جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

روسيا و الكيان ترتيب الأوراق و الأولويات | بقلم: الدكتورة هالة الأسعد
روسيا و الكيان ترتيب الأوراق و الأولويات



بقلم: الدكتورة هالة الأسعد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-10-2021 - 4356

و سورية محور هام في نقاشات الطرفين

يبدو أن زيارة نفتالي بينيت الصهيوني اليميني المتديّن إلى الولايات المتحدة و قيلولة رأس الأفعى الأمريكي جو بايدن التي أحرجت رئيس حكومة الكيان الجديد المفعم بالحقد و الكره و الذي يحمل أحلاماً ورديةً تلمودية في مخيلته، و نشاط الدفاعات السورية التي أظهرت فاعلية في صد الهجمات الصهيونية الليلية الجبانة جعلت الصهاينة يعيدون حساباتهم قليلاً ببرنامج عملهم ، وبالحكومة البائسة التي عاد رئيسها من عند سيد البيت الأبيض بخفَّي حُنين تعاني اهتزازاتٍ داخليةً و غضباً شعبياً و فشلاً تلو فشل.
أما بايدن الذي لم يستوعب بعد حجم مصابه إبّان انسحاب قواته الخائبة من أفغانستان ، و هو الذي يجري تحضيراته لتوقيع اتفاقٍ مع إيران، اضافة لما يدور في خفايا دهاليز السياسة الأمريكية حول الوجهة التالية للقوات الأمريكية ، حيث لم يستطع تقديم شيء لبينيت سوى دعم سياسيّ إعلامي و لو تخلل جلستهما قيلولة قصيرة أحرجت الرجل و أغضبته.
أعاد بينيت ترتيب أوراقه و قرر إرسال وزير خارجيته إلى روسيا حيث تجتمع خيوط اللعبة كلها هناك وسط ما يبدو أنه غيابٌ للأمريكيين و عدم رغبتهم بلعب أي دور هناك ، فسورية لم تعد من أولويات أمريكا حالياً ، أما بقاء الخطاب المعهود ضد إيران من قبل الأمريكيين والذي أصبح أقل تأثيراً و أكثر دبلوماسيةً من سابق عهدهم .
فتصريحات غريبة يطلقها وزير الخارجية الروسي يعلن فيها أن أمن إسرائيل من أهم أولويات بلاده في سورية و لن تقبل روسيا أن تكون أراضي سورية منطلقاً لعمليات عسكرية تستهدف الكيان و مستوطناته من قبل أي كان.
بالعودة إلى تاريخ الصراع السوري الإسرائيلي نستذكر كلمات قائدها الراحل حافظ الأسد الذي قال: "نحن لسنا هواة قتل و تدمير لكننا ندفع الموت عن أنفسنا" بهذه الكلمات القليلة حدد الرجل عنوان الصراع و أسبابه و مستقبله و أظهر بوضوح أن حرب السوريين مع الكيان هي للدفاع و رد الظلم و كيد المغتصب ، و أن حالة الحرب لاتنهتي إلا بنهاية الطبيعة العدوانية و الأطماع التوسعية لهذا الكيان المسخ و أن لسورية قيادةً و شعباً حق النضال و العمل في كل لحظة و بكل ما أوتيت من قوة لاستعادة أرضها المحتلة و جولانها السليب ، و ليس لكائنٍ من كان ثني سورية عن مواقفها المبدئية والثابتة في ضرب الكيان الغاصب في مقتله ، وفي عمقه الاستراتيجي حتي يذعن للحق و يعيد الأرض لأصحابها و يكف أذرعه الخبيثة عن المساس بأمن سورية و مستقبل شعبها العظيم الذي كان مبدؤه و عقيدته التي اتخذها منهجاً حياتياً أن ما أُخِذ بالقوة لا يُستَرَدُ إلا بها.
و إذا كانت روسيا الصديقة لإسرائيل حريصة على أمن إسرائيل، فلتحلّ بعلاقاتها المميزة الخلاف من جذوره و تعيد لجبهة فلسطين المحتلة الشمالية الهدوء ، وهذا الأمر يتطلب احترام حقوق سورية و شعبها باستعادة أراضيها المحتلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ، عندها فقط يمكن الحديث عن تهدئة بين سورية و الكيان، أما ما خلا ذلك فهو تصريحات إعلامية لا تسمن و لا تغني من جوع.
