جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

لهذه الأسباب يقلق المعتدون على سورية ويتقهقرون | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
لهذه الأسباب يقلق المعتدون على سورية ويتقهقرون



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
04-10-2015 - 5723

  مع الطلعة الجوية الأولى التي نفذها الطيران الروسي ضد الإرهابيين بناء لطلب سوري شرعي، بدأت التداعيات والمفاعيل والصور ترتسم في الأفق الدولي وتسارع الاصطفاف الدولي بالظهور راسما حقيقة المشهد وحقيقة العدوان على سورية وحقيقة الجبهة الدفاعية التي تواجهه وبالتالي لم يعد صعبا اليوم القول بان العالم انقسم وضوحا الى مجموعات استراتيجية متمايزة لكل منها أهدافها واستراتيجيتها ربطا بتلك الأهداف...لقد أكد هذا الاصطفاف المتنامي ان حالة التفرد والأحادية القطبية وامتلاك الغرب بقيادة أميركية لقرار العالم هي حالة ولت الى غير رجعة لتحل مكانها وضعية دولية جديدة يسعى الأطراف فيها الى إقامة التوزان في العلاقات الدولية بين المجموعات المتشكلة مع تفاوت بالأهداف والنهج والاستراتيجية. ..فالمجموعة الغربية الأطلسية ومعها أدوات إقليمية عربية وإسلامية تدعي بانها صاحبة الحق في قيادة العالم وأنها وصية على هذا العالم ولها ان تحدد لكل طرف دولي حجمه ودوره وسلوكه متجاوزة في ذلك القانون الدولي وما ينص عليه من مبادئ احترام السيادة الوطنية والقرار المستقل للغير. وبهذا التصور الخاطئ شنت اميركا الحرب تلو الحرب منذ ان تفكك الاتحاد السوفياتي فدمرت وقتلت وفتت وهجرت، كل ذلك مع ادعاء بانها تمارس حقا الهيا اعطي لها لقيادة العالم. ..وبذات هذا المنطق المنحرف عن الحق والحقيقة شنت هذه المجموعة عدوانها على سورية وحشدت له أكثر من 160 ألف مسلح صنفتهم بين منظمة إرهابية ومعارضة مسلحة معتدلة ومعارضة سورية ورعت الجميع ونسقت ادوارهم من اجل اسقاط سورية، كما انها وبكل وقاحة جاهرت برفضها للحكومة السورية الشرعية وأعطت لنفسها الحق بان تمنح الشرعية او تسقطها عن هذا او ذاك ممن يتولون امر الحكم فيها. ..في المقابل كانت سورية ومعها محور المقاومة في موقع الدفاع عن النفس، فواجهت وتصدت وصمدت ومنعت العدوان من تحقيق اهدافه الرئيسية الاستراتيجية الكبرى فحالت دون حسم المعتدي للأمر في الميدان عبر ارهابيه. هنا سارعت اميركا التي خافت على مشروع العدوان من السقوط، فابتدعت تحالفا يدخلها الى الميدان مباشرة تحت ذريعة محاربة الإرهاب. وادعت ان هذه الحرب على الإرهاب تستلزم عشر سنوات على الأقل، وفي عملية تزوير وخداع موصوف أقدمت مجموعة العدوان على تشكيل هذا التحالف الذي زعمت انه من اجل محاربة الإرهاب، ولكنه في الحقيقة لم يكن سوى جسر تعتمده المجموعة العدوانية للحضور المباشر في الميدان...نعم لم يكن التحالف الدولي الذي انشأته اميركا تحت عنوان "الحرب على داعش “، لم يكن لمواجهة الإرهاب بل كان في الحقيقة من اجل تمكين الإرهابيين من إدارة حرب استنزاف طويلة ضد سورية ومحور المقاومة كله بعد العجز عن اسقاطها. وبمراجعة بسيطة لما قام به التحالف المزيف خلال 14 شهرا نجد انه لم يفعل شيئا مؤثر ضد داعش لا بل مكنها من التمدد الواسع وساهم في رسم صورة اسطورية لها كادت ان تجعلها كيان عسكري خارق لا يقوى على مواجهته أحد. ..في المقابل كانت سورية ومحور المقاومة تزداد يوما بعد يوم إصرارا على الدفاع ومنع العدوان من تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية الأساسية، فكان هذا الصمود الاسطوري الذي أذهل العالم، ثم كانت المفاجأة لتي صدمت مجموعة العدوان، مفاجأة تمثلت باستجابة روسيا السريعة والفعالة لطلب سوري بمساعدة العسكرية في مواجهة الإرهاب الذي ان تمكن من سورية وحقق اغراضه فيها سيتمدد الى روسيا ويتابع اجرامه على أراضيها. ومع دخول القوات الجوية الروسية الى السماء السورية وبدء القصف وملاحقة الإرهابيين بدأت أوراق الخداع تسقط وتنكشف عورات المعتدين، اذ في مقارنة بسيطة بين وضعية الطيران الروسي وطيران التحالف الدولي نجد:
