ورأى المشاركون في الاجتماع أن الأحداث التي تمر بها المنطقة ومن بينها الحرب الإرهابية على سورية جزء من مخطط وعد بلفور الذي منحت بموجبه السلطات البريطانية قبل نحو مئة عام حق تأسيس وطن قومي لليهود على حساب أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين.
وتناول رئيس اللجنة الدكتور نضال الصالح في كلمته خطورة وعد بلفور ومفاعيله على المنطقة بأسرها عبر استقدام كيان غريب وزرعه في قلب منطقة عرفت بتعايش مكوناتها وبكونها مهدا للعديد من الحضارات والديانات معتبرا أن استضافة دمشق لانطلاق فعاليات الحملة المناهضة لوعد بلفور مصدر اعتزاز لكل سوري.
وقال الصالح “تتكبد سورية ضريبة باهظة بسبب انحيازها إلى القضية الفلسطينية كقضية عربية مركزية والحرب الطائشة الوهابية عليها نتيجة لموقفها من الاحتلال الإسرائيلي ولدعمها حركات المقاومة ضده” معتبرا أن العدوان على سورية يؤكد وحدة الدم السوري والفلسطيني داعيا وزارتي الإعلام والثقافة إلى دعم هذه الحملة عبر مؤسساتهما لنشر برامجها على أوسع نطاق عربيا ودوليا.
واستعرض الدكتور حسن حميد مقرر اللجنة الظروف التاريخية التي تلت إطلاق وعد بلفور والإجراءات المتخذة من سلطات الاحتلال البريطاني حينها لتنفيذ هذا الوعد من تعيين الصهيوني روبرت صموئيل مندوبا لها في فلسطين وقمع الحركة السياسية الفلسطينية وتشجيع الهجرات اليهودية.
وقال خالد عبد المجيد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية إن “الشهداء السوريين ومنهم عز الدين القسام كان لهم الدور الكبير في إشعال ثورات فلسطين ضد كيان الاحتلال الاسرائيلي وما زال موقف سورية هو الأكثر حضورا على الساحة الدولية وهذا ما لمسناه من القاعدة الشعبية إلى أعلى المستويات”.
الدكتور مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني قال في كلمته “تحظى هذه الحملة بدعم كبير من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والأحزاب الأخرى في سورية ومن الفصائل الفلسطينية بهدف إعادة طرح القضية الفلسطينية على كل المستويات وشرح جريمة اغتصاب فلسطين ودور الغرب الاستعماري في تمكين الصهاينة من احتلالها”.

يشار إلى أن اللجنة السورية الفلسطينية للحملة العالمية ضد جريمة وعد بلفور تضم في عضويتها إضافة إلى الدكتور الصالح والدكتور حميد الدكتور صابر فلحوط والدكتورة هالة الأسعد الأمين العام لجامعة الأمة العربية والدكتور سهيل ملاذي والمستشار رشيد موعد ومهمتها إطلاق الحملة والتحضير لسائر الفعاليات المرافقة حقوقيا وسياسيا واجتماعيا.
نضالات الشعبين السوري والفلسطيني في مواجهة تبعات وعد بلفور بندوة للجنة السورية لدعم الشعب الفلسطيني
في سياق متصل أكد المشاركون في الندوة التي نظمتها اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني اليوم تحت عنوان “نضالات الشعبين السوري والفلسطيني في مواجهة آثار وتبعات جريمة وعد بلفور” أن وعد بلفور المشؤوم الذي جاء نتيجة أطماع استعمارية كان كارثة على الشعب الفلسطيني.
ورأى المشاركون في الندوة التي شارك فيها مثقفون وأدباء أن مواجهة العدو الصهيوني تتطلب كفاحا سياسيا وعسكريا مؤكدين ضرورة توحيد الصفوف في مواجهة العدوان الذي يستهدف سورية وفضح ممارسات العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وتدمير وتهويد للمقدسات.2
واعتبر رئيس اللجنة الشعبية الفلسطينية لمناهضة العدوان على سورية والمقاومة أكرم عبيد أن نضال الشعبين السوري والفلسطيني لا يتجزأ مشيرا إلى أن صمود سورية الأسطوري في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن عليها يعود لوحدة شعبها وجيشها وقيادتها.
وبين عبيد أن “المصالحات المحلية في سورية حققت نتائج مذهلة أفقدت الإرهابيين توازنهم وخسرت داعميهم الرهان” مؤكدا أن المستقبل سيكون “لمصلحة الشعوب المقاومة بقيادة محورها المنتصر من دمشق قلب العروبة النابض والخندق المتقدم للدفاع عن الأمة بعد أن أثبتت تمسكها بالثوابت الوطنية والقومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
وتأسست اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني عام 2001 بعد الانتفاضة الثانية في الأراضي المحتلة بهدف تقديم المساعدات الإنسانية من الشعب السوري إلى أشقائه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.