جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

عزل ترامب ضرورة داخلية، أم دهاء استراتيجي؟ | بقلم: الدكتور حسن حسن
عزل ترامب ضرورة داخلية، أم دهاء استراتيجي؟



بقلم: الدكتور حسن حسن  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
15-01-2021 - 1097

لم يكن مفاجئاً التصويت في مجلس النواب الأمريكي بالموافقة على عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تنتهي ولايته في 20/1/2021 أي بعد أسبوع واحد فقط، ومن حق كل المتضررين من عدائية ترامب وظلمه وعنجهيته وعربداته التي لم تتوقف وازدادت كثافة في الأيام الأخيرة من ولايته أن يفرحوا بالقرار، وأن يعبروا عن يقينهم بأن لعنة الشعوب المظلومة التي استهدفها ترامب بسياساته الاستعلائية القهرية قد قذفت به إلى أسوأ مصير يمكن أن يناله رئيس أمريكي، ولا شك أن وسائل الإعلام المتنوعة ومن ضمنها وسائل التواصل الاجتماعي ستغضّ بالمقالات والتحليلات والآراء التي تتحدث عن قرار العزل من زوايا متعددة وفق تموضع ووجهة نظر كل كاتب، وفي خضم المزيج المتعدد والمتناقض مما سيتم تداوله أحببت أن أتناول الموضوع بطريقة قد تبدو مختلفة بعض الشيء عن الأمنيات والرغبة المشروعة برؤية تحطم الصلف الأمريكي، وهذا يتطلب التوقف عند بعض النقاط المهمة التي قد تساعد على اتضاح الصورة بشكل أفضل، ومنها:
• إقدام أنصار ترامب على اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من الشهر الجاري أظهر بعض معالم الشخصية الأمريكية العدوانية على حقيقتها، وحديث ترامب مع تلك الحشود الهائجة قبل بدء الاقتحام ومتابعته عبر نافذته لما يقدمون عليه يؤكد مسؤوليته المباشرة والكاملة عن كل ما خلَّفه عنف الاقتحام ودلالاته الكارثية.
• افتضاح كذبة الديمقراطية الأمريكية المتناقضة مع كل ما تم الترويج له عبر عقود، وتبلور حقيقة الادعاء برفض العنف والخضوع للقانون وفق الواقع القائم المتناقض بالفعل مع كل ما تم ترويجه والتعامل معه على أنه من المسلمات، فثبت أن لا مسلمات قائمة عن سلمية أي حراك أمريكي، بل تناقضات عمودية وأفقية لا يستطيع عاقل منصف غض البصر عن أخطارها وتداعياتها المفتوحة على المجهول.
• وصول أنصار ترامب إلى مبنى الكابيتول ودخوله والعبث بمحتوياته لا يمكن أن يتم إلا برضا السلطات المختصة العاملة هناك، ولاسيما أنه تم الإعلان رسميا عن عزم أنصار ترامب على منع الكونغرس من إقرار نتائج الانتخابات الأمريكية التي حُسِمَتْ لصالح جو بايدن بشكل نهائي، ولولا الرضا الضمني بالعملية لما كان بإمكان المتظاهرين الوصول إلى المنطقة أو دخولها بالمطلق، فلماذا لم يتم منعهم من ذلك؟.
• رفع سقف التهديدات العسكرية الأمريكية ضد إيران، وتوجه البوارج والغواصات العملاقة، والقاذفات الاستراتيجية "ب 52" إلى مسرح العمليات المفترض، وتكرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية المباشرة على الداخل السوري كان بهدف جر أطراف المقاومة لرد يحدد العدو زمانه ومكانه وطبيعته، لتحميل المحور المقاوم المسؤولية عن اشتعال المنطقة، وعندما أخفقت كل تلك المحاولات في توجيه الأحداث بما يخدم أهداف أصحاب الرؤوس الحامية، ويساهم في تصدير الأزمات الداخلية المتراكمة في إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، كان التوجه لأمر دراماتيكي يفرض اتخاذ إجراءات عالية السقوف، فهل جاءت عملية اقتحام الكابيتول لخلط الأوراق ووضع المنطقة والعالم أمام سيناريوهات متداخلة ومتناقضة بآن معاً؟.