-1- روسيا تعمل وفقا للقانون الدولي وتحترم سيادة سورية وشرعية الحكم فيها والقرار المستقل للشعب السوري، بينما نجد دخول طيران التحالف الى سورية تم دونما طلب او ترخيص او اذن او تنسيق مع حكومتها ودونما تكليف من مجلس الامن، ما يشكل انتهاكا للسيادة الوطنية السورية وتجاوزا للشعب السوري وللقانون الدولي فهو بكل بساطة عدوان موصوف.
-2- الطيران الروسي يعمل وفقا لخطة عسكرية علمية مبرمجة، وينفذ أهدافه بشكل يرفع من فعالية غارته وتأثيرها على الإرهابيين حيث انه يركز على منظومة القيادة والسيطرة للإرهابيين، وعلى منظومة الإدارة واللوجستية لهم، وعلى شبكة الانتقال والاتصال بين مراكزهم، وهو يستعد في المرحلة الثانية لتقديم الاسناد الجوي الفعال للقوات البرية للجيش العربي السوري ليساعده في تطهير الأرض السورية من الإرهابيين واستعادتها الى كنف الامن الوطني السوري... في المقابل نجد ان طيران التحالف لم يستهدف خلال ال 14 شهرا من عمله في سورية والعراق أي من الأهداف التي تؤثر على الإرهابيين ولم يمنعهم من التمدد، وهو يرفض التنسيق مع الجيش العربي السوري رغم ان اميركا تعلم ان لا قيمة للغارات الجوية ان لم تستثمر بريا، وبالتالي فان كل ما قام به طيران التحالف لا يعدو كونه عملا استعراضيا فولكلوريا اعتمد من اجل التخدير لتمكين داعش والإرهابيين من التوسع في العراق وسورية تحقيقا للأهداف الأميركية... ان فشل اميركا وتحالفها بالحاق الهزيمة بداعش كما تصرح، لم يكن نتيجة عجز او جهل، بل لان اميركا أصلا لا تريد محاربة الإرهابيين لأنها تستثمر بالإرهاب وتتخذه جسر عبور الى أهدافها..ان هذا التباين بين عمل طيران التحالف وطيران روسيا جعل الأخير يحقق في ضرباته الجوية نتائج باهرة سيكون لها تداعيات على أكثر من صعيد كالتالي:
أ‌. تغيير في الوضعية الميدانية للجماعات المسلحة الإرهابية المنتشرة في سورية بعد استهداف منظومات القيادة والسيطرة والإدارة واللوجستية والاتصال والانتقال لديها، ما سيدفعها الى خسارة فرص الهجوم والتحول الى مواقع دفاعية متقوقعة او التقهقر باتجاه الحدود التركية او الانسحاب من الميدان كليا اما بتسليم النفس للدولة السورية (سلم نفسه خلال ال 48 سنة الأولى 700 مسلح) والتخلي عن السلاح والعودة الى المنزل.
ب‌. تسهيل عمل الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة في البر من اجل تطهير الأرض السورية من الإرهابيين واستعادة السيطرة على المناطق التي دخلوها.
ت‌. سقوط أحلام واوهام راودت جبهة العدوان حيال سورية، وتحول بعض المصطلحات التي كانت تتداول الى عبارات تثير السخرية بعد ما أصبحت في ذمة التاريخ، كالوهم التركي بممرات امنة والمنطقة العازلة ومنطقة الحظر الجوي، كما والوهم السعودي بان يكون للمملكة يد قوية في سورية تحرك الاحداث في محيط دمشق عبر تعيين رئيس دمية بيدها، او الوهم الأميركي الغربي الصهيوني بتفكيك محور المقاومة او تفكيك سورية.
ث‌. تشكل ميداني لمجموعة دولية استراتيجية مؤهلة لتحقيق التوازن في العلاقات الدولية مجموعة بإمكانها فرض نفسها دونما خشية او خوف، وهنا يجب التوقف مليا عند الصلابة السورية والموقف الروسي والإصرار الإيراني والتحرك الصيني والتلويح العراقي بإمكانية طلب المساعدة العسكرية من روسيا.
ج‌. افتضاح زيف التحالف الأميركي الدولي الذي يزعم انه يقاتل داعش، وان في قول الجنرال الخبير العسكري الأميركي دلالة واضحة على قناعة هؤلاء بأنهم فشلوا وافتضحوا.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


"ويسألونك: لماذا فلسطين؟!"
بقلم: معن بشور

خريطة (داعش) فى أفريقيا
بقلم: د. رفعت السيد أحمد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//