جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

القرار 2254 (العملية السياسية): دلالات وهواجس. | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
القرار 2254 (العملية السياسية): دلالات وهواجس.



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-12-2015 / 11:42:52 - 2073
بعد خمس سنوات من الحرب غير المسبوقة بأساليبها ونمطها ووحشتيها يبدو أن أرباب العدوان على سورية وصلوا إلى ساعة الحقيقة ساعة اضطروا فيها للاعتراف بعجزهم عن تحقيق أهداف عدوانهم وعجزهم عن الاحتفاظ بما في يدهم قبل فقدانه كليا وخروجهم من المسرح صفر اليدين.
لذلك راوا أن يسلكوا طريق تسوية سياسية تحجب هزيمتهم، فساروا منذ ثلاثة أشهر تقريبا ومنذ أن أدركوا أن متغيرات الميدان السوري باتت واضحة في غير صالحهم، سلكوا مسار التسوية السياسية بشكل متسارع فكانت لقاءات فيينا ثم توج الأمر بالقرارين 2253 (محاربة الإرهاب) و2254 (التسوية السياسية) فما الذي حققته سورية عبر هذين القرارين وهل هناك هواجس ومخاطر عبرهما؟ بداية ومن حيث الشكل نرى أن الموقف الدولي المعبر عنه بالقرارين أعلاه، يستجيب للمنطق السوري الذي ارساه الرئيس الأسد منذ السنوات الأولى للعدوان عندما ميز بين مكافحة الإرهاب والإصلاح السياسي واعتبر أن مواجهة الإرهاب واجب منفصل ويتقدم على أي شأن أخر، بينما اعتبر الحل السياسي شأن سوري يقرره الشعب السوري عملا بالسيادة الوطنية. واليوم وبصدور قرار مستقل متصل بكل شأن مع تقدم قرار مكافحة الإرهاب زمنيا على القرار الثاني المتعلق بالعملية السياسية فيكون في الأمر دلالة واضحة على انتصار المنطق السوري خاصة وأن نص القرار 2253 يستجيب لمعظم مطالب سورية في هذا الشأن. أما في المضمون فأننا وبعد تشريح القرار 2245 وتحليل نقاطه الرئيسية التي جاءت بعد المقدمة التمهيدية والبنائية في 15 نقطة فأننا نختصر الأمر في مواضيع خمسة كالتالي:
1.
أولا. موقع الرئيس. بعد أن تحول موقع الرئيس في سورية مؤشرا على المنتصر في المواجهة فإننا نجد القرار قد كرس الاتجاه الذي ارسي في فيينا خلافا لما فسر به بيان جنيف 1، حيث فسر الغرب البان الأخير بانه يفرض على الرئيس التنحي لصالح هيئة حكم انتقالي تؤول اليها كافة صلاحيات السلطة في سورية وتتولى هي منفردة بعد ذلك إدارة شؤون الدولة وما يتصل بها من إرساء نظام جديد لا يلتزم بشيء من مؤسسات النظام السابق، أما في فيينا وتاليا في هذا القرار فقد أعيدت العملية السياسية كلها بما في ذلك موقع الرئيس أعيد إلى الشعب السوري وحده ، الذي يمارس حقه في الاختيار والقرار عبر انتخابات حرة نزيهة. ما يعني أن المعتدي سلم بعجزه واقر بهزيمته في هذا المجال. وهنا لا نرى أهمية قانونية للمواقف التي أطلقها مسؤولو أميركا وفرنسا وبريطانيا لجهة العودة ألي مقولاتهم السابقة بصدد الرئاسة السورية لأننا نرى في تلك الأقوال مواقف استعراضية إعلامية لإخفاء هزيمة وطمأنة الحلفاء والتابعين بان هناك محاولات ستتم في المستقبل لتعويض هذه الخسارة، وهنا تكمن الهواجس التي أشار اليها مندوب سورية في الأمم المتحدة مباشرة بعد سماعه بيانات تلك الدول بعد اعتماد القرار.
أذن هم وافقوا على القرار الذي يؤكد إخفاقهم لكنهم يكابرون وينارون لإخفاء ذلك وتعويضها وهم أصلا لا ثقة بهم ويحترفون الانقلاب على الاتفاقات ما أن يشعروا بقوة ما.
 2.
