جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

إردوغان يناور في حديقة الناتو للحصول على مكتسبات | بقلم: هدى رزق
إردوغان يناور في حديقة الناتو للحصول على مكتسبات



بقلم: هدى رزق  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
26-05-2022 - 3153

تتصرف فنلندا والسويد بناءً على افتراض أن تركيا لا تريد إضعاف الناتو، وأن معارضة إردوغان هدفها انتزاع تنازلات من أميركا.
أثارت عضوية السويد وفنلندا في الناتو إشكالاً بالنسبة إلى البلدين مع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرافضة لهذه العضوية، على الرغم من أن البلدين يعتبران انتماءهما إلى حلف الأطلسي ضرورة بالنسبة لهما وللولايات المتحدة في ظل الاصطفاف الغربي بوجه روسيا وضرورة تطويقها. كان الرئيس التركي واضحاً عندما قال إن تركيا لا تعارض توسيع الناتو، لكن من حقها أن توضح موقفها من الإرهاب في الدول التي تريد الدخول في المظلة الأمنية نفسها مثل تركيا.

وكانت الولايات المتحدة قد اتخذت قراراً بحظر توريد المعدات العسكرية إلى تركيا بعد عملية "غصن الزيتون " في عفرين في سوريا 2019، فاستجابت كل من السويد وفنلندا لهذا الطلب، وكانت تركيا قد طالبت الدولتين في إثر محاولة انقلاب 2016 بتسليم الأشخاص المحكوم عليهم في تركيا كونهم أعضاء في حزب العمال الكردستاني ومنظمة فتح الله غولن. إلا أن سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين السياسيين المتبعة في البلدين لا تلبي طلب إنقرة، ولا سيما أن الاتصالات التي تقيمها كل من فنلندا والسويد مع قوات سوريا الديمقراطية هي امتداد للعلاقة الأميركية القائمة مع هذه القوات في سوريا منذ عام 2014، بذريعة محاربة "داعش".

مخاوف حقيقية من فيدرالية أو كونفيدرالية كردية في سوريا
ترى أنقرة أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء منطقة كردية في سوريا تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني، بعد أن أعلنت مؤخراً للمستثمرين الأميركيين أنها ستستثني المناطق التي تسيطرعليها قوات سوريا الديمقراطية من العقوبات، والتي تنشئ شبه دويلة تعتبرها تركيا إرهابية. يعتبر الملف السوري من أبرز الملفات الخلافية بين الدولتين في ظل رفض أنقرة لسياسة واشنطن مد قوات سوريا الديمقراطية بأحدث ما أنتجته مصانع الأسلحة الأميركية، والوعود التي قطعتها لهم ومساعدتهم في بناء كيان سياسي لهم في مناطق نفوذ تخضع لحكم ذاتي بعيداً عن سلطة الدولة السورية، سواء كان ذلك عبر إعلان فيدرالية أو كونفيدرالية في الشمال السوري. يعترض إردوغان على دخول فنلندا والسويد إلى الناتو كعضوين، كما تريد الولايات المتحدة لتطويق روسيا بدول الناتو، لأنها تشكل لجوءاً سياسياً للكرد الذين يخططون للحكم الذاتي ليس فقط في سوريا وإنما أيضاً في تركيا، لكنه في الوقت عينه، يعي محدودية قدرات تركيا التي تعاني اقتصادياً، وفي ظل انقسام واستقطاب حاد قبل أشهر من انتخابات 2023 التي ستحدد مصيره السياسي .

يذكر إردوغان الولايات المتحدة بالوعود التي قطعتها لتركيا بعد انقلاب عام 1980 مقابل إذن من أنقرة لليونان بالعودة إلى الجناح العسكري لحلف شمال الأطلسي، الذي غادرته اليونان خلال أزمة قبرص عام 1974، وكيف عادت بعد ذلك اليونان إلى الجناح العسكري لحلف شمال الأطلسي، وتم قبولها في الاتحاد الأوروبي فيما بقيت تركيا خارجه لغاية اليوم. وفيما تتدفق الأسلحة العسكرية الأميركية إلى الأراضي اليونانية، ويتم نشر أكثر من 23 موقعاً استراتيجياً منها تراقيا الغربية وخليج سودا بجزيرة كريت القريبة من الحدود التركية اليونانية، تتعرض تركيا للنقد من الولايات المتحدة كحليف غير موثوق، في حين باتت القواعد العسكرية في اليونان تضم الأسلحة الثقيلة ومئات من العسكريين وعلى مرمى حجر من حدود تركيا.