• لو أن قرار العزل يستند بحق للتخوف والخشية من إقدام ترامب بشخصيته المتهورة والمكابرة بعناد على ارتكاب حماقة ما، كتوجيه ضربة نووية لإيران، لما كان بإمكان الديمقراطيين منع ذلك على امتداد السنوات الأربع من حكم ترامب وزبانيته، والتساؤل المشروع هنا هو: هل غاب عن مفاصل صنع القرار الأمريكي أن مجرد الإعلان عن التفكير بإجراءات العزل تمنح ترامب الحافز الإضافي، والوقت الكافي لتنفيذ ما ادعوا أنهم يخشون حدوثه، وأنهم لا يريدون توريط الولايات المتحدة الأمريكية بحرب مجهولة النتائج في منطقة ترتج على برميل بارود منذ سنوات، فكم من الوقت يستغرق الضغط على أزرار الحقيبة النووية؟.
استناداً لما تقدم، وانطلاقاً من أهمية العمل على تقديم أجوبة مقنعة على التساؤلات المطروحة آنفاً يجد الباحث المهتم نفسه أمام ضرورة التأني في القراءة، والتفكير الجدي ببعض الأهداف التي يمكن أن تكون مخفية بخبث وراء اتخاذ قرار العزل، ويمكن باختصار الإشارة إلى بعضها، ومنها:
1- محاولة ترميم التشوهات الجوهرية التي أصابت الشخصية الأمريكية بعد تبلور حقيقتها العدوانية القائمة على العنف والتخريب وخرق القوانين، والاحتكام إلى شريعة الغاب عبر الغوغاء الرعاع المستعدين لتدمير كل شيء إرضاء لعنادهم وعقد نقصهم التي تصور لهم أنهم الأفضل والأقوى والأجدر والأحق بكل ما يريدونه بغض النظر عن حقائق الواقع ومعطياته.
2- التقليل ما أمكن من تداعيات الشرخ العميق والانقسام الحاد في المجتمع الأمريكي أفقياً وعمودياً، بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية، وما تلاها من مواقف تم تتويجها باقتحام مبنى الكابيتول، لتظهر الولايات المتحدة الأمريكية بجبروتها كإحدى جمهوريات الموز وفق التوصيف الأمريكي.
3- التخوف المشروع من ذهاب أمريكا إلى المجهول أو دخولها في حرب أهلية، فيما لو أصر ترامب على رفض النتائج المعلنة للانتخابات، وإمكانية إقدامه على خطوات تتراكم قبل الوصول إلى تاريخ 20/1/2021م.
4- تصدير رسالة لأنصار ترامب بأنه أصبح ورقة محروقة، ولا جدوى من أية خطوة يتخذونها طالما أن قرار العزل قد اتخذ في مجلس النواب وستستكمل الخطوات المطلوبة تباعاً.
5- ماذا لو كانت "الدولة العميقة" تستهدف حشر ترامب في الزاوية الضيقة تمهيداً لدفعه دفعاً لارتكاب حماقة مبرمجة بدقة يتم تحميل مسؤوليتها المباشرة لترامب شخصياً، وتفتح المجال لإدارة بايدن لشطب كل الجرائم الأمريكية المرتكبة في المنطقة، وتصدير صورة مناقضة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية تبقى القوة الأعظم القادرة على التدمير والإفناء، وفي الوقت نفسه هي الحريصة على الالتزام بالقانون، وبما توقع عليه من اتفاقات، وأن عهد ترامب لا يعدو أن يكون صفحة سوداء تم طيها، ولا ضير في نزعها من السجل الأمريكي؟.
قد يكون هناك الكثير مما يمكن قوله ضمن أية فكرة من الأفكار السابقة، ويبقى من ثوابت التفكير الاستراتيجي أنه لا يجوز الاستبعاد المطلق لأي سيناريو مهما كان احتمال حدوثه متدنياً، وهذا لا ينفي اليقين التام لدى مفاصل صنع القرار الأمريكي أن إيران لا تندب حظها وتنتظر راعي البقر الأمريكي ليمطرها بصواريخ وآلة تدميره، بل أعدت ما يمكّنها من الدفاع المشرف، وإرغام المقامرين والمتغطرسين على إعادة الحسابات أكثر من مرة، فمنطقة الخليج وما بعدها تحت مرمى النيران الإيرانية، وقد يكون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من يتمنى إقدام واشنطن على خطوة كهذه لتفريغ بعض المستودعات التي تغص وتكاد تضيق بشتى أنواع الصواريخ المُصَمَّمَة لمثل ذاك الوقت، وعندها بكل تأكيد ستتسع جغرافية مسرح العمليات وتمتد وتطول، فجميع السيناريوهات المعروفة والمجهولة موضوعة على الطاولة بل على شاشة عرض المسؤولين عن التعامل مع أية تداعيات مفاجئة.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مَن يدمر لبنان، ولماذا؟
بقلم: تيري ميسان

#هل ينجح قآني في إنجاز ما بدءَ بهِ سُليماني؟
بقلم: اسماعيل نجار



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور حسن حسن |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//