ثانيا. شكل الدولة: أكد القرار على الالتزام بوحدة سورية وسيادتها ومرجعية شعبها وقراره المستقل والأهم من كل ذلك وفي ظل ما يروج أو يتداول من مشاريع فقد أكد القرار على علمانية الدولة وتشكيل حكومة لا تكون على أساس طائفي أي أن محاولات استنساخ النموذج اللبناني أو العراقي سقطت. فلن تكون سورية إلا دولة مدنية واحدة.
3.
ثالثا العملية السياسية. وضع القرار خريطة مسار سياسي مبنية على محطات أربع تنفذ حلال سنتين يتم خلالها تفاوض بين الحكومة والمعارضة، يليه تشكيل حكومة تتولى استكمال المراحل الأخرى، من وضع دستور للبلاد، وأجراء انتخابات (نيابية ورئاسية) على أساسه. ونحن نرى أن ما أكد عليه القرار في هذا الشأن يؤكد على:
أ‌. استمرارية الحكم القائم ومشروعيته وصلاحيته في إدارة الدولة وممارسة الحكم حتى إيجاد البديل. وفي هذا صفعة لكل من شكك بالحكومة السورية أو امتنع عن العمل معها بقيادة الرئيس الأسد.
ب‌. أن التفاوض مع الحكومة وليس الأملاء من الخارج هو الذي يقود إلى تشكيل حكومة جدية ولن يكون هناك بديل لما هو قائم ألا وفقا لما تقبل به الحكومة السورية بنتيجة تفاوض مع أطياف المعارضة والأمر سيرجع في نهاية المطاف إلى الشعب السوري الذي يقبل ما توصل اليه الأطراف في المفاوضات أو يرفض. وفي مسالة التفاوض فقد كسر القرار الاحتكار الذي مارسته قيادة العدوان في تعيين من يمثل المعارضة ورغم أن القرار أولى أهمية لمؤتمر الرياض ذي الصلة فانه المح إلى معارضة لقاء موسكو ولقاء القاهرة وأناط بالأمين العام تحديد من يدعو منهم للمفاوضات، مع تغير في وظيفتها من مفاوضات لاستلام السلطة كما حاولوا في جنيف 2 إلى مفاوضات للإصلاح السياسي كما هوا واضح في القرار. ت‌. حلت عبارة تسوية سياسية دائمة في سورية " و "عملية سياسية بقيادة سورية "مكان عبارة "هيئة الحكم الانتقالي وتفويض كامل السلطة ". أي انتقلنا من الأملاء الخارجي وتعيين الحكام والسلطات بقرار أميركي سعودي تركي قطري إلى تسوية يختار السوريون فيها حكامهم ويكون للحكومة السورية الدور الرئيسي في الوصول اليها لعرضها على الشعب وهنا أهمية عبارة " الموافقة المتبادلة "على أنشاء هيئة الحكم مع استمرار مؤسسات الدولة القائمة حاليا. رغم هذه الإيجابيات تبقى هواجس تتصل بمسار العملية السياسية المعقدة والتي يشوبها بعض الغموض ما يستوجب الحذر، خاصة وأن العملية ستكون بأشراف الأمين العام للأمم المتحدة المنحاز بشكل شبه كلي للفريق المناهض للحكومة السورية، وقد أنيط به تشكيل فريق المعارضة المفاوض كما يخشى من ضغوط وتحميل مسؤوليات عن الفشل والعرقلة أو المماطلة وهنا لا يمكن أن تهمل يعض الأسئلة: 1) كيف ستشكل الحكومة الجامعة وباي تاريخ؟ وطبيعي أن نقول إن الحكومة تلك يجب أن تشكل وفقا لأحكام الدستور النافذ وأن تكون ثمرة تفاوض بين الحكومة القائمة وأطياف المعارضة لكن ذلك لن يكون سهلا وهنا أيضا يسأل عن دور فريق العمل الدولي في التشكيل؟ 2) كيف سيوضع الدستور وكيف سيعتمد؟ هل ستشكل لجنة لصياغة ما ينتج عن تفاوض الحكومة والمعارضة، ثم هل أن الدستور سيعرض على استفتاء شعبي أم يعتبر الدستور مؤقت ويترك امر الدستور الدائم للحكومة الجديدة بعد الانتخابات؟ 3) أي آلية ستعتمد لضمان تصويت سوريي الخارج من غير أن يكون هناك تزوير أو تلاعب بالنتائج بحيث يكون صوت هؤلاء محاكاة لصوت الدولة التي يقيمون فيها ونحن نعلم أن هناك ا كثر من خمسة ملايين سوري في الخارج معظمهم في بلدان معادية للحكومة السورية الحالية. 4) مسالة الأشراف الدولي على الانتخابات والمدى الذي سيصل اليه فهل ستنتطح الأمم المتحدة لأجراء الانتخابات أم ستكتفي بتعيين من يواكب الانتخابات ويراقبها من غير تدخل ويكون أجراؤها شانا سوريا تختص به الحكومة السورية التي ستقوم بنتيجة البدء بالعملية السياسية؟
4.