إردوغان: مصداقية أم مناورة ومكاسب؟
تعتمد السويد وفنلندا على الولايات المتحدة لجعل تركيا تصوت لعضويتهما في الناتو، وتتصرفان على أساس افتراض أن تركيا لا تريد إضعاف الناتو، وتعلمان أن معارضة إردوغان هدفها انتزاع تنازلات من أميركا.

هل يمكن أن يكون مطلب أنقرة هو السماح ببيع طائرات F-16 لتركيا، مع احتمال تأجيلها إلى ما بعد انتخابات 2023؟ هل هذا يعني أن إردوغان لن يدعم عضوية الناتو من دون تقديم تنازلات ملموسة من السويد وفنلندا بشأن شخصيات مطلوبة جرى تقديم لوائح بأسمائها، أم أن المطالب ستشمل الاقتصاد؟ وهل سيتحمل إردوغان مواجهة ضغوط الولايات المتحدة وألمانيا وإنكلترا وفرنسا؟

الرئيس الأميركي جو بايدن استقبل رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي سولي نيسيتو يوم 19 أيار/ مايو في البيت الأبيض وقال لهما إنهما مدعومان من الولايات المتحدة في سعيهما للحصول على عضوية الناتو، وكأن جميع أعضاء الناتو قد وافقوا على توسيع الحلف، ولم يحسب حساباً لتصريحات إردوغان بل أوكل الأمر لوزير خارجيته بلينكن في محادثاته مع وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو. الرئيس الأميركي صديق قديم لإردوغان، ويعلم أن للرجل مطالب منها إعادة حرارة العلاقة معه إلى سابق عهدها، إلا أن هذا المطلب أصبح صعب المنال في ظل سياسات إردوغان الخارجية التي أضرت بتحالفه مع واشنطن.

في ظل الرفض الإردوغاني، وجد الرئيس الكرواتي في مناورات تركيا مبرراً لبلاده لفرض مطالبه، إذ يمكن للدول الصغيرة ككرواتيا، على وجه الخصوص، أن تجد فرصة لطلب تنازلات من دول مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا من خلال الاستفادة من طرق السويد وفنلندا باب التصويت. كل المؤشرات في أنقرة تشير إلى أن تركيا ستوافق إذا تم التوصل إلى إجماع معين، خصوصاً إذا خففت السويد من موقفها من حزب العمال الكردستاني وأجنحته، إذ سيكون موقف الولايات في هذا الموضوع هو الفيصل.

فيتو تركيا على انضمام السويد وفنلندا لا يعني نهاية انضمامهما إلى الناتو، أو نهاية عضوية تركيا في الناتو كما أعرب بعض المعلقين. الولايات المتحدة تريد الموافقة على العضوية في أقرب وقت ممكن، فلا يمكن لتركيا أن تتخلى عن الناتو، ولا يمكن للولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى أن تضحي بتركيا في وسط البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين. فإردوغان مرتهن للوضع التركي الداخلي في انتخابات رئاسية صعبة للغاية، على خلفية المشاكل الاقتصادية التي لم تحلّ في البلاد. وسيكون إظهار الضغط على الولايات المتحدة مفيداً أكثر من أي وقت مضى لتعزيز مكانته.

لذلك، ستستمر المفاوضات الدبلوماسية إلى حين موعد قمة الناتو التي ستعقد في مدريد يومي 28 و 29 حزيران/ يونيو حيث سيكتمل عقد الشركاء، وربما سيرفع البلدان( فنلندا والسويد) حظر الأسلحة المفروض على تركيا، وربما سيتم دعم تركيا مالياً في حل مشاكلها الاقتصادية. كل ذلك يتوقف على رد فعل الولايات المتحدة، التي تعتبر تركيا شريكاً مناكفاً ومتطلباً ولا يستجيب إلى مطالبها السياسية.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل ستقضم تركيا ريف حلب بالتغيير الديمغرافي ؟؟
بقلم: محمد شريف نصور

طريق "عربات النار" مليء بالمطبات
بقلم: حسن لافي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب هدى رزق |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//