جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

العودة الأميركيّة إلى الاتفاق النّوويّ وتداعياتها على “إسرائيل” | بقلم: حسن لافي
العودة الأميركيّة إلى الاتفاق النّوويّ وتداعياتها على “إسرائيل”



بقلم: حسن لافي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
23-02-2021 - 1014

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استعدادها لقبول دعوة أوروبية للمشاركة في اجتماع تحضره إيران لبحث المسار الدبلوماسي بشأن ملفها النووي، بالتوازي مع سحبها الطلب الذي قدمته إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب للأمم المتحدة، لإعادة فرض العقوبات الدولية عليها، إضافة إلى قرار تخفيف القيود على الدبلوماسيين الإيرانيين في نيويورك.
يبدو أنَّ هذه الخطوات الأميركية تأتي بالتنسيق الكامل مع دول الاتحاد الأوروبي المركزية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا)، كإشارة من إدارة جو بايدن للعودة إلى سياسة الدبلوماسية الجماعية مع الشركاء التقليديين في دول الاتحاد الأوروبي، بعد سنوات عجاف من العمل الأميركي الأحادي في ولاية ترامب، التي اتسمت بفتور العلاقة الأميركية مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ومؤسَّسات الأمم المتحدة.

يحمل القرار الأميركيّ تجاه إيران في طياته الكثير من التداعيات على سياسات الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادة بايدن تجاه “إسرائيل”، من أهمها:
أولاً: يعتبر القرار الأميركي نهاية سياسة الضغوط الأميركية القصوى على إيران، من خلال العقوبات الاقتصادية والعسكرية التي مارسها دونالد ترامب طوال فترة رئاسته، الأمر الذي كانت “إسرائيل”، وما زالت، تعتبره أمراً أساسياً للحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، إذ إن هذه السياسة تخدم “إسرائيل” من عدة نواحٍ، بعيداً من موضوع الملف النووي، نذكر منها:
سياسة الضغوط القصوى وضعت الولايات الأميركية المتحدة وإيران على مسار المواجهة الفعلي الذي كان من الممكن أن تتدحرج به الأمور إلى حرب مفتوحة، وخصوصاً بعد إقدام أميركا على اغتيال الفريق قاسم سليماني، الأمر الذي يخدم التوجّهات الإسرائيلية في توريط الأميركيين في مواجهة عسكرية، لخدمة أهداف إسرائيلية متمثلة بالقضاء على الخطر الإيراني بكليّته بأقلّ التكاليف الممكنة إسرائيلياً.

لا يقتصر تأثير سياسة الضغوط القصوى الأميركية على المشروع النووي الإيراني، بل يتعداه إلى التأثير في قوة إيران العسكرية التقليدية، سواء في ملف تطوير مشروع صواريخها الباليستية أو في اتساع محور المقاومة وتناميه عسكرياً وجغرافياً، وهما القضيتان اللتان لم يشملهما الاتفاق النووي مع إيران، واللتان تعتبرهما “إسرائيل” خطراً استراتيجياً على أمنها القومي.
ورغم حرص إدارة بايدن على إيقاف تعاظم إيران العسكري في المنطقة، فإنَّ اهتمامها ينصبّ على عدم تمكينها من امتلاك السلاح النووي في الدرجة الأولى، وخصوصاً بعد تحركاتها الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20%. وهنا يبرز فارق جوهري في المواقف بين جو بايدن وبنيامين نتنياهو بالنسبة إلى الكيفيّة المثلى للتعاطي مع الملف الإيراني، ففي الوقت الذي يحاول بايدن إتمام الملف النووي، ليصبح بعدها الأمر أكثر سهولة لمعالجة الملف العسكري الإيراني، يعتبر نتنياهو أنّ معالجة الموضوعين رزمة واحدة من خلال الضغوط القصوى على إيران هي الحلّ الأمثل.

اعتبرت “إسرائيل” أنّ سياسة الضغوط القصوى الأميركية تؤثر على المدى البعيد في استقرار النظام السياسي في الجمهورية الإسلامية في إيران، أو تشغله على الأقل بقضايا داخلية تحت وطأة الحصار الاقتصادي.
ثانياً: أتى القرار الأميركيّ بالتنسيق الكامل مع الاتحاد الأوروبي. وهنا، ثمة إشارة واضحة إلى عودة الاعتبار إلى تأثير الموقف الأوروبي في القرارات الأميركية تجاه قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، الأمر الذي سيمنحه تأثيراً أكبر في قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد تهميش دوره على امتداد ولاية ترامب.

ومن الجدير بالذكر أن الكثير من المواقف الأوروبية يتعارض مع المواقف الإسرائيلية في العديد من القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، من مثل حلّ الدولتين والاستيطان وحملة المقاطعة “B.D.S”، وحديثاً محكمة الجنايات الدوليّة.
ثالثاً: رغم إبلاغ الإدارة الأميركية “إسرائيل” بنيّتها المسبقة بإصدار القرار، فإنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن لم يخبر نتنياهو بالأمر بشكل شخصي أثناء المكالمة الهاتفية الّتي جرت بينهما قبل يوم من القرار الأميركي، بمعنى أن سياسة بايدن تجاه نتنياهو تتسم بعدم الثقة والبرودة في العلاقة، بخلاف نمط التعاون السابق المفتوح بينه وبين ترامب، والذي بات من الزمن الغابر، وخصوصاً أن المكالمة الهاتفية جاءت بعد مرور أكثر من شهر على دخول بايدن إلى البيت الأبيض، إلى درجة أن عدم اتصاله به أثار انتباه الإعلام الإسرائيلي في فترة انتخابات إسرائيلية حساسة.
لا بدَّ من التأكيد أنَّ السياسة الأميركية تجاه الملف الإيراني لا يمكنها أبداً القفز عن مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي، حتى مع وجود بعض الاختلاف في المقاربات، لأن ذلك ينبع من الحرص الأميركي على أمن “إسرائيل”. أضف إلى ذلك أنَّ شعور إدارة جو بايدن والحزب الديمقراطي الأميركي بالمسؤولية الإيديولوجية تجاه “إسرائيل” والحركة الصهيونية يجعلهما يبادران إلى اتخاذ بعض القرارات التي تخدم أمن “إسرائيل”، ولو لم تحظَ بإعجاب الحكومة الإسرائيلية.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


لماذا بلاد العرب و"اسرائيل" معاً في إطار "ناتو" إقليمي جديد ؟
بقلم: الدكتور عصام نعمان

الحسكة السورية بين التصعيد والحصار
بقلم: حسين المير



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسن لافي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//