رابعا محاربة الإرهاب ووقف إطلاق النار. نسجل بإيجابية ما جاء في الفقرة الثامنة لمحاربة الإرهاب خاصة لجهة تحديد داعش والنصرة والقاعدة ومن يرتبط بهما أولا ثم الحديث عن وجوب القضاء على داعش وحرمانها من الملاذ الأمن في سورية وهذا يناقض الموقف الأميركي السابق الذي انطلق يوم تشكيل التحالف الدولي أي "احتواء داعش وضبط سلوكها في سورية". كما نسجل توقف القرار عند المسالة الفكرية والعقائدية للإرهابين لكن عندما نصل إلى موضوع وقف إطلاق النار نراه امرأ معقدا فيه الكثير من الثغرات والكمائن. حيث تم النص عليه ليكون بالتلازم مع انطلاق العملية السياسية، والملفت هنا وفي سياق النص عليه كانت العودة إلى الحديث عن "الانتقال السياسي "حسب بيان جنيف " وبيان فيينا. وهنا مكمن الحذر لأننا نرى أن الأمر يتطلب الكثير من العناية وإيجاد آلية تكاملية للتنفيذ. وهنا تطرح الأسئلة: - في ظل سيطرة القوى المصنفة إرهابية على 85% من المناطق الخارجة اليوم عن سيطرة الدولة أي حديث سيكون عن وقف إطلاق النار طالما أن المبدأ المتفق عليه ألا تفاوض ولا مهادنة مع الإرهاب؟ (عمليا لن يكون وقف نار) - أي آلية ستعتمد لوقف إطلاق النار؟ ثم هل سيستقدم عسكريون أجانب للانتشار في سورية من اجل المراقبة خاصة وأن الأمين العام هو من سيختار عناصرها أن وجدت؟ وتجربة المراقبين العرب والمراقبين الدوليين في الأذهان. 5. إجراءات بناء الثقة والمسائل الإنسانية: رغم الإيجابية الظاهرة في مخاطبة كافة الأطراف الموجودين في الميدان السوري للقيام بإجراءات بناء الثقة وفي هذا تراجع عما كان الغرب يصر عليه من تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن الجرائم والفظائع التي ترتكب في الميدان مع شيه تبرئه للإرهابيين فأننا لا نستطيع أن نطمئن لدور تلعبه الأمم المتحدة في هذا المجال خاصة وأن الأمين العام هو الذي سيواكب الموضوع. وأخيرا يبقى سؤال لماذا اقتصر النص على مخاطبة النازحين في الداخل للعودة الطوعية إلى ديارهم؟ لماذا لم يشمل نازحي الخارج أيضا ولماذا طوعية؟ أما في تقييم عام فأننا نرى أن القرار 2245 اكد هزيمة العدوان على سورية و اظهر واقعا دوليا جديدا هو الذي تحدثنا عنه في أيلول 2011 عندما كتبنا بانه "من الرحم السوري يولد النظام العالمي الجديد " و جاء القرار ثمرة أولية لهذا الجنين الدولي ليعلن بداية العملية السياسية ، لكن لا يمكن أن يركن اليه و يترك السلاح إذ قد يكون المستقبل اشد صعوبة و يستلزم اعلى درجات الحذر لان من خسر رهاناته مشهور بغدره ، ثم أن العملية لن تكون قصيرة فاقلها سنتين و قد تصل إلى ضعف المدة تلك مع المفاجآت التي تفرض بقاء اليد على الزناد في الميدان حيث القول الفصل. 
العميد د. أمين محمد حطيط
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


القرار2254 والتوازن الجديد
بقلم: الدكتور غالب قنديل

كلمة السيد في أسبوع الشهيد القائد سمير القنطار 27-12-2015
بقلم: العلاقات العامة . حزب الله . لبنان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//