جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية الدراسات والتوثيق

تقييم إسرائيلي للسياسة المصرية وتحالفاتها الخارجية | بقلم: د. عدنان أبو عامر
تقييم إسرائيلي للسياسة المصرية وتحالفاتها الخارجية



بقلم: د. عدنان أبو عامر  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
07-08-2019 - 1157

في ذروة الاستقطاب الإقليمي الحاصل في المنطقة، تتطلع الأنظار إلى السياسة المصرية القائمة، ودرجة تحالفاتهاالمتشعبة، سواء مع دول الخليج أو إسرائيل، بما يخدم استقرار النظام بما يواجهه من تحديات داخلية وخارجية. المحافل الإسرائيلية التي تتابع عن كثب تطورات الأداء السياس ي المصري تشير إلى أن النظام المصري الحالي متورط في عدد من المشاكل الإقليمية العالقة، ومنها الصراع على السلطة الحاصل في جارته الجنوبية السودان، وتقوية وضع الجنرال خليفة حفتر في جارته الغربية ليبيا، وربما يدخل في وساطة بين السعودية وإيران في منطقة الخليج. مصر تخوض مع حليفتيها السعودية والإمارات العربية المتحدة صراعا قويا لوضع نظام حكم في السودان تابع لها،في ظل المساعدات السياسية والدبلوماسية والأمنية التي توفرها للعسكر السودانيين، الذين تعلموا من الضباط المصريين كيفية فض الاعتصامات المدنية القاهرة بصورة أساسية، وإلى جانبها الرياض وأبو ظبي تضغط جميعها على الجنرالات السودانيين بعدم الخضوع للمتظاهرين، وتفريقهم بالقوة، واتباع ذات الطرق التي انتهجها السيس ي لتثبيت حكمه في مصر، لأن هناك مصلحة لهذه الدول الثلاث لبقاء حكم المجلس العسكري السوداني. أما في ليبيا، فإن مصر تعمل ومعها الرياض وأبو ظبي لتثبيت وضع الجنرال حفتر الذي يهدد، دون نجاح، باحتلال العاصمة طرابلس، ويعمل مستشارون عسكريون مصريون وإماراتيون بجانبه، ويقوم عادة بزيارة القاهرة للتشاور
مع السيسي، وباتت القاهرة العنوان المركزي لما يريد الغرب إيصاله من رسائل إلى حفتر.
وهكذا ففي ظل الصراعات الداخلية الناشبة في المنطقة، مثل الحرب في سوريا، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي تعمل على تشتيت الدول العربية، فإن الترويكا العربية اليوم المكونة من مصر والسعودية والإمارات باتت تشكل عنصر تأثير إقليمي واضح في المنطقة، رغم أنها ليست في عداد الحلفاء السياسيين والعسكريين الدائمين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. مع العلم أن القاهرة مرهونة اقتصاديا بالرياض وواشنطن، لكنها مؤخرا باتت تشتري أسلحة من موسكو، وبكين تستثمر في مشاريع مصرية كبيرة، في حين تعاني السعودية زعزعة وضعها في واشنطن، خاصة من الكونجرس والرأي العام، مما دفعها لإقامة علاقات متنامية مع الصين وروسيا، والإمارات تسعى لمنافسة قطر في الولايات المتحدة، ولا تثق كثيرا في الرئيس ترامب. صحيح أن ترامب يعتبر رئيسا ممتازا لهذه الدول الثلاث: مصر والسعودية والإمارات، لكنها تتجهز لليوم الذي لا يصبح فيه رئيسا أمريكيا خلال عامين بعد الانتخابات الرئاسية القادمة. لكن اللافت فعلا أنه فيما يتعلق بالتوتر السعودي الإماراتي مع إيران، فإن السياسة المصرية تبدو لهما ليست كما يجب، مما يدفع للأخذ بجدية التقارير التي تتحدث عن وساطة قد تقودها القاهرة بين الرياض وطهران، لكن الأمر مرهون بالرغبة السعودية. وعند الحديث عن الدور المصري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمن الواضح أنه تقلص في السنوات الأخيرة ليصبح عبارة عن مشاورات مكوكية حول تحقيق تهدئة بين حماس وإسرائيل، أما السعودية فتقود جهود إنجاح صفقة القرن لتسوية هذا الصراع، حيث أخذت على عاتقها دور الضغط على الفلسطينيين لقبول الصفقة، ومحاولة تجنيد الأردن لصالحها من خلال عقد لقمة البحرين أواخر يونيو الماضي . وفيما تحولت قمة البحرين مع مرور الوقت إلى حدث قليل الأهمية، وذي جانب استعراض ي، فالفلسطينيون لم يأتوا، والأردن يعيش تحت ضغط شعبي يتنامى، في حين تبدو مصر الشريكة الوحيدة في هذه العملية. مع العلم أن موافقة مصر على حضور قمة البحرين شكل اختراقا للجهد الأمريكي الذي لم يكن سهلا، وقد كانت إسرائيل جزءا من هذه الجهود لإقناعها لإنقاذ القمة التي دعا إليها الأمريكيون، ويرون فيها أهمية كبيرة، بل إن مكانة الرئيس ترامب ستكون موضع استفهام، في ظل مشاركة القاهرة أو مقاطعتها، لكن حضور مصر شكل إنجازا أمريكيا جديدا، وكشف عن عمق تأثيرها على السياسة المصرية. أما بالنسبة للشؤون المصرية الداخلية، فإنه وسط كل هذه الانشغالات التي ينخرط فيها السيس ي أتت وفاة الرئيس السابق محمد مرس ي، التي خش ي النظام المصري أن تشكل له قضية مماثلة لجريمة قتل الصحفي السعودي خاشقجي الذي تورط فيه النظام الحليف للسيس ي في السعودية، بجانب الإدانات الدولية بسبب الجنازة الصامتة التي فرضتها السلطات المصرية للرئيس الراحل. إن تبعات وفاة مرس ي دفعت وزير الخارجية سامح شكري ليصبح رأس حربة لتفنيد الاتهامات التي يتلقاها النظام المصري أمام العالم، والسبب واضح، أنه في حال تم العثور على دليل أو إثبات بقتل مرس ي، فسيكون له تبعات خطيرة على العلاقات المصرية الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة. كما أن مصر قد تجد نفسها تحت طائلة العقوبات التي تعانيها السعودية اليوم، مثل منع بيعها السلاح عقب مقتل خاشقجي، وربما تعيد العديد من المؤسسات الدولية المانحة النظر في تقديم مساعداتها لنظام السيس ي في حال ثبوت تورطه في جريمة قتل مرسي . في ذات الجانب، يمكن الحديث عن تحالفات مصر الخارجية، لاسيما مع الإمارات، الصديقة القريبة جدا من النظام القائم في مصر، فطيارو محمد بن زايد شركاء في معركة السيس ي ضد المجموعات المسلحة في سيناء، ومن المتوقع أن تكون إسرائيل أيضا شريكة لهما في هذه الحرب، بحيث أصبح هذا الحلف ثلاثيا؛ تل أبيب والقاهرة وأبوظبي. هذا يعني في المجمل أن العلاقات الوثيقة بين السيس ي ونتنياهو قائمة، والتعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب مستمر، رغم عدم وجود ضمانات تضمن مستقبل علاقات مصر وإسرائيل، لاسيما الاتصالات الأمنية، فالأجيال القادمة المصرية والإسرائيلية لا تحمل إرثا من العلاقات الجيدة يمكن من خلالها تعليمها وتلقينها معاني السلام التي لم تتحقق فعلا بينهما، ليس هناك سلام حقيقي، وإنما آمال من التفاؤل، لأن التاريخ المتبادل بين المصريين والإسرائيليين عبارة عن تاريخ طويل من الحروب. ورغم كل ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل تنسيقه الميداني مع الجيشين الثاني والثالث المصريين في سيناء، خشية أن يطلق المسلحون قذائفهم الصاروخية باتجاه إسرائيل، كما أن إسرائيل تواصل الاعتماد على الدور المصري بالتوصل لتهدئة مع حماس، مما يجعل السيس ي ونتنياهو يتحدثان بصورة دائمة، وبشكل مباشر، وبينهما لغة مشتركة، الأمر الذي يدفع الإسرائيليين لأن يتخيلوا: ماذا لو تغير الوضع الأمني في سيناء، وعاد الهدوء كما كانقبل سنوات، هل سينخفض الاعتماد المصري على إسرائيل، وماذا لو أن رئيس حكومة إسرائيلية آخر صعد للحكم بدل نتنياهو، هل ستتراجع علاقته بالسيسي؟
الخلاصة :

إن القراءة الإسرائيلية للأداء السياس ي المصري: داخليا وخارجيا، يشير إلى حالة من الاطمئنان النسبي إلى أنه يسير وفق شبكة المصالح الإسرائيلية في خطوطها العامة، قد يقترب أو يبتعد بعض الش يء من التفاصيل الإسرائيلية، لكنه في المسار العام يشكل مصدر راحة لإسرائيل على حدودها الجنوبية )


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//