرحت نظريتها الشهيرة لإسقاط الأنظمة في المنطقة عبر "الفوضى الخلاقة".

ولم يمنع كل ذلك الرئيس إردوغان من التطبيع مع "تل أبيب" من جديد، وإقامة علاقات مميزة معها، وهو بانتظار الحكومة الجديدة هناك.

وقد تحمل مثل هذه العلاقات المميزة معها الكثير من المفاجآت، بما في ذلك إقامة تكتل إقليمي جديد، كان يتحدث عنه الأميركيون دائماً تحت عنوان "التنسيق والتعاون الإقليمي"، ليحلّ محل الجامعة العربية بعد انضمام تركيا و"إسرائيل" إليه، وفق استراتيجيات "الاتفاقية الإبراهيمية".

يجدر التذكير بانتقادات إردوغان العنيفة للإمارات والبحرين عندما وقعتا على هذه الاتفاقية في أيلول/سبتمبر 2020، ولحقت بهما المغرب.

وسعى إردوغان، خلال الأشهر القليلة الماضية، لمصالحة هذه الدول، وإقامة علاقات مميزة معها وتطويرها، كما هي الحال مع السعودية ومصر، ما دام الجميع "سوا في الهوا" الأميركي، أي الإسرائيلي!

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مفارقات انتخاب رؤساء الجمهورية اللبنانية
بقلم: الدكتور خليل حسين

الأزمة الليبية وأهمية الدورين المصري والتركي
بقلم: هدى رزق



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسني محلي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//