إن دخول روسيا و إيران إلى سورية كان بموافقة الدولة السورية و طلبها و بشكل دستوري و قانوني، ويخضع لاتفاقياتٍ متبادلة تحكمها احترام السيادة و الدستور و إرادة الشعب السوري ، وتشترط على الحليفين التنسيق في كل صغيرة و كبيرة مع الجهات المختصة في الدولة السورية وهذا ما اثبتته الوقائع خلال سنوات من الحرب على سورية ، وأما عن قلق المحتل الإسرائيلي فما هو إلا غضبٌ من تعزيز الجبهة الجنوبية لسورية ، و شلّ للأطماع التوسعية لهذا الكيان الذي يطمح تحقيق المزيد من الأطماع مستغلاً انشغال الجيش السوري بمحاربة الإرهاب الذي يتعرض له الشعب السوري منذ عقدٍ من الزمن، وأما ادعاءات لابيد وحكومته الأخيرة ماهي إلا افتراءات وحديث السيد لافروف عن أمن الكيان لا يتعدى الكلام الدبلوماسي ،و تطمينات للكيان المذعور في محاولة لجذبه نحو موسكو بعيداً عن واشنطن، لكن ما لفت هو عدم إدانته للخروقات الصهيونية الغادرة والمتكررة على اراضي الجمهورية العربية السورية ، رغم أن هذه الغارات لا تخدم إلا الإرهاب الذي عاث فساداً في سورية، وعليه احترام سيادة الدولة ،والكفّ عن الاستفزازات فإن للصبر حدود ، فلن تقف سورية و حلفاؤها إلى الأبد مكتوفي الأيدي إزاء هذه الاستعراضات .
إن سورية و منذ عقود تنتهج نهجاً قانونياً تحترم خلاله قوانين الشرعية الدولية و تسلك في كل شؤونها و مشاكلها المسالك الشرعية، وتلجأ في حل خصوماتها مع الدول إلى السبل الرسمية و القانونية، ولا يليق بها و بشعبها العظيم والعريق المتجذر بالتاريخ التصرفات الرعناء و سياسة العصابات التي تنتهجها مجموعة اللقطاء من الصهاينة الذين اجتمعوا في أرضٍ لم يعرفوها و لم يعرفها أجدادهم أهداها لهم انكليزيّ منافق في غفلة من العرب و وهنٍ من الأمة.
إن سورية بجيشها و قيادتها و معها حليفها الإيراني تلتزم بالتنسيق على أعلى المستويات و احترام المواثيق الدولية، ويحتفظ السوريون في أي وقت و بأي ظرف بحقهم بالرد على انتهاكات هذا الكيان ، و ضربه في كل شبر و نقطة و ساعة حتى خضوعه للقوانين ، و إعادته للحقوق المسلوبة و على رأسها الجولان السوري المحتل، وأن سورية لم ولن تكون ساحةً و ملعباً لقوى إقليمية أو مكاناً لتصفية الحسابات من أي طرف صديقاً كان أم عدواً ، و أن هذا التصريح ينتقص من السيادة السورية و يسيء للدولة و الشعب السوري، ولسورية كامل سلطتها على أراضيها التي ستكون، ولا يمكن التغاضي عن قلة احترام سيادتها فعلى الكيان الصهيوني ،ومن يناصره أن يعوا جيداً أن سورية ستظل مصدر قلق و تهديد و عداوة للكيان ، طالما بقي شبر من سورية سليباً بيد الصهاينة وينادي وطنه الأم ، و كل سلاح مقاوم يخدم أهداف سورية في هذا الاتجاه مرحبٌ به و يلقى من شعب سورية و قيادتها كل المحبة و التأييد و الاحترام، و أما ادعاءات لابيد و حكومته فما هي إلا ألاعيب سياسية سخيفة اعتادها هذا الكيان الغاصب لإظهاره ضحيةً مستهدفةً تدافع عن نفسها.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مفاهيم منوّعة - الشرق أوسطية
بقلم: جامعة الأمة العربية

إعادة ترتيب الإقليم وفق الأجندة الأمريكية أو إيقاع إنجازات محور المقاومة؟
بقلم: الدكتورة ميادة رزوق



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتورة هالة الأسعد |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//