جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

محور المقاومة يحدد عمق المشهد ويقرر ... | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
محور المقاومة يحدد عمق المشهد ويقرر ...



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
26-10-2015 - 6089
قد يكون الأسبوع الأخير حمل وحفل بأحداث ومواقف شتى جعلت البعض "يشرد " بذهنه إلى تصور مشهد يظنه انه هو ما سيكون القاعدة التي يبنى عليها الحل، وبالمقابل يرى العارفون ببواطن الأمور أن الحقيقة في مكان وتصورات ذاك البعض ظنونه في مكان آخر، ومع هذا التباعد نرى أن نضع الأمور إلى نصابها تحديدا للصورة الحقيقية لمشهد الإقليمي وخريطة العلاقات الدولية بعد المتغيرات التي حدثت.
وقبل ذلك نرى أن نذكر ببعض ما مضى وما اختزنه التاريخ القريب، لان في ذلك فائدة لفهم وإيضاح ما نرمي إليه ونريد إبرازه من حقيقة. وفي هذا المجال نبدأ بالمشهد الذي انقلب اليه العالم بعد انحلال الاتحاد السوفياتي، حيث كاد العالم كله يسلم أو يستسلم لأميركا باعتبارها القوى العظمى الوحيدة التي تملك القرار الدولي وتتصرف به، ولم يشذ عن هذا السلوك ألا قلة قليلة جدا نسبيا لا يتعدى تعدادها أل مئة مليون من أصل ست مليارات هم سكان المعمورة يومها. 
انهم الملايين المئة الذين تحالفوا فيما بين كياناتهم السياسية المتنوعة الهوية و الأنظمة ة قرروا أن يقاوموا الهيمنة الأميركية و يتمسكوا بحقوقهم الوطنية و القومية كما و الشرعية و الدينية ، و تساندوا و تعاضدوا فيما بينهم حتى سجلوا في سياق "تمردهم على القرار الأميركي" إنجازات و نجاحات كبرى راحوا يحصدونها بدءا من العام 2000 وصولا إلى العام 2010 حيث قررت أميركا و خلفها الحلف الأطلسي أن تعاقب محور المقاومة هذا بحرب تدميرية اجتثاثيه تغييرية لا تشبه في وحشيتها شيئا من الحروب التي يذكرها التاريخ ، فكانت الحرب – العدوان الذي اسمي "ربيعا عربيا" و هي التسمية ذات الدلالة الكاذبة المعاكسة للحقيقة فالربيع هو للمعتدي و للعرب النار و الدمار كما هو حاصل . 
ومرة أخرى يستوعب محور المقاومة الحدث، ويفهم ماذا تريد أميركا من الحريق الذي أضرمته بعد تخطيط عميق، ومرة جديدة يقرر محور المقاومة أن يواجه لأنه رأى وبواقعية وموضوعية أن كلفة المواجهة مهما بلغت تبقى اقل من كلفة الرضوخ والاستسلام، ويكفي أن نقول إن كلفة الاستسلام لن توكن اقل من تحويل المنطقة إلى ممتلكات خاصة لأميركا وجعل ناسها عبيد عند "السيد الأميركي" مسلوبي الهوية والتاريخ ولا يترك لهم مستقبل يحلمون به أو حاضر يعيشونه بكرامة وسيادة وعزة.
لقد جمعت أميركا لشن عدوانها تحت تسمية "ربيع الحريق العربي" كل ما يمكن لها جمعه، وحشدت 133 دولة للانخراط فيه وسخرت له كل الثروة العربية النفطية، والأسوأ من كل ذلك سخرت الدين الإسلامي الذي صنعت منه دينا يناسبها على حد ما قال رئيس أل سي أي أي السابق في العام 2006 عندما أعلن في محاضرة في البنتاغون قائلا " " علينا أن نصنع لهم إسلاما يناسبنا، ونغريهم للاقتتال به وحوله حتى يتآكلون ونهرع إليهم منقذين “.
رغم هذا التحشيد فقد تمسك محور المقاومة بحقوقه ورفض الانصياع للهيمنة الأميركية التي تجلت غطرستها في ممارسة الأملاء والفرض على الدول وأعطت أميركا لنفسها الحق بان تحدد من يحكم هذه الدولة أو تلك أو من عليه أن يرحل ومن هو شرعي ومن هو غير شرعي من الحكام، متجاوزة في ذلك كل قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأخلاق والكرامات. وهنا نجد أن من كان منصاعا للإرادة الأميركية ينفذ من غير كلمة يسجل فيها مجرد اعتراض أو حتى استفهام (كما حصل في قطر التي أبدل أميرها باخر) ونجد أصحاب الكرامات والعنفوان الوطني الذين تمسكوا بحقوق شعبهم وسيادته يرفضون الأملاء الأميركي وكانت سورية ورئيسها المثال النموذجي لهذ ا الرفض مع التمسك بالكرامة والعزة الوطنية. 
وهنا يجب أن نفهم ماذا تعني أميركا بقولها بان "الرئيس الأسد فقد شرعيته و عليه أن يرحل "، لأنه من المهم أن نحدد جوهر القول و مدلوله ، فالمسألة ليست شخصية محصورة في شخص رئيس يبقى أو يذهب ، أنما هي ابعد من ذلك بكثير فهي تتصل في تعيين مصدر الشرعية و صاحب الحق بممارستها ، فأميركا تريد أن تقول بكل بساطة إنها هي و ليس الشعب السوري هو من يسبغ الشرعية أو يسقطها عن الحاكم ، أي أن تقول إنها هي صاحبة السيادة على سورية التي تنظر اليها أميركا كما تنظر إلى غيرها من البلدان بانها ملكها و لا سيادة لاحد عليها ألا لأميركا و لهذا فان أميركا ترسل طائراتها إلى سورية دون استئذان احد و دون التوقف عند موقف أو قرار من مجلس الأمن ، و أن القبول بالموقف الأميركي يعني تنازل سوري نهائي عن حق الشعب في اختيار حكامه حيث سيكون بعد ذلك القرار الأميركي وحده هو الذي يعين لسورية أي رئيس في المستقبل و هنا الخطورة و هنا مكمن الاستعمار العميق.
لهذا ترفض سورية و يرفض معها محور المقاومة هذا الانتهاك ، و يرى المحور أن له الحق بالاستعانة في مواجهة العدوان الأميركي باي صديق أو شقيق يملك الشجاعة لتقديم المساعدة دون أن يخشى "الغضب الأميركي " و بهذا المنطق جاء الطلب السوري من روسيا و كانت التلبية بتقديم مساعدة عسكرية روسية لوجستية و عملانية للجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان السوري ، و بهذا الفهم كان الرفض السوري للإملاء الأميركي حول الرئاسة السورية و مشروعيتها و بهذا المنطق كانت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأسد إلى موسكو وكانت الحفاوة التي أحيط بها و كانت المواقف الاستراتيجية الكبرى التي اعلنها السيد حسن نصرالله في عاشوراء ، مواقف تزامنت مع ما صدر من طهران و دمشق من مواقف تتكامل جميعها لترسم مشهد الموقف بريشة محور المقاومة و تحدد قواعد الاشتباك على أساسه كالتالي : 
1. أن العدوان على سورية والمنطقة هو عدوان أميركي تستعمل فيه أدوات وتابعين، عدوان يستهدف المنطقة لتحويلها إلى مستعمرة، وشعوبها إلى عبيد لا هوية لهم ألا ما تحدده أميركا.
2. أن الإرهاب هو أداة أميركا في عدوانها ولذلك فان أي تغيير سياسي مهما كان طفيفا في ظل وجود الإرهاب أنما هو تمكين لأميركا من تحقيق أهداف عدوانها لذلك تجب مواجهة الإرهاب واجتثاثه في المنطقة قبل أي عمل آخر لان في ذلك تميكن للشعب من ممارسة حقوقه وسيادته.
3. أن عمل محور المقاومة مع أصدقاء صادقين أمثال روسيا وطلب المساعدة منهم أنما هو حق سيادي مشروع ليس لاحد أن ينتقده أو يحول دون ممارسته. 
4. أن أي حل سياسي يجب أن يقوم على مبدأ أساس "السيادة للشعب" وهو من يمارسها عبر حكام يختارهم، وليس لأميركا أن تحدد من يحكم ومن يذهب وأن مجرد البحث في الموضوع يعتبر عدوانا كاملا، والرئيس الأسد بات رمزا وعنوانا للسيادة الوطنية وليس لاحد من أميركا أو اتباعها وأدواتها تدنيسه بمجرد تناوله في البحث. 
5. أن محور المقاومة كما رفض الخضوع في العام 1990 وانتصر بدءا من العام 2000، وكما واجه وصمد منذ العام 2010 مستمر في المواجهة حتى يحقق النصر النهائي الذي يقترب يوما فيوما وهي مواجهة مستمرة مهما كانت الأثمان وليس في قاموس محور المقاومة تنازل أو تسوية تمس حرية الشعب وسيادته.
  
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مؤتمر هرتسليا : العقل الجماعي الاستراتيجي المفكّر في مستقبل الكيان الصهيوني.
بقلم: علي محمد

صواريخ مضادة للطائرات من تركيا والجيش يتقدم و«الموك» تحتضر في الجنوب
بقلم: فراس الشوفي | الأخبار



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//