جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

أوكرانيا: بوتين يربح من دون حرب | بقلم: ليلى نقولا
أوكرانيا: بوتين يربح من دون حرب



بقلم: ليلى نقولا  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-02-2022 - 2229

كان لافتاً الاتهام الَّذي وجّهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الغرب بتغذية الخوف والهلع من حرب روسية على بلاده، ما أضرّ بالاقتصاد الأوكراني، وكلّف بلاده مئات ملايين الدولارات، وجعل العملة الأوكرانية تهبط بمعدل 8% مقابل الدولار منذ بدء الأزمة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وأكَّد زيلينسكي أنَّ الحشود الروسيّة على الحدود مع أوكرانيا ليست جديدة، وأن التهديد الذي يتحدث عنه الغرب ليس طارئاً، ولم يطرأ أيّ تغيير عسكري يستدعي هذا الهلع وسحب البعثات الدبلوماسية، فأوكرانيا ليست “تايتانك”.

وعلى الرغم من كلِّ التصريحات والتهديدات الغربية، وخصوصاً الأميركية، من أن الروس سيجتاحون أوكرانيا، وأنَّ بوتين ينتظر تجمّد البحيرات للغزو، فقد أعلن الروس مراراً عدم وجود نية لديهم باجتياحها، وأبدوا تخوّفهم من أن يدفع الغرب أوكرانيا إلى هجوم على الإقليمين الانفصاليين في الدونباس، ما يحتّم الرد الروسي الذي يمكن أن يسوّقه الغرب على أنه هجوم روسي على أوكرانيا لتبرير العقوبات أو التوتر العسكري مع روسيا، علماً أنّه، وباستثناء السيناريو أعلاه الذي يدرجه الروس، والذي يحتّم عليهم الدفاع عن النفس (بحسب قولهم)، لا يحتاج بوتين إلى اجتياح عسكري مكلف جداً (عسكرياً واقتصادياً وبشرياً) في أوكرانيا لتحقيق تغيير سياسي في كييف يحقّق له مصالحه، فهناك العديد من أدوات الحروب الهجينة وحرب المعلومات وتدبير “ثورة ملونة” في الداخل وغيرها من الأدوات التي يتقنها الروس جيداً، علماً أنَّ الاحتلال الروسي لمناطق غرب أوكرانيا ليس أمراً مرغوباً فيه في ظلِّ وجود غالبية أوكرانية تتطلّع إلى العلاقة مع الغرب في تلك المناطق، ولا تحبّذ العلاقة مع روسيا، ما يعني أنَّ كلفة استقرار القوات الروسية واحتلالها تلك المناطق عالية جداً.

في كلِّ الأحوال، منذ إعلان الغرب أنَّ الروس يتحضرون لاجتياح أوكرانيا، يبدو أنَّ الأخيرين يربحون من مسار تطور الأمور قبل أن تحصل الحرب، وذلك على الشكل التالي:
1- إضعاف الموقف الأوكرانيّ:

إنَّ تراجع مؤشرات الاقتصاد الأوكراني بسبب التخويف من حرب محتملة، جعل أوكرانيا أقل رغبة في تحدّي الروس، وهو ما أعلنه الرئيس الأوكراني، الذي اعتبر أنَّ الاقتصاد الأوكراني يحتاج إلى حوالى 10 مليارات دولار للتعافي، وأن الحلول الدبلوماسية تبقى الأساس، وهو مستعد لمقابلة الرئيس بوتين لحلّ الأزمة.

وقال مسؤول أوكراني كبير لشبكة “CNN” إنَّ المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لم تسر على ما يرام”، وسط خلافات على “مستويات مخاطر” هجوم روسي. واعتبر زيلينسكي أنه يعرف ما في بلاده أكثر من الرئيس بايدن.
2- بثّ الخلاف بين أعضاء حلف الناتو:

بدفع من الأميركيين، بدأ أعضاء في حلف الناتو بنشر سفن وطائرات مقاتلة في أوروبا الشرقية، وهي خطوة يقول مسؤولو الناتو إنها تهدف إلى “تعزيز ردع الحلفاء”، لكن، كما بات واضحاً، هناك خلافات جوهرية بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن الرد على العدوان الروسي (المفترض) على أوكرانيا، إذ تتباين مصالح دول الناتو ونظرتهم إلى الصراع في منطقة أوروبا الشرقية وعلاقاتهم مع الروس.

– يدفع الأميركيون والبريطانيون، ومعهم بولندا، على سبيل المثال، إلى مزيد من الاشتباك مع الروس، وتشديد العقوبات عليهم، ومساعدة أوكرانيا عسكرياً. من جهة الأميركيين والبريطانيين، هي معركة رابحة في جميع المقاييس، إذ إنَّ الموقع الجغرافي لكل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية يجعلهما بمنأى عن أي تداعيات للحرب.

أما الموقف البولندي، فهو يعكس توجهات البولنديين القومية وعودة الروايات التاريخية التي تتحدَّث عن أن الغرب الأوكراني كان جزءًا من بولندا تاريخياً. وبالنسبة إلى بايدن، إنَّ إشغال العالم بالحديث عن اقتراب حرب عالمية كبرى، قد يلهي مواطني الولايات المتحدة الأميركية عن التفكير في سياساته الاقتصادية الفاشلة، ويظهره رئيساً قوياً استطاع أن يتصدّى لبوتين ويهدّده.

– أما ألمانيا وفرنسا، ومعهما العديد من دول أوروبا التي ترتبط بمصالح اقتصادية مع موسكو، فهي تعتقد أنَّ التفاهم مع الروس وإعطاءهم أحقية في حماية أمنهم القومي، يقيان أوروبا مآسي ونزاعات وتوترات هي بغنى عنها. ويعتبر هؤلاء أنَّ الولايات المتحدة الأميركية تدفع الأمور إلى تصعيد بعيد عنها، ولا يحتاج إلى انخراط جنودها فيها، ما يعني ربحاً كاملاً للأميركيين، على أن يتكبَد الأوروبيون الخسائر.
3- انقسامات في الاتحاد الأوروبي:

أعلن العديد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي خيبتهم لتهميشهم في اتخاذ قرارات مهمة بشأن أوكرانيا، إذ قال رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، إنّ “أيّ نقاش حول الأمن الأوروبي يجب أن يشمل الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا”.

– انقسامات حول طبيعة الردّ العسكري:

اعتبر الرئيس الفرنسي الذين لطالما دعا إلى استقلالية القرار الأوروبي عن الولايات المتحدة الأميركية، أنَّ التفاوض هو السبيل الأنسب للحل. وقال ماكرون، في حديثه إلى أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، إنَّ خطّة الأمن والاستقرار “يجب أن تُبنى أولاً بين الأوروبيين، ومن ثم يتمّ تقاسمها مع الحلفاء في الناتو”.

وتتباين دول الاتحاد في نظرتها إلى روسيا، فدول أوروبا الشرقية التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي السابق، تدعو إلى سياسات أكثر تشدداً مع الروس، وتفضل اللجوء إلى الحلول العسكرية، معتبرةً أن لا شيء يردع الروس سوى القوة، بينما تعتبر دول أخرى أن أوروبا لديها مصالح مشتركة اقتصادية وطاقوية وتجارية معهم يجب الحفاظ عليها، وأنَّ من غير المفيد للغرب دفع روسيا إلى التقارب أكثر مع الصين.

– انقسامات بالنسبة إلى خيار العقوبات:

تتباين رؤية دول الاتحاد حول طبيعة العقوبات التي يمكن فرضها على الروس وشدتها، ما سيعقّد القدرة على فرضها، فالعقوبات تحتاج إلى إجماع 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، ويجب مناقشتها مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين.

إن فرض العقوبات على الشركات الروسية، وإخراج روسيا من نظام سويفت، كما هدد بايدن، يعني أن العديد من دول الاتحاد وشركاته سيتضرر نتيجة هذه العقوبات، وسيتعذر على الأوروبيين شراء الطاقة من الروس، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعارها وارتفاع أسعار السلع والنقل وسواها.

يقلق العديد من الدول الأوروبية، كما الحكومات – وخصوصاً بعد سنتين من الإغلاق نتيجة جائحة كورونا – من تأثير العقوبات على الروس في الاقتصاد الأوروبي، علماً أن العديد من دول الاتحاد يتجه إلى انتخابات مفصلية في العام 2022، وستتأثر طبعاً الحظوظ الانتخابية في ظلّ التضخّم الاقتصادي وارتفاع أسعار الطاقة.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ّعودة العرب الى قلب العروبة النابض سورية
بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم

ما هيَ دلالات زوال إسرائيل، وما هيَ ضمانات بقائها؟
بقلم: اسماعيل النجار



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب ليلى نقولا